أكد حقوقيون وسياسيون أنه فى حال إذا قامت الولاياتالمتحدةالأمريكية بضرب إيران، تجدد التوترات من جانب حزب الله فى لبنان، والتوتر الحادث بين رموز الدين الاسلامى والمسيحى فى مصر فى الفترة الأخيرة، قد يؤثر بشكل مباشر فى إنتهاء ما وصفوه ب موسم التغيير، وحدوث إنقلاب على سيناريوهات وطموحات التغيير فى مصر والمنطقة العربية، والترسيخ لسياسات أكثر إستبدادية.وطالبوا بتشكيل جبهة إنقاذ وطنى تسعى إلى التطلع لمرحلة إنتقالية تجسدها المطالب السبعة لبيان التغيير الذى عرضه الدكتور محمد البرادعى، وتحديد نمط التغيير المتوقع وليس ما نتطلع إليه؛ لعدم وجود مقومات حقيقية لحدوث إنتقال جذرى للنظام فى المدى المنظور، رغم إعترافهم بأن مصر شهدت فى العامين الأخيرين حركات احتجاج سياسية واجتماعية غير مسبوقة إلا أنها، حسب تعبيرهم، ليست كافية، لافتين إلى أن النظام نفسه تعرض لتحولات وتغييرات كبرى فى الرئيس مبارك.وقال بهى الدين حسين، مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان، خلال ورشة المصريون والنظام الحاكم، التى نظمها اليوم، مركز الأرض لحقوق الانسان، إن التغيير فى مصر ليس فى يدنا فإذا حدثت ضربة أمريكية على بعد عشرات الأميال من المنطقة العربية، ومع تجدد محاولات حزب الله فرض قرارات داخلية مثل التى أدت إلى تعرضها للاعتداءت الاسرائيلية فى يوليو من عام 2006،إضافة إلى التوتر الذى تشهده مصر بين الرموز الاسلامية والمسيحية الذى توقع أنه قد يؤدى إلى أعمال عنف طائقية واسعة وعريضة تنتهى ب كارثة فظيعة، كل ذلك من المتوقع أن يؤدى إلى تغيير جدول أعمال الشعب المصرى ناحية أخرى والتأثير فى تحديد مطالب أدنى للتغيير مما يٌطالب به الآن.وفيما أوضح حسن أنه لا يجب التعامل مع موضوع التغيير بطريقة اطلب واتمنى، طالب باستقطاب أصحاب الفكر المعارض داخل الحزب الوطنى، الذين وصفهم بأنهم أكثر معارضة من المعارضة، خاصة فى ظل عدم وصول المعارضة لتكوين تنظيمات سياسية ترقى لمستوى اللحظة الراهنة، والنظر إليها بإعتبارها أجنحة معارضة داخل النظام الحاكم، حسب قوله.كما شدد على ضرورة أن تحل جماعة الاخوان المسلمين أزمة صراعاتها السياسية الداخلية الأكثر ضراوة من الصراعات الداخلية للحزب الوطنى، وأن تصل لصيغة توافقية مع القوى الوطنية.المهندس عبد العزيز الحسينى، المنسق العام المساعد لحركة كفاية، اختلف من جانبه مع بهى الدين حسن، بالنسبة للدور الذى يمكن أن يلعبه ضرب أمريكا لإيران ومايحدث فى لبنان، حيث قال إن التغيير فى مصر سيتأثر بذلك ولكن لن تقف أى أحداث كبرى بالمنطقة أمامه، وأنه لن يكون هناك تأثير حقيقى لمشوار التغيير الطويل بدون تلاقى النخب السياسية التى تلعب دور المحفز عليه مع أصحاب المطالب الاجتماعية الذين يمثلون الأغلبية وهم من سيصنعه، وفقاً له.وأضاف أن خوف الناس من المشاركة فى صنع عملية التغيير وعدم ثقتها فى المطالبين به، ووجود سلطة تنفيذية متغولة تضع الدولة بمؤسساتها لمشيئة الحاكم، والصراعات بين النخب اللاديمقراطية وبعدها عن الشعب أثرت بصورة عامة على تأزم البلد، منوهاً إلى أن السبيل للتغيير سيكون عبر العمل فى 3 سبل فى قت واحد أولها، السبيل السياسى لكسر حاجز الخوف تساعد فى إمكانية التحول لعصيان مدنى، ثانيها الحقوقى لبناء وعى الناس والدفاع عن حقوقهم، أما ثالثهم هو السبيل الاجتماعى فيكون من خلال تحقيق حرية تنظيم الروابط والنقابات والهيئات، بحيث تسعى لتحقيق مطالب محددة.