استؤنفت الدراسة اليوم الأحد بشكل كلي في مدينة بورسعيد (شمال شرق مصر) التي شهدت عصيانًا مدنيًا جزئيا منذ 26 يناير/ كانون الثاني الماضي عقب حكم بإعدام 21 متهمًا في القضية المعروفة إعلاميًا باسم "مجزرة استاد بورسعيد". وجاء استئناف الدراسة اليوم بالمدارس الحكومية بعد انتظامها أمس بالمدارس الخاصة والأزهرية. وبحسب ما سجلته لجان المتابعة بمديرية التعليم في المدارس التى تفقدتها مراسلة الأناضول فقد وصلت معدلات حضور التلاميذ بأغلب المدارس إلى نحو 80%، فيما وصلت النسبة في مدارس أخرى إلى نحو 50% فقط. وشهدت مدرسة بورسعيد الثانوية العسكرية وسط المدينة احتشاد عشرات الطلاب أمام البوابة الرئيسية، معربين عن رفضهم استئناف الدراسة لحين اعتبار زميلهم بالمدرسة "عبد الرحمن السيد العربي"، والذي قتل في مواجهات بين الشرطة ومحتجين بمحيط مديرية أمن بورسعيد قبل نحو أسبوعين، من "شهداء الثورة" ومحاكمة المتورطين في قتله. ويتوقع أن تقوم دوريات تابعة للجيش بالمرور على المدارس في محاولة لطمأنة التلاميذ وأسرهم. وكانت سيارات عسكرية تابعة للجيش المصري قد جابت أحياء وشوارع بورسعيد صباح أمس لحث الأسر على السماح لأبنائهم بالذهاب إلى المدارس، متعهدين بتنظيم دوريات أمنية على المدارس لحفظ الأمن. وشهدت بورسعيد يوم 26 يناير/ كانون الثاني الماضي أعمال عنف احتجاجًا على حكم قضائي أولي بإعدام 21 من المتهمين فيما يعرف إعلاميًّا ب"قضية مجزرة بورسعيد"، وهو ما أيدته المحكمة في 9 مارس/ آذار الجاري. وعقب النطق بالحكم الأول في القضية الخاصة بمقتل 74 من مشجعي النادي الأهلي خلال مباراة مع النادي المصري في المدينة مطلع فبراير/ شباط من العام الماضي، حاول بعض الأهالي اقتحام سجن بورسعيد لمساعدة المتهمين على الفرار؛ مما تسبب في اشتباكات مع قوات الأمن راح ضحيتها أكثر من 40 من أبناء المدينة. وعلى مدار 3 أسابيع تالية، سقط 6 قتلى آخرين خلال مصادمات ترافقت مع دعوات وأنشطة للعصيان المدني في المدينة، التي تمثل المدخل الشمالي لقناة السويس، وهي مجرى ملاحي دولي يربط البحرين الأحمر بالمتوسط. وأمس السبت، توفى شاب من بورسعيد متأثرا بجراحه التي أصيب بها الأسبوع قبل الماضي خلال المواجهات مع الأمن. وبذلك يرتفع مجموع القتلى فى أحداث بورسعيد منذ اندلاعها يوم 26 يناير/كانون الثاني إلى 47 حالة، بحسب إحصائية أعدتها الأناضول استنادا لمصادر طبية وأمنية. وعادت الأسبوع الماضي الموانئ والمؤسسات الحكومية إلى العمل بشكل منتظم، فيما عاد عدد محدود جدًا من المدارس لفتح أبوابها للتلاميذ. ولم تتأثر الدراسة كثيرا في جامعة بورسعيد، الوحيدة بالمدينة.