سيطرت تسريبات (ويكيليكس) وما احتوته من أسرارومفاجآت وردت فى تقارير الدبلوماسيين الأمريكيين حول العام على تغطيات الصحفالنيجيرية الصادرة اليوم الجمعة.وكشفت إحدى الوثائق عن برقية سرية صادرة عن السفيرة الأمريكية السابقة لدىنيجيريا روبين رينى ساندرز، والتى قالت فيها لحكومتها إنها حذرت الرئيس النيجيرىجوناثان جوودلووك من الاقتراب من رئيس البلاد السابق اوليسجون اوباسانجو لكى لايكون ظلا له ولكى لا تنتقل عداءات اوباسانجو القديمة بالوكالة إليه.وأشارت إلى أنها نصحت جوودلووك الذى عينه اوباسانجو حاكما لإحدى الولاياتالنيجيرية فى العام 2006 أن يتخذ لنفسه نهجا مميزا عن سابقيه وأن يبدوا وكأنهالمتصرف الأوحد فى شئون الرئاسة وصاحب القرار دون مشورة من اوباسانجو.والأمر الخطير الذى كشفت عنه وثائق ويكيليكس هو أن هذه النصائح قد تمت فىمقابلة بين السفيرة الأمريكية وجوودلووك يوم 26 فبراير 2010، أى قبل وفاةيارادوا بأكثر من ثلاثة أشهر وكان وقتها الرئيس النيجيرى قائما بعمل رئيس الدولةبقرار صادر عن برلمان نيجيريا الاتحادى.كما كشفت البرقية الأمريكية عن اعتراف للرئيس النيجيرى أسر به إلى السفيرةالأمريكية خلال المقابلة بأنه يشعر أن السياسيين الشماليين غير مرتاحين لرؤيتهعلى مقعد رئاسة الدولة، وأنه لا يريد استفزازهم أو التصادم معهم.كذلك أكد الرئيس النيجيرى، الذى كان نائبا رئيس الدولة منذ مايو 2007، إلى أنهكان المسئول الأول عن إدارة ملف إنهاء الصراع فى منطقة دلتا النيجر وهو الوضعالذى استمر حتى سبتمبر 2008 بإنشاء رئيس البلاد الراحل يارادوا وزارة خاصة لشئونالإقليم لأول مرة فى تاريخ نيجيريا.وأشارت الصحف النيجيرية إلى أن برقيات السفارة الأمريكية شملت تأكيدا منالرئيس النيجيرى جوناثان جوودلووك بأن رئيس نيجيريا السابق عبدالسلام أبوبكر هوأحد أوثق الناصحين له والمقربين منه.وكشفت برقية السفارة الأمريكية عن تقديرات خاصة للسفيرة الأمريكية السابقة لدىنيجيريا روبين رينى ساندرز، والتى قالت فيها إن نظام إدارة الدولة قد دخل فىغيبوبة شبه كاملة على كافة القطاعات اعتبارا من فبراير 2010 وذلك مع دخول رئيسهاالراحل يارادوا فى غيبوبته الأخير التى سبقت وفاته.كما رأت السفيرة الأمريكية - فى تقريرها الذى أرسلته إلى رئاساتها فى واشنطن -أن قرينة رئيس البلاد الراحل توراى يارادوا وثلاثة من وزرائه المقربين قد مارسوانوعا من التعتيم على حالة يارادوا الصحية محدثين بذلك توترات هائلة فى نيجيريا.ومن ناحية أخرى، فقد احتوت برقيات السفارة الأمريكية السرية التى نشرتهاويكيليكس على معلومات سرية صادرة عن البعثة الأمريكية فى أبوجا حول قدرة مؤسسة(شل) العالمية للبترول التى تعمل فى سوق النفط النيجيرى منذ خمسينيات القرنالماضى على التسلل إلى كافة مؤسسات الدولة فى نيجيريا واختراقها وذلك استنادا إلىمحضر مقابلة بتاريخ 20 أكتوبر 2009 بين أحد مسئولى السفارة والسيد آن بيكارد رئيسمؤسسة (شل نيجيريا) الذى قال إن عمل مؤسسته فى نيجيريا لا يمكن فصله عن خلفيةتاريخ هذا البلد الذى كان محمية بريطانية إبان عهود الاستعمار.كما تناولت برقيات السفارة مشكلة مؤسسة (فايزر) الأمريكية التى يطالبهانيجيريون بتعوضات تقدر بمليارات الدولارات ويلاحقونها قضائيا منذ سنوات، وأشارتإحدى البرقيات الصادة من السفارة الأمريكية فى 20 أبريل 2009 إلى قرب إبرام اتفاقتسوية ودى لإقفال هذا الملف تدفع بموجبه (فايزر) 75 مليون دولار مقابل تجميدالدعاوى المقامة ضدها.كذلك كشفت برقية أخرى عن حدة الصراع السياسى فى نيجيريا وامتزاجه أحيانا بالعنفالمسلح فى بعض مناطقها، وأشارت البرقيات إلى أنه من بين الزعامات السياسيةالنيجيرية من هو كفيل بجعل هذا البلد يدمر نفسه ذاتيا ويضعها دائما على شفيرأزمات مستفحلة وهو ما يجعل دعم إصلاح الديمقراطى والسياسى فى هذا البلد العائمعلى بحر من النفط مصلحة أمريكية خالصة.وألمحت وثائق أخرى إلى تصاعد نفوذ أعضاء البرلمان النيجيرى وتضخم ثرواتهمالخاصة والإشارة كذلك إلى أن ما يلتهمونه من مكافآت مالية وعينية تعادل ربعموازنة البرلمان النيجيرى السنوية البالغة 536 مليار نيرة.