شهدت مدينة شرم الشيخ إقبالا كبيرا من المصريين للاحتفال بأعياد شم النسيم، حيث تواجدت العائلات بشكل ملحوظ بعكس ما هو معتاد من تواجد مكثف للأجانب، وذلك نتيجة العروض المقدمة من الشركات السياحية والفنادق والقرى السياحية للعائلات والشركات بخفض الأسعار بصورة ملحوظة نتيجة حالة الركود التى ضرت المدنية على مدار العامين الماضيين منذ ثورة 25 يناير 2011، مما قفز بنسبة الإشغال فى المدينة إلى أكثر من 90%. وزادت نسبة الإشغال نحو 30% بالنسبة للمصريين، و20% بالنسبة للأجانب عن العام الماضى، ولم تخلو أيضا مدينة الجمال من قيام بعض العاملين المصريين بالتحرشات الجنسية للأجانب السيدات، التى وصلت إلى تحرير150 محضر تحرش بفنادق وشواطئ. وتجمع المئات من المصريين اليوم، الاثنين، على الشواطئ بالبيض الملون والرنجة والفسيخ، للاحتفال بعيد شم النسيم، فيما ذكرت مصادر من داخل أحد الفنادق المصرية بشرم الشيخ عن ازدياد نسبة المصريين خلال هذا العام بشكل ملحوظ عن كل عام للاحتفال بأعياد الربيع. وجذب شارع ميدان سوهو المصريين له واستطاع ان يبعدهم عن أهم شوارع شرم الشيخ وهو شارع خليج نعمة، حيث يوجد بميدان سوهو، "النفورة الراقصة" التى ترقص فى المياه على أنغام الموسيقى، بالإضافة إلى وجود عروض فنية عديدة بهذا الشارع جميعها مجانية كما جذب تصميم هذا الشارع الذى صمم على الشكل الاروبى أنظار المصريين والعرب الذين حرصوا على التقاط الصور، حيث اصطفوا فى شكل طوابير لالتقاط الصور مع أهم ملامح هذا الشارع، والذى تمكنت فيه تماثيل حيوانات وتماثيل للأطفال الذين يلعبون الموسيقى. من جانبه، عبر أحد أصحاب بازارات شرم الشيخ الذى يدعى أحمد مصطفى عن سعادته البالغة بعودة الحياة لهم من مجددا بعد قدوم المصريين إلى شرم الشيخ، لافتا لزيادة نسبة المصريين هذا العام للاحتفال بأعياد الربيع نحو 20 إلى 30% عن العام الماضى، الذى يعمل على تنشيط السياحة وعودتها مرة أخرى لما كانت. وقال محمد عبد العليم مدير إحدى القرى السياحية بشرم الشيخ أنهم يعتمدون فى الفترة الحالية على السياحة الداخلية التى أنعشت شرم الشيخ فى هذه الفترة، مؤكدا أن السياحة الداخلية لها دور فى جذب السائح الأجنبى مرة أخرى خاصا لإشعار السياح بوجود أمن داخل شرم الشيخ، لافتا إلى أن الأسبوع الماضى شهد إقبالا متوسطا من السائحين بعكس الشهور الماضية التى لم يتواجد بها سوى أعداد قليلة من الأجانب. وأضاف عبد العليم أن معظم القرى السياحية لجأت للتعاقد مع الشركات لتنظيم رحلات مخفضة للمصريين لتعويض الخسارة التى يتعرضون لها أصحاب هذه القرى، لافتا إلى أن هذه الرحلات بلغت تكلفتها 600 جنيه للفرد لمدة 4 أيام شاملة وجبتين. وحول حركة البيع والشراء أكد عدد من البازارات السياحية أن السياحة الداخلية ليس لها عائد مادى مرضى لهم، خاصا أن المصريين لا يقبلون على شراء التحف الفرعونية أو البضائع التى تشتهر بيها شرم الشيخ مثل الملابس البدوية والفرعونية. فيما أكد محمد علاء أحد العاملين بأحد الفنادق المصرية بشرم الشيخ، عن حرصهم الشديد فى التعامل والترحيب مع الزائرين المصريين والأجانب، وعن تقديم العديد من العروض المغرية لعودة تنشيط السياحة مرة أخرى فى محافظات البحر الأحمر، خاصة بعد أحداث ثورة 25 يناير التى أثرت على السياحة بشكل ملحوظ. ومن ناحية أخرى تأثرت بعض القرى السياحية من السلوك السلبى لبعض المواطنين المصريين الذين حاولوا شرم الشيخ إلى قرية مصرية، حيث تناولوا المأكولات الشعبية مثل المحشى والخضار المطبوخ، وطواجن وأوانى المكرونة، على الشواطئ وحمامات السباحة، وبالإضافة إلى نزول البحر وحمامات السباحة بالجلباب، أو الملابس الداخلية للرجال، والنقاب والعباءة للسيدات، وهى سلوكيات جديدة لم تكن موجودة فى فنادق الخمس نجوم، بل وزاد على ذلك أن هناك من اصطحب الأفران والبوتاجاز الصغيرة، مما غير شكل شواطئ الفنادق الخاصة أو حتى الشوارع التى انتشرت فيها القمامة وبقايا الآكل مع إهمال كبير لم يكن موجودا من قبل فى شرم الشيخ. وأكد مدير أحد الفنادق أن المدينة تأثرت بالأحداث الجارية منذ أحداث الثورة إلى الآن، حيث أدت حالة النزاع السياسى والانفلات الأمنى إلى تدهور الوضع بالمدينة، مضيفا أنه يآمل أن تكون الأعياد والمناسبات فرصة لاستعادة بعض الخسائر أو على الأقل فرصة لإعادة جذب الأنظار لشرم الشيخ من جديد. وتقع مدينة شرم الشيخ على مساحة 29 ألف فدان، وتقع بين 3 محميات طبيعية مهمة وتعد أجمل مدينة ساحلية عالمية رغم الأحداث المتعاقبة، وهى جوهرة السياحة فى مصر، وتشكل 33% من دخل السياحة فى مصر، وعدد الفنادق بها يزيد عن 100 فندق، يمكنها استيعاب 200 ألف زائر أسبوعياً. وعلى مستوى السياحة الخارجية يحتل السائحون الروس والإنجليز المرتبة الأولى فى الجنسيات الأكثر تواجداً بمدينة شرم الشيخ، تليهم بنسب متفاوتة من السائحين القادمين من بولندا، وأوكرانيا، وألمانيا، وإيطاليا، وبلجيكا، والنمسا.
