وصل الاشتباك الفقهي بين رجال دين مصريين وجماعة الإخوان المسلمين ذروته، بعدما وصف شيخ أزهري تنظيم الإخوان بأنه تنظيم 'مرتد'، واعتبر أنه 'لا تجوز الصلاة على أعضائه ولا دفنهم في مدافن المسلمين'. وربط الشيخ مظهر شاهين إمام مسجد عمر مكرم، المسجد الذي يتوسط ميدان التحرير في القاهرة، في اتصال هاتفي قبل أيام على فضائية التحرير المصرية، وفاة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق آرييل شارون بما سمّاه وفاة التنظيم في مصر، في إشارة مستهزئة إلى خدمة الجماعة للمصالح الإسرائيلية في المنطقة، وخروجها عن ملة الإسلام، واصفا الإخوان بالتنظيم المرتد عن الإسلام. وربما لا يبدو لكلام شاهين، الذي يوصف بأنه خطيب الثورة، ثقل فقهي، رغم الخلفية الأزهرية التي يتحدر منها، إلا أنه يجيء ضمن سلسلة من التراشق والتكفير والتخوين الفقهي بين الجماعة من ناحية، وأزهريين وسلفيين مصريين من ناحية أخرى، منذ يونيو الماضي. وقبل شهور من الآن، بثت إدارة الشؤون المعنوية في الجيش المصري، رسائل مسجلة لمفتي الجمهورية السابق الدكتور علي جمعة، وللداعية الشاب الذي كان محسوبا على تيار الإخوان عمرو خالد، ولوكيل وزارة الأوقاف بمصر الدكتور سالم عبد الجليل، فُهم منها أنها تبيح للجيش قتل أفراد جماعة الإخوان. وجاء ذلك على خلفية استدلالات منتشرة قارنت بين فئة الخوارج التي ظهرت في صدر الإسلام، والجماعة. وانعقدت مقارنات بين الخوارج الذين كانوا يزعمون التدين ثم خرجوا على الخليفة الرابع الإمام علي بن أبي طالب، واقترفوا جرائم قتل ضد مسلمين عزّل، انطلاقا من فتاوى خاصة أطلقها فقهاؤهم، وبين سلوك الجماعة، وزعمها الأفضلية الدينية على منافسيها السياسيين على الساحة المصرية. إلا أن الاقتتال الفقهي بين الجماعة والدولة اتخذ منحى قاسيا قبل شهور قليلة، حين تم تسريب تسجيل للمفتي السابق علي جمعة خاطب فيه رجال الجيش والشرطة بخصوص الإخوان قائلا: 'اضرب في المليان، إياك أن تضحي بجنودك'، ثم أردف قائلا: 'طوبي لمن قتلهم أو قتلوه، بل يجب أن نطهر مدينتنا ومصريتنا من هؤلاء الأوباش.(..) إننا نصاب بالعار منهم ويجب أن نتبرأ منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب'. ثم وصفهم بأن 'رائحتهم نتنة في الظاهر والباطن'. واعتبر جمعة في تكييفه الفقهي لحيثيات وجوب قتال الإخوان أن مرسي بمثابة 'الإمام المحجور' ،وفقا لاصطلاحات الفقه الإسلامي، معتبرا أنه، في هذه الحالة، 'قد ذهبت شرعيته'. الاستنتاج نفسه خلُص له عدد من المشايخ المغمورين المحسوبين على التيار السلفي، وما أيده كبارهم، كالدكتور ياسر برهامي القيادي الأبرز في الدعوة السلفية المصرية، الذي اعتبر أن ما حدث في مصر سياسيا ضد الإخوان 'مقبول بدليل أن هناك انقلابات عسكرية حدثت أيام الصحابة وقبلوها'، على حد وصفه. وقبل أيام قليلة قال الدكتور سعد الدين الهلالى، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن كل من تولى الحكم فى تاريخ الدولة الإسلامية عبر الزمان وكذلك حكام مصر، من أصول عسكرية. جاء ذلك في حوار تلفزيوني مع مقدم البرامج المصري عمرو أديب. وكان كتاب مصريون خصصوا مقالاتهم لإفراد عروض عن دراسات فقهية قديمة تعتبر الإجراء الذي اتخذه الجيش ضد الجماعة، إجراء من صميم الفقه الإسلامي في تقديمه مصلحة الأمة على مصلحة طائفة منها فحسب. واعتبر الكاتب ومقدم البرامج إبراهيم عيسى أن وصول السيسي للحكم بعد خلع مرسي أمر لا غبار عليه دينيا، استنادا لأطروحة أزهرية قدمها أحد المتخصصين قبل عقود من الآن. Video of الشيخ مظهر شاهين الاخوان مرتدين لا تجوز الصلاه عليهم ويجب دفنهم مع شارون وليس ف مقابر المسلمين.