لاشك أن محمد كامل عمرو من وزراء الخارجية الذين يمتازون بالإنجاز في صمت ولا يجيد لغة البيانات والعنتريات ولكنه كدبلوماسي محترف يحمل أكثر الملفات تعقيدا وهي المواجهة الدبلوماسية بدون إطلاق رصاصات للوصول إلي الهدف . ولاشك أن الملف الأثيوبي إذا ترك له الصلاحيات سينجح بامتياز ولكنه الملف الأكثر تعقيدا ، ويشل العمل الدبلوماسي المصري علي كل الأصعدة العربية والأفريقية والدولية وجود عصام الحداد الذي سيطر علي أعمال الخارجية علي الطريقة الإخوانية ، ومن المفترض أن يتم ابعاده تماما عن الملفات الخارجية ليبين انه ليس مؤهلا علي الاطلاق لهذا الدور ، ثانيا : انه ينتمي لفصيل الإخوان الذين يحظون بالرفض الدبلوماسي العربي والإفريقي . ويعد ملف أثيوبيا الأكثر سخونة حاليا ويحتاج الي جهود دبلوماسية مدروسة وخطط وسيناريوهات مستقبلية للتعامل مع تلك الأزمة التي تهدد المياه المصرية والأمن القومي خاصة وأن وسائل الإعلام الاثيوبية بدأت بحملة ضارية للهجوم علي مصر ، بل وابعد من ذلك انتقدت موقف الحكومة الإثيوبية التي اكتفت باستدعاء السفير المصري بعد تهديدات سياسيون مصريون ألمحوا فيها باستخدام القوة العسكرية لوقف بناء سد النهضة، ونقلت صحف أثيوبية عن خبراء عسكريين هناك قولهم بأنه إذا ضربت مصر سد النهضة ستضرب إثيوبيا السد العالي. وقالت صيحفة »ريبورتر«، واسعة الانتشار، إن الموقف الإثيوبي لم يكن واضحا منذ البداية فعلي الجميع أن يعلم أنه ليس هناك قوي علي الأرض ستوقف بناء السد مهما حدث أو قام أحد بتهديدنا، وأشارت إلي أنه من الغريب أن تتدخل مصر في أهداف إثيوبيا المائية، فمصر والسودان مجرد دولتين مشاركتين في النيل وهناك 7 دول أخري هي مصدر النيل. وجاء رد جريدة «تاديس» أشد، بعدما أفردت تقريرا موسعا حول السيناريوهات المحتملة لأزمة سد النهضة المشتعلة، وأوضحت أنه يمكن يتم التفاوض حول السد تحت مائدة حوار دولية تشترك فيها كل دول حوض النيل، أما استخدام مصر للخيار العسكري من خلال تفجير السد بالطائرات العسكرية أو إرسال فرق الصاعقة، ففي هذه الحالة فسيكون رد إثيوبيا مماثلا من خلال إرسال طائراتنا الحربية وقصف السد العالي وغيرها من الأماكن الحيوية..