شهدت سوق صرف العملات الأجنبية، فى أول التعاملات الصباحية أمس، أول تراجع للدولار بقيمة قرش واحد فقط أمام الجنيه للمرة الأولى منذ أزمة ديسمبر الماضى التى أعقبت إصدار الإعلان الدستورى وخلفت أحداث عنف وانقساماً سياسياً أدى إلى زيادة حدة المضاربات على العملة الأمريكية مما دفعها إلى الارتفاع أمام العملة المحلية بنحو 52 قرشاً خلال الآونة الأخيرة. وسجلت العملة الأمريكية فى السوق الرسمية لدى البنوك وشركات الصرافة 670 قرشاً للشراء و673 قرشاً للبيع، أمس، فيما وصل سعر الدولار النهائى بالبنوك وشركات الصرافة رسمياً إلى نحو 680 قرشاً بعد إضافة العمولة المقررة من قبَل البنك المركزى على عمليات البيع للعملاء بواقع 1%، بعد أن هدأت التعاملات عليه لمدة يومين متتالين. يأتى ذلك بالتزامن مع هدوء التعاملات على الدولار فى السوق السوداء ليتراجع سعره إلى 714 قرشاً، فيما توقعت مصادر مسئولة بالجهاز المصرفى تراجعه إذا هدأت الأسعار الرسمية للدولار خلال الأيام المقبلة وتوافر لدى البنوك وشركات الصرافة بالتبعية، لافتة إلى أن الأمر برمته مرهون بالأحداث السياسية وحالات العنف التى لا تزال مستمرة. وقال هشام رامز، المحافظ الجديد للبنك المركزى، فى تصريحات خاصة ل«الوطن»، إنه لن يتهاون مع المضاربين على الدولار، وإنه سيعمل على استقرار سوق صرف العملات الأجنبية مقابل الجنيه خلال الفترة المقبلة، وإن البنك المركزى يمتلك من الأدوات والآليات ما يدفع السوق نحو الاستقرار، وأضاف أن القطاع المصرفى قوى، ويمتلك من المقومات ما يمكنه من المساهمة فى دفع عجلة الاقتصاد للبلاد نحو النمو، والسيطرة على الأزمة الراهنة. من جانبه قال خالد السيد، مدير الخزانة بأحد البنوك العاملة فى السوق المحلية، إن الأيام القليلة الماضية شهدت تراجعاً حذراً فى الإقبال على الدولار مع تولى رامز منصب محافظ البنك المركزى المصرى، كما أن رفع الفائدة على الجنيه لدى البنوك الكبرى داخل السوق المحلية سحب أنظار العملاء ودفعهم إلى اقتناص فرص الادخار بالجنيه. وتوقع «السيد» أن يعاود الدولار ارتفاعاته إن لم تتم السيطرة على الأزمة السياسية وتهدئة الأجواء، لافتاً إلى أن الفترة الماضية شهدت إقبالاً كبيراً من المستوردين والأفراد على شراء الدولار، من السوق السوداء فى ظل انخفاض المعروض من العملة الأمريكية بالبنوك وندرته فى شركات الصرافة.