من يوم إلى آخر ومن جريمة لأخرى يثبت الإرهاب أنه جبان لا يواجه إنما يغدر ..فلا يصطاد إلا نائماً أو عائداًِ لمنزله .. وجريمة اغتيال العساكر الستة بنقطة الشرطة العسكرية بمسطرد تؤكد هذه الحقيقة ... وتكشف الحالة التى وصل إليها هؤلاء القتلة من استهداف للجيش و للشرطة يعتمد على اختيار الساعات الأولى من الفجر موعد تبادل الخدمات بين الجنود.. وهو مشهد متكرر يستوجب وقفة أمنية لإعادة النظر فى التوقيت وكيفية اليقظة فى التعامل معه حتى يتوقف هذا المسلسل الدموى ...حيث سيسعى هؤلاء القتلة للمزيد من سفك الدماء عبر الاغتيالات واستهداف النقاط الضعيفة، وما يمكن أن نطلق عليه الأهداف السهلة ...فكيف يمكن وقف هؤلاء القتلة ؟ وما مصير عملياتهم بعد مقتل " أبو عبيدة " زعيم جماعة أنصار بيت المقدس وبعد الضربات الأمنية المتلاحقة ضد الإرهاب عناصره ومخططاته؟ إن جرائم الإرهاب الأخيرة تؤكد أن الإرهابى لا يناضل من أجل مثل عليا أو قضايا عادلة وإنما على العكس من ذلك فالإرهابى يحمل شبقا مرضيا ولا يرتوى إلا بمزيد من اراقة الدماء. وما يقوم به الإرهابيون من جرائم فى الفترة الأخيرة يعكس حالة اليأس التى وصلت إليها الجماعة "الإرهابية" وأنصارها، حيث يدركون أنهم لن يستطيعوا هزيمة مصر وكل ما يقومون به سيرتد عليهم بمزيد من الخزى والعار. لقد جرب الارهابيون كل أسلحتهم ضد الوطن فروعوا المصريين ورفعوا السلاح ضد الوطن ومؤسساته ولن تكون عملية مسطرد آخر محاولاتهم الارهابية الآثمة... بل ستعقبها محاولات ومحاولات فكيف يمكن ردع هؤلاء ؟ و ما الذى يجب عمله لتجفيف منابع الإرهاب تمويلاً وتجنيداً وتسليحاً؟ علامات استفهام عديدة مطروحة حول الإرهاب فى سيناء وفى مدن القناة وفى القاهرة الكبرى ثم فى الصعيد ؟ وإلى متى سيظل هذا التهديد قائماً ؟ هذه الأسئلة وغيرها نجيب عنها فى سطور هذا الملف فإلى التفاصيل: خبراء : الجيش يواصل حربه ضد الإرهاب فى سيناء ويحقق نتائج مذهلة يقول خبراء أمنيون إن الجيش المصرى يحرز نجاحا كبيراً فى الانتصار على الارهاب فى شبه جزيرة سيناء ومن المعروف أن المتشددين فى سيناء هم خليط من ارهابيين مصريين و بعض المقاتلين الأجانب و بعد أن ضيق عليهم الجيش بدأوا ينقلون معركتهم إلى ساحات أقرب للقاهرة فى محافظات القناة والشرقية وبعض محافظاتالقاهرة الكبرى وفى هذا السياق تأتى عملية مقتل جنود الشرطة العسكرية فى مسطرد . جاءت هذه التطورات بعد تضييق الخناق على الارهابيين فى سيناء حيث يسيطر الجيش على الطرق الرئيسية ويستخدم طائرات الهليكوبتر والاباتشى فى المناطق الصعبة فى توجيه ضرباته للإرهابيين. وتمثل مكافحة الإرهاب فى مصر تحدياً رئيسيا للحكومة بل للدولة كلها خاصة أن المواجهة تزداد شراسة بين الإرهاب والدولة وبحسب الاحصائيات المتاحة فإنه قد سقط فى هجمات الإرهاب 300 قتيل وأدت الأحداث إلى تدهور الاقتصاد الذى لم ينتعش حتى الآن مما لحق به من جراء الاضطرابات السياسية التى بدأت فى أوائل عام 2011 بثورة 25 يناير التى أطاحت بالرئيس الأسبق حسنى مبارك. تدمير الأنفاق يقول الجيش والحكومة إن هناك تقدما فى الحرب على المتشددين، وفى محاولة لوقف تدفق الاسلحة على سيناء دمرت السلطات آلاف الانفاق تحت خط الحدود بين مصر وقطاع غزة. وكل ليلة تقريبا تطلق طائرات الأباتشى المروحية صواريخها على ما تشتبه أنها مخابئ للمتشددين فى البيوت والمزارع فى سيناء التى تمتد على مساحة 61 ألف كيلومتر مربع ويكاد ينعدم فيها تطبيق القانون. و كما قال العقيد أحمد على المتحدث باسم القوات المسلحة فى بيانات رسمية «نحن نؤدى المهمة على خير وجه لكن هذا لا يعنى أننا قضينا على الارهاب بالكامل». وأضاف «هذه حرب شرسة لان الارهابيين لديهم أسلحة خفيفة وثقيلة، وأرواح الناس فى سيناء فى غاية الأهمية للقوات المسلحة وهم يعتبرون أساس الأمن الوطنى فى تلك المنطقة». وقد وصف المشير السيسى عملية سيناء بأنها حملة أمنية متواصلة لتخليص المنطقة من المتطرفين والمجرمين، وقال إن سيناء تمثل أولوية أمنية قصوى. و بحسب سكان سيناء فإن المسلحين يتنقلون فى القرى عبر الدروب حيث يصعب رصدهم من الجو لأنهم يختلطون بالمدنيين أو يختبئون فى بساتين الزيتون. ويقول السكان أيضا إن السعى لوقف تدفق الاسلحة يواجه صعوبات لأسباب على رأسها أن المهربين يجلبون السلاح من ليبيا، كما يقولون إن عدد المقاتلين انخفض فى الشهور القليلة الماضية لأسباب منها أن كثيرين منهم انتقلوا صوب وادى النيل. ومنذ بداية الحرب ضد الإرهاب «قتل وقبض على كثير من المطلوبين فى سيناء». اعترافات الإرهابيين وبحسب اعتراف بعض قادة الإرهاب ممن يعرفون نفسهم بأسماء كودية فإن الارهابيين كانوا فى بداية المواجهة يختبئون فى الجبال لكنهم الآن موجودون فى القرى بين السكان لان ذلك أكثر أمنا لهم حيث يصعب استخدام الأسلحة الثقيلة ضدهم حرصاً على سلامة السكان المدنيين وبحسب احدهم فإنه ورفاقه من الإرهابيين يستخدمون قنابل بسيطة الصنع مثل برطمانات المربى المحشوة بالديناميت. ويخبئ المقاتلون القنابل بين أشجار الزيتون أو على أحد جانبى الطريق ويغطون أسلاك التفجير برمال الصحراء، و إن المسلحين يربضون على التلال فى انتظار مرور قوافل الجيش ثم يفجرون القنابل بالتحكم عن بعد باستخدام بطاقات تشغيل الهواتف المحمولة. وأضاف «نستخدم أنابيب غاز الطهى وجراكن الماء ونحشوها بالمتفجرات ونوصلها بأجهزة التوقيت وبطاقة هاتف محمول ثم نزرعها على الطرق التى نعلم أن الجيش يستخدمها». هذا وقد انهالت الضربات الجوية شبه اليومية منذ سقوط مرسى على بعض مقار الإرهاب وهرب من فيها بما استطاعوا حمل من السلاح . وبحسب ما قال المتحدث باسم الجيش «نحن نحاول بكل السبل تفادى الاصابات بين المدنيين الابرياء خلال هذه الاشتباكات مع الارهابيين الذين يستخدمون هذه الأساليب باستهداف المدنيين حتى يجعلوا القوات المسلحة تفقد تأييد الناس فى سيناء. وهناك بعض الخسائر فى الاشتباكات يتسبب فيها المتطرفون». التحدى الكبير وبحسب قول مسئولين أمنيين فإن بعض المقاتلين مصريون وبعضهم من حركة حماس الفلسطينية التى تسيطر على قطاع غزة بل إن البعض من أفغانستان وهو تحد كبير لابد وأن تنتصر فيه الدولة المصرية . ويعتقد المسئولون أن بعض المقاتلين المصريين أمضوا فترة فى المناطق الخاضعة لسيطرة طالبان فى باكستان وعادوا بعد انتخاب مرسى عام 2012 .واتهمت الحكومة بعد 30 يونيو مرسى بالسماح بانتشار التشدد الاسلامى فى سيناء من خلال الافراج عن قيادات اسلامية من السجون. وبحسب قول شخصيات مهمة فإنهم شاهدوا سيارات تابعة لرئاسة الجمهورية خلال فترة حكم مرسى تنقل مسئولين لحضور اجتماعات مع اسلاميين ابرزهم محمد الظواهرى شقيق زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى الذى حضر لسيناء فى إحدى سيارات رئاسة الجمهورية. وقال إن رجال الشرطة فى سيناء لم يسمحوا لهم بالاقتراب من مواكب السيارات أو الاجتماعات وهو ما سعت مصادر إخوانية لتكذيبه. وقائع مقتل الإرهابى الكبير فى سيناء أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس التى تسير على نهج تنظيم القاعدة وتنشط فى شبه جزيرة سيناء مقتل أحد مؤسسيها الأسبوع الماضى فى «حادث سير»، وقالت إنه شارك فى محاولة فاشلة لاغتيال وزير الداخلية العام 2013. لكن مصدرا أمنيا كذب هذا وقال إن فريج، وهو أهم التكفيرين فى الجماعة التى تعتبر الذراع العسكرىة للإخوان فى مصر، «تم قتله فى إطار العملية الأمنية بسيناء وليس فى حادث سير كما ادعت جماعته الإجرامية.». وأعلنت الجماعة فى السابق مسئوليتها عن أغلب التفجيرات والهجمات المسلحة التى استهدفت أفراد ومقار قوات الأمن فى مصر منذ عزل الجيش للرئيس السابق محمد مرسى المنتمى لجماعة الاخوان المسلمين فى 3يوليو بعد ثورة شعبية حاشدة على حكمه فى 30 يونيو. وأسفرت هذه التفجيرات والهجمات التى امتدت من سيناء إلى القاهرة ومدن أخرى عن مقتل المئات من قوات الأمن. وقالت الجماعة فى بيان بثّ على موقع جهادى تابع لها «ننعى بكل حزن وأسى إلى أمتنا المسلمة وأهلنا فى مصر القائد المجاهد الزاهد الورع (أبى عبد الله) توفيق محمد فريج والذى قضى نحبه الثلاثاء.. فى حادث سير انفجرت على إثره قنبلة حرارية كان يحملها فتوفى متأثرا بجراحه». وكان وزير الداخلية محمد ابراهيم قال فى مؤتمر صحفى فى يناير إن فريج هو قائد أنصار بيت المقدس فى داخل مصر، وعرض صورة له وناشد المواطنين الإدلاء بأى معلومات تفيد فى ضبطه.وبحسب مصادر أمنية فإن فريج «تم قتله فى إطار العملية الأمنية سيناء وليس فى حادث سير كما ادعت جماعته الإجرامية.» وقالت أنصار بيت المقدس فى بيانها «كان (فريج) من المؤسسين الأوائل لجماعة أنصار بيت المقدس.. شارك وقاد كثير من العمليات التى قامت بها الجماعة». وقد رحل إلى أرض الكنانة بداية عام 2013 واستقر بها وتولى الإشراف على فرع الجماعة هناك الذى قام فيما بعد بعمليات كثيرة ضد نظام العمالة والخيانة وكان من أهمها محاولة اغتيال وزير الداخلية محمد إبراهيم. كما ذكرت انه كان صاحب فكرة تفجير خطوط الغاز المتجهة إلى اسرائيل وقائد إحدى عمليات القصف الصاروخى التى تستهدف ميناء ايلات انطلاقا من سيناء.