على خلاف الربيع العربى الذى أسفر عن موجة من التغييرات والعنف والإرهاب طالت العديد من دول المنطقة، خاصة مصر التى تمثل الترمومتر الحقيقى للبوابة العربية، وذلك تحت ذريعة الديمقراطية لكنها حقيقة ادت الى صعود التيار الاسلامى وتنفيذ مخطط التنظيم الدولى الارهابى للاخوان المسلمين بالتعاون مع حلفائه فى الخارج والداخل.. تستعد الجزائر لتغييرات سياسية جوهرية مع انطلاق الانتخابات الرئاسية غدا «الخميس « وسط مراقبة دولية وافريقية واسلامية وعربية، لكنها انتخابات كما يتوقع المراقبون سترسخ من وضعها الاقليمى والدولي، خاصة أن فوز الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لفترة ولاية جديدة يبدو هو الأقرب مع قرار الحركات الاسلامية مقاطعة تلك الانتخابات. ويرى المحللون السياسيون ان الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة يبدو الاوفر حظا، على الرغم من متاعبه الصحية التى منعته من القيام بحملات ومؤتمرات جماهيرية، ولكن بوتفليقة كان يراهن على وعى الشعب الجزائرى الذى يعشق هذا الرجل ويجد فيه صمام الأمان لاستمرار المسيرة الجزائرية رغم تحفظات البعض بعد سقوط ليبيا فى يد تنظيم القاعدة وسيطرة الغنوشى والنهضة التونسية على مقاليد البلاد، ولكن صحوة وارادة الشعب المصرى فى اسقاط مرسى وجماعة الاخوان صبت فى صالح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذى يعتبر مصر قبلة البوصلة السياسية للعالم العربى رغم المحاولات القطرية وزيارة اميرها مؤخرا للجزائر، وكذلك زيارة جون كيرى وزير الخارجية الامريكي، مما جعل الشعب الجزائرى أكثر تمسكا بالحقبة البوتفليقية رغم كل أجراس الانذار من جبهة الانقاذ والمعارضين الممولين من الخارج واليساريين واطماع الاسلاميين ومخططاتهم الإرهابية. وتتطلع الدوائر الإقليمية والدولية الى أن تشكل انتخابات الرئاسة منعطفا جديدا لتوفير المزيد من الاستقرار للجزائر كدولة كبيرة فى منطقة الاتحاد المغربى، والذى سينعكس بدوره على الإقليم الذى يواجه تحديات واسعة خاصة على صعيد مكافحة الإرهاب واتساع نشاط ما يسمى «تنظيم القاعدة» فى المغرب العربى وهو ما يتطلب تهيئة كل الظروف لتأسيس مستقبل واعد لشعوب المنطقة. وجاءت تصريحات مدير حملته عبد المالك سلال مطمئنة، حيث أكدت ان صحته «تتحسن يوما بعد يوم. وقال سلال إن «صحة رئيس الجمهورية تتحسن يوما بعد يوم»، مؤكدا انه اذا فاز الرئيس فى الانتخابات المقررة فى 17 ابريل الجارى فسوف «يؤدى القسم» بحسب الاجراءات المنصوص عليها فى الدستور. ويتوجه غدا 23 مليون ناخب الى الاختيار بين ستة مرشحين، بينهم بوتفليقة وخصمه الرئيسى على بن فليس الذى كان رجل الثقة لديه خلال ولايته الاولى (1999-2004). ويبدو بوتفليقة الاوفر حظا للفوز فى الاقتراع، لكن بن فليس يأمل فى الثأر بعد هزيمته فى الانتخابات الرئاسية فى 2004. و قد كلف بوتفليقة سبعة من مساعديه بالقيام بجولات فى البلاد، ويؤكد هؤلاء الذى يشيرون الى ادائه فى الولايات الرئاسية الثلاث الاولى، انه ضمانة للاستقرار خاصة أنه قد اتبع سياسة مصالحة وطنية بعد اعمال عنف استمرت عقدا وأسفرت عن سقوط 200 الف قتيل حسب الارقام الرسمية. لكن الجروح ما زالت حية والمخاطر قائمة، كما اثبتت عملية احتجاز الرهائن فى يناير 2013 فى موقع اميناس للغاز (1300 كلم جنوب شرق العاصمة) التى قامت بها مجموعة اسلامية وأودت بحياة عشرات الاشخاص. ويعد بوتفليقة مهندس المصالحة الوطنية التى وضعت حدا لحرب اهلية اسفرت عن 200 ألف قتيل على الاقل، ومن اكثر الشخصيات الذين تركوا بصمة فى الحياة السياسية الجزائرية، خصوصا انه يحكم البلاد رغم متاعبه الصحية منذ 1999. والمرشحون الخمسة الآخرون هم: عبد العزيز بلعيد، وعلى بن فليس، وموسى تواتي، ولويزة حنون، وعلى فوزى رباعين.