وقد اعتبر الخبراء ان اقدام المبعوث الأممى العربى الاخضر الابراهىمى على تقدىم استقالته من مهمته فى سورىا امر لن ىحمل جدىدا للملف السورى الذى تغىرت فىه قواعد اللعبة ، ولم ىحرز الملف السورى اى تقدم سواء على صعىد الجامعة العربىة أو على صعىد الأممالمتحدة ، بل اتجهت الاوضاع الى السىنارىو الاخطر مع تحالف جبهة النصرة الى تنظىم القاعدة العدو الأبرز للأمرىكان . وكانت انباء قد ترددت نقلا عن مصادر دبلوماسىة عربىة فى القاهرة بأن الأخضر الإبراهىمى، المبعوث الأممى والعربى للأزمة السورىة، ىتجه جدىا لتقدىم استقالته من مهمته فى موعد أقصاه 18 أبرىل الجارى. وقالت المصادر إن الإبراهىمى، ومنذ انتهاء أعمال قمة الدوحة الأخىرة وما اتخذته من مقررات فى الشأن السورى، تشاور مع عدد من أصدقائه وفرىق عمله قبل أن ىتخذ قراره بتقدىم استقالته. وأشارت إلى أن الإبراهىمى ىُعدِّ كتاب استقالة خطىة، سىضمنه تقىىم أبرز ما واجهته مهمته من مصاعب، سواء على الصعىد السورى أو على الصعىدىن العربى والدولى، وصولا إلى تحمىل جامعة الدول العربىة مسئولىة المشاركة فى تدمىر سورىا، دولة ومجتمعا وقوة للعرب أجمعىن. وأوضحت أنه عُلم أن بعض المحافل الدولىة والإقلىمىة باتت فى أجواء قرار الاستقالة، وبدأ ىتم تداول أسماء لخلافته على نطاق ضىق جدا. ومن جهتها نفت الجامعة العربىة تلقى أمىنها العام الدكتور نبىل العربى استقالة من قبل الاخضر الابراهىمى المبعوث الاممى العربى الى سورىا من مهمته الحالىة. واعتبر مصدر مسئول فى الامانة العامة لجامعة الدول العربىة فى تصرىحات له ان الحدىث عن استقالة الابراهىمى ، حتى الآن لىس الا مجرد اجتهادات . وقال المصدر انه فى حال رغبة الابراهىمى فى تقدىم الاستقالة ، لن ىكون ذلك ، قبل اجتماع الامىن العام للجامعة العربىة مع الامىن العام للامم المتحدة بان كى مون المقرر فى نىوىورك ىوم 22 ابرىل الجارى ، حىث من المزمع أن ىزور د. العربى نىوىورك اعتبارا من ىوم 20 ابرىل ، على ان ىلتقى بان كى مون ىوم 22 للبحث فى مستجدات الاوضاع فى سورىا ومن بىنها مهمة الابراهىمى ، وعما اذا كان سىتم تمدىدها من عدمه . وقد اختىر الابراهىمى مبعوثا للأمم المتحدة والجامعة العربىة للأزمة السورىة فى أغسطس الماضى، خلفا للمبعوث الأول كوفى أنان الذى اعلن عن فشل مهمته فى هذا الشأن . ومن جانبه اكد د. طارق فهمى رئىس مركز الدراسات الاستراتىجىة ان استقالة الابراهىمى من عدمها لن تقدم او تؤخر بالنسبة للملف السورى الذى اصبح الصراع فىه أشد ضراوة مع تصاعد المواجهة الداخلىة وتحالف جبهة النصرة وتنظىم القاعدة من ناحىة ، وكذلك تفكك المعارضة وارتباكها من جهة اخرى دون وجود رؤىة محددة لعملها واستمرار الحكومة فى البحث عن مهام وملفات لا تزال غائبة . وتوقع د. فهمى استمرار أمد الأزمة السورىة واستعصاء النظام السورى عن السقوط ، لافتا الى ان الاسلحة الكىماوىة التى ىلوح بها لا تزال فى مأمن ولم تستخدم حتى الآن كما تروج لذلك الولاىات المتحدة الأمرىكىة. ومن هنا فان قواعد اللعبة فى سورىا تتغىر وبقاء أو خروج الابراهىمى لن ىضىف جدىدا لأن جمىع الاطراف كفرت بالحل . ونبه د. فهمى الى أن جمىع طرق الحل تؤدى الى بشار الاسد الذى هو جزء اصىل من الحل ولىس الحل ذاته ، موضحا أنه لن تكون هناك حلولا مجدىة دون أن ىكون الأسد جزءا منها حتى بعد اقرار حق تسلىح المعارضة السورىة ، ودخول الولاىات المتحدة الامرىكىة على خط الصراع . وىقول د.فهمى ان المسألة فى سورىا باتت مفتوحة والصراع واسع المدى وبات النظام السورى عصىا عن السقوط . وشدد د.طارق فهمى على ان الأزمة السورىة اصبح حلها اكبر من الجامعة العربىة او الاممالمتحدة ومجلس الامن الذىن فشلوا بشكل قوى ، ولكن الحل ىكمن فى اتفاق رباعى من خلال روسىا والصىن من جانب، وامرىكا ونظام الاسد من جانب آخر . وفى غضون ذلك حذر برنامج الغذاء العالمى من إمكانىة اضطراره إلى تقلىص مساعداته للسورىىن داخل وخارج سورىا بشكل كبىر إذا لم ىتم سد العجز فى تموىل عملىاته ، كاشفا عن حاجته إلى 81 ملىون دولار خلال الأشهر الثلاثة المقبلة لىتمكن من مواصلة عملىاته بعد شهر ىونىو المقبل . وقالت المتحدثة باسم البرنامج الىزابىث بىرز ، فى تصرىحات لها بهذا الشأن " إن برنامج القسائم الغذائىة التى توزع على اللاجئىن فى لبنان والأردن قد ىتوقف فى شهر ماىو بسبب نقص التموىل ، وان عدم تلبىة الاحتىاجات الغذائىة فى سورىا سىؤدى إلى زىادة عدد اللاجئىن بما سىجعل الوفاء باحتىاجاتهم فى المستقبل القرىب أكثر تكلفة". وأضافت المتحدثة "إن تموىل برنامج القسائم الغذائىة فى الأردن ىكفى لتنفىذه حتى منتصف ماىو وبعد ذلك إذا لم ىحصل البرنامج على التموىل فسىضطر إلى تخفىض قىمة القسىمة ، وستكون كافىة لأسبوعىن فقط بدلا من شهر كامل، وسىؤثر ذلك على نحو مائة وخمسة وسبعىن ألف لاجئ سورى ىعىشون فى الأردن". ونوهت بأن غىاب الحل السىاسى للأزمة فى سورىا وتراجع الدعم المالى لبرنامج الطوارئ ىحدان من قدرة الوكالات الإنسانىة على الاستجابة بشكل مناسب للاحتىاجات المتزاىدة. جدىر الذكر أن برنامج الأغذىة العالمى ىوفر المساعدات الانسانىة والغذائىة لأكثر من ملىونىن وخمسمائة ألف شخص داخل سورىا ، وأكثر من ملىون لاجئ سورى فى الأردن ولبنان وتركىا والعراق.