تحدث " تسفي بارئيل " المحلل الإسرائيلي المتخصص في شئون الشرق الأوسط , عن العلاقة المصرية الروسية موضحًا أنه مع زيادة العبء الاقتصادي في مصر يتم دفع الاختلافات الأيديولوجية جانبًا. وفي مقالته المنشورة بصحيفة " هاآرتس " الإسرائيلية أوضح " بارئيل " أنه على ما يبدو فإن روسيا سوف توافق على طلب الرئيس " محمد مرسي " بالحصول على قرض بقيمة 2 مليار دولار وأنها سوف تشجع الاستثمار الروسي في مصر بالإضافة إلى دعم الجهود المبذولة لبناء مفاعل نووي لتعزيز إمدادات الطاقة في البلاد.
ويرى المحلل أن هناك جانب استراتجي وراء الدعم الروسي لمصر مستعرضًا تصريحات " يوري أوشاكوف " مستشار السياسة الخارجية ل " بوتين " الذي قال أن الأمريكيين يدعمون المصريين ب 2 مليار سنويًا ويتفهمون الأهمية الإستراتيجية المصرية في المنطقة ومن ثم فروسيا تحتاج لتمويل سياستها الخارجية.
كما أضاف أن هذه التصريحات ما قالته إحدى الصحف العراقية بأن روسيا طلبت من مصر والجزائر إذن لبناء قاعدة بحرية على أراضيهما وذلك لتحل محل ميناء "طرطوس" السوري الخاص بهم إذا سقط نظام الرئيس السوري " بشار الأسد "، ويرى " بارئيل " أن هذا الطلب بإمكانه أن يرمز إلى مفهوم جديد في روسيا فهذا لا يعني أن نهاية " الأسد " قد أوشكت بل أيضًا أولئك الذين سوف يحلون محله من المرجح أن يقوموا بقطع العلاقات مع روسيا لدعمها غير المشروط للأسد، ووفقًا لمصادر مصرية فقد رفضت القاهرة الطلب الروسي بعد أن قام الرئيس الجزائري " عبد العزيز بوتفليقة " برفضه.
ويرى أحد الدبلوماسيين الغربيين أن التقارب المصري السوري لن يأتي على حساب العلاقات المصرية مع الولاياتالمتحدة والجانب المثير هو أن روسيا بدأت في الإدراك أن رهانها على سوريا سوف يفشل وأنه ينبغي عليها الاستعداد لبديل استراتيجي.
وقال محلل مصري للصحيفة أن المصريين لم يستعيدوا عافيتهم من صدمة التواجد السوفيتي في مصر أثناء الخمسينات والستينات من القرن الماضي، وبالرغم من النقد الأمريكي فمصر ليس بإمكانها مقايضة علاقتها الدبلوماسية مع أمريكا من أجل العلاقات مع روسيا فالوضع العالمي اليوم ليس كما كان في الماضي ومصر لا يمكنها أن تلعب لعبة الرئيس الراحل " جمال عبد الناصر " بين موسكو وواشنطن.