أ ش أكثف المتشددون في باكستان جهودهم لقطع طرق امداد قوات التحالف في أفغانستان حيث دمروا أمس الاربعاء أكثر من خمسين من الشاحنات المحملة بامدادات لهذه القوات في هجومين منفصلين أحدهما في شمال غرب البلادوالاخر في جنوبها الغربي .وذكرت وسائل الاعلام المحلية أن مسلحين مجهولين فتحوا نيران أسلحتهم الليلة الماضية على عشرات من ناقلات النفط المتوقفة في ناوشيرا بشمال غرب باكستان مما تسبب في احتراق ما لا يقل عن 30 ناقلة نفط كانت عالقة في ناوشيرا بسبب إغلاق الحكومة الباكستانية معبر تورخام الرئيسي أمام قوافل حلف شمال الاطلنطي ردا على انتهاك الحلف لسيادتها بقصف موقع أمني تابع للجيش الباكستاني عبر الحدود يوم الخميس الماضي ما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود باكستانيين وجرح ثلاثة آخرين.وقالت مصادر في ناوشيرا ، وهي مدينة قريبة من أحد المعبرين الحدوديين اللذين يتعين على قوافل امدادات الناتو أن تمر فيهما في طريقها الى افغانستان ان المسلحين اطلقوا النار على قافلة لحلف الاطلنطي مركبة تلو الأخرى بالبنادق وقاذفات الصواريخ.كان هذا الهجوم هو الثاني من نوعه أمس الاربعاء والخامس على الاقل من نوعه منذ يوم الجمعة الماضي في أعقاب غارة جوية شنتها مروحيتان للناتو عبر الحدود الباكستانية.إذ هاجم المسلحون صباح أمس قافلة للناتو على مشارف مدينة كويتا ، عاصمة اقليم بلوشستان بجنوب غرب البلاد ، وخلفوا ورائهم قتيلا واحدا على الأقل وما مجموعه 22 من ناقلات النفط المحترقة.وقد أعلنت حركة طالبان الباكستانية مسئوليتها عن كلا الهجومين اللذين وقعا بالأمس.وكانت الحركة قد أعلنت من قبل مسئوليتها عن الهجوم الذي تعرضت له شاحنات الناتو في شيكاربور باقليم السند جنوبي باكستان يوم الجمعة الماضي والذي دمروا فيه اكثر من 30 شاحنة وقود تحمل امدادات الي قوات التحالف في افغانستان ، وكذا الهجوم الذي وقع يوم الاثنين الماضي على مشارف العاصمة الباكستانية اسلام اباد والذي قتل فيه 12 شخصا فضلا عن تدمير 28 شاحنة أخرى محملة بامدادات للناتو.وتوعد أعظم طارق المتحدث باسم الحركة في اتصال مع بعض الصحفيين بشن المزيد من هذه الهجمات على قوافل الناتو لقطع طريق امدادات الحلف عبر باكستان انتقاما من تكثيف ضربات طائرات الاستطلاع الامريكية بدون طيار مستهدفة مقاتلي طالبان والقاعدة .وجاء أحدث هجوم على قوافل الناتو بعد وقت قصيرة من اعتذار سفيرة الولاياتالمتحدة لدى باكستان آن بترسون للحكومة الباكستانية عن غارات مروحيات الناتو داخل حدود باكستان.ويشير هذا الاعتذار إلى أن الجانب الأمريكي قد خفف موقفه في ضوء الضغوط التي مارستها باكستان احتجاجا على انتهاك الحلف لسيادتها على ارضها.كانت الحكومة الامريكية قد أعلنت من قبل أن اغلاق باكستان لمعبر تورخام الرئيسي أمام قوافل الناتو لن يؤثر على عملياتها العسكرية في أفغانستان.لكن المراقبين المحليين يعتقدون ان الجانب الامريكى اضطر الى القبول بحل وسط بشأن المسألة نظرا لان ما يقرب من 70 في المائة من امدادات الوقوده يتم شحنها من باكستان إلى أفغانستان.كما يمكن لهذا الاعتذار ، الذي جاء بعد انتهاء التحقيق المشترك ، أن يمهد الطريق أمام باكستان لإعادة فتح المعبر الحدودي الرئيسي الذي يستخدمه حلف الناتو لشحن البضائع إلى أفغانستان الحبيسة بعد أن أغلقت باكستان المعبر ردا على ما يبدو على ذلك الحادث الذي وقع في 30 سبتمبر الماضي.