ازمة دبلوماسية بدت ارهاصاتها تلوح فى الافق بين مصر وتونس اثر التدخل المرفوض للرئيس التونسى منصف المرزوقى فى الشأن المصرى الداخلى فى خطابه أمام الدورة السادسة والثمانين للجمعية العامة بالامم المتحدة ينيويورك ، والذى جاء بشكل مستفز ينطبق عليه المثل : «من كان بيته من زجاج فلا يرمى جيرانه بالحجارة « ففى الوقت الذى تتواصل فيه المظاهرات والاعتصامات ضد فشل نظام الاخوان المسلمين فى تونس، والذى نجحت ثورة 30 يونيو فى مصر فى اقتلاعه ، جاء خطاب الرئيس التونسى المنصف المرزوقى معاديًا لإرادة الشعب المصرى التى تخلصت من مستنقع الاخوان المسلمين ، ليطالب المرزوقى السلطات المصرية بالإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسى وجميع المعتقلين من الإسلاميين المحبوسين بالسجون حاليا. وفى هذا الاطار وصل السفير أيمن مشرفة سفير مصر فى تونس إلى القاهرة خلال اليومين الماضيين على أثر استدعائه من قبل وزارة الخارجية للتشاور فى أعقاب خطاب الرئيس التونسى الذى يُعد تدخلاً فى الشأن المصرى الداخلى. وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية بأن الوضع التونسى الداخلى يموج بالتطورات التى تمتنع القاهرة عن التعليق عليها بأى شكل من الأشكال، وهى لا تنوى تغيير ذلك. وطالب المتحدث السلطات التونسية باحترام إرادة الشعب المصرى التى عبر عنها اعتباراً من 30 يونيو 2013 ويعبر عنها حتى الآن، لاسيما فى ضوء العلاقات المتميزة التى تجمع بين الشعبين فى مصر وتونس، مُشيراً إلى أن الشعب المصرى هو صاحب الاختصاص الاصيل والوحيد فى رسم خريطة المستقبل وتقييمها. وكانت وزارة الخارجية المصرية أعربت عن رفضها واستيائها مما ورد فى كلمة الرئيس التونسى المنصف المرزوقى امام أعمال الجمعية العامة للإمم المتحدة حول مصر بالمطالبة بإطلاق سراح ما أسماه بالمساجين السياسيين. وأكدت الخارجية المصرية أن ما ورد فى تلك الكلمة بشأن مصر يجافى الحقيقة، فضلاً عما يمثله ذلك من تحد لإرادة الشعب المصرى الذى خرج بالملايين فى 30 يونيو مطالباً بإقامة ديمقراطية حقيقية تؤسس لدولة عصرية جامعة لا تقصى أى من أبنائها وهو ما نرجوه للأشقاء فى تونس الذين لا يزال البعض هناك يحاول أن يفرض عليهم نموذجاً بعينه لا يعبر عن واقع وطبيعة المجتمع التونسى السمحة. واعتبر المرزوقى أن مبادرته - التى وصفها بالجريئة - بالإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسى وجميع المعتقلين من الإسلاميين المحبوسين بالسجون حاليا قادرة وحدها على خفض الإحتقان السياسى ووقف مسلسل العنف وعودة كل الأطراف إلى الحوار باعتباره الوسيلة الوحيدة لحل المشاكل الصعبة التى تفرضها المراحل الانتقالية» مطالبا فى الوقت ذاته السلطات المصرية بالعمل على رفع التضييق على قطاع غزة من خلال المعابر. وفى الوقت الذى عبرت فيه الأوساط السياسية المصرية عن رفضها لتدخل الرئيس التونسى فى الشأن لمصرى وارادة الشعب التى عبرت عنه ثورة 30 يونيو ، إنتقد رئيس الوزراء التونسى الأسبق الباجى قائد السبسي، الذى يرأس حالياً حركة «نداء تونس» المعارضة ، بشدة تدخل الرئيس التونسى الموقت منصف المرزوقى فى شؤون مصر الداخلية، ولم يستبعد تكرار السيناريو المصرى فى تونس. وقال السبسى إنه لا يعرف السبب الذى جعل الرئيس التونسى الموقت منصف المرزوقى يتدخل فى الشؤون المصرية، مطالبا بإطلاق الرئيس المصرى المعزول محمد مرسي. واعتبر السبسى أن المشاكل المصرية «تخص المصريين، ولا دخل لتونس أو رئيسها فيها، وبالتالى فإن المرزوقى تدخل فيما لا يعنيه»