قال عبد المالك سلال مدير حملة الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة ان صحة بوتفليقة "تتحسن يوما بعد يوم" وانه يعد المرشح الاوفر حظا على الرغم من متاعبه الصحية التي منعته من القيام بحملة انتخابية. ويخضع بوتفليقة - الذي يبلغ من العمر 77 عاما بينها 15 على رأس السلطة - للعلاج اثر اصابته بجلطة دماغية ادت الى نقله الى مستشفى في باريس قبل سنة من اجل استعادة كل قدراته على الخطابة والحركة. وعلى الرغم من تلك التصريحات المطمئنة لمدير الحملة يشكك الكثيرون قي قدرتة بوتفليقة على قيادة البلاد لخمس سنوات اخرى. و اكد سلال انه اذا فاز الرئيس في الانتخابات المقررة فيابريل الجاري فسوف "يؤدي القسم" بحسب الاجراءات المنصوص عليها في الدستور. وبمعزل عن وضعه الصحي، يرفض معارضوه فكرة ولاية رئاسية رابعة له، مثل حركة المجتمع المدني "بركات" (كفى)، وهذه الحركة وهي تحالف من خمسة احزاب معارضة بينها حركة مجتمع السلم الاسلامية، تخوض بنفسها حملة المقاطعة. هذا وفى بلد لعب فيه الجيش باستمرار منذ الاستقلال في 1962 دورا كبيرا في اختيار رئيس الدولة، تحدثت الصحف في الاسابيع الاخيرة عن خلافات عميقة داخل هذه المؤسسة حول دعم بوتفليقة او عدم دعمه. و ذكرت الصحف ان رئيس المخابرات العسكرية الجنرال محمد مدين المعروف باسم توفيق، عبر عن تحفظات على هذه الولاية الرئاسية الرابعة، وكتبت صحيفة الوطن الجمعة انه في الجانب الآخر، يقف رئيس الاركان الجنرال احمد قائد صلاح الذي يعد "الداعم الاكبر لاعادة انتخاب الرئيس"، لكن رئيس الوزراء الجزائري الاسبق سيد احمد غزالي (1991-1992) قال " انه لا يهم معرفة من هو الرئيس طالما انه ليس هو من يقرر"، مضيفا ان "الذين يقررون يبقون في الظل". الجدير بالذكر انه قد دعي 23 مليون ناخب الى الاختيار بين ستة مرشحين بينهم بوتفليقة وخصمه الرئيسي علي بن فليس الذي كان رجل الثقة لديه خلال ولايته الاولى (1999-2004). وفي غياب استطلاعات الرأي يبدو بوتفليقة الاوفر حظا للفوز في الاقتراع لكن بن فليس يأمل في الثأر بعد هزيمته في الانتخابات الرئاسية في 2004، وقد توقع بان "زلزالا عنيفا سيهدد القواعد الحزبية لرئاسة مدى الحياة"، مضيفا ان "اكبر خصومه" هو التزوير الذي ادانه في 2004. هذا ولم ير الجزائريون بوتفليقة سوى مرة واحدة منذ بداية الحملة على التلفزيون خلال استقباله وزير الخارجية الاميركي جون كيري في الرابع من نيسان/ابريل، مما يتناقض مع حملاته السابقة التي كان نشيطا جدا خلالها. وسوف تنتهي الحملة الرسمية لاقناع 23 مليون ناخب مسجلين على اللوائح في 13 ابريل بتجمع كبير يعقده معسكر بوتفليقة في العاصمة الجزائرية. وقد كلف بوتفليقة سبعة من مساعديه القيام بجولات في البلاد للاشارة الى ادائه في الولايات الرئاسية الثلاث الاولى، على انه ضمانة للاستقرار. الجدير بالذكر ان بوتفليقة اتبع سياسة مصالحة وطنية بعد اعمال عنف استمرت عقدا واسفرت عن سقوط 200 الف قتيل حسب الارقام الرسمية، لكن الجروح ما زالت حية والمخاطر قائمة ،كما اثبتت عملية احتجاز رهائن في يناير 2013 في موقع ان اميناس للغاز (1300 كلم جنوب شرق العاصمة) التي قامت بها مجموعة اسلامية واودت بحياة عشرات الاشخاص. ويعد بوتفليقة مهندس المصالحة الوطنية التي وضعت حدا لحرب اهلية اسفرت عن 200 الف قتيل على الاقل ومن اكثر الشخصيات الذين تركوا بصمة في الحياة السياسية الجزائرية، خصوصا وانه يحكم البلاد رغم متاعبه الصحية منذ 1999.