قال محمد حسنين هيكل إنه لا يمكن فصل الرئيس عن الجماعة، ولكن مطلوب تحديد مهامه، وأقول له أنت جئت رئيس دولة وأصبحت ملكا لها وجزءا منها، ولديك 3 ملفات خطيرة في مسئوليتك هى الأمن القومي والوحدة الوطنية ومياه النيل، فالنيل هو المصدر الوحيد للحياة . وأضاف هيكل: كنت من أنصار منح الإخوان فرصة ليعرفوا ويفهموا، وعليهم أن يتوقفوا عن الشك ونظرية التسليم والتسلم والرأي الواحد ، أما عن التيار السلفي، فقال هيكل: تسييس التيار السلفي ظاهرة جديدة، وما يخيفني إعادة مصر إلى ما قبل عهد محمد علي ونابليون . وتابع هيكل، في الحلقة الأخيرة من حواره مع الإعلامية لميس الحديدي على قناة سي بي سي : هناك جزء كبير من القضاء لا يستطيع الفصل بين الدولة والسلطة، وهو سبب الصدام مع القضاء، فالقضاء في الدولة، وليس في سلطة حزب يتولى الحكم . وأضاف: الشباب محبط والكتلة الأكبر من الشعب محبطة، والإخوان وجبهة الإنقاذ ليست لديهم رؤية ولا أحد يضع أمام عينيه الوطن، وحسين سالم خرج من مصر بحقائب بها 450 مليون يورو دون أن يحاسبه أحد، ومصر تواجه أزمة سيولة حقيقية، وليس لديها جدول أعمال لتعلم من أين تبدأ، وأكاد أرى الأضواء في مصر تنطفئ ضوءًا بعد آخر، وعلينا قراءة ملفاتنا وتحديد هدفنا . وقال هيكل إن أكثر شيء أصابه بالألم خلال الفترة الماضية شعار يسقط حكم العسكر ، ومضيفا: علينا أن نعرف أنه لم تحدث نهضة في تاريخ مصر وكان الجيش في قلبها، ولابد من الحفاظ عليه وإبعاده عن الصراعات السياسية واتركوه يقوي نفسه . وتابع: أقول للدكتور مرسي نفسي أن توفق ، فهذا الرجل يستطيع أن يجد مكانه، والبلد وصل إلى حالة إنهاك، وعليك إدراك أنك ملك الدولة، وأنا أعرف هويتك وتاريخك والناس قبلت بذلك، ولكن الدولة مختلفة، ولديك مهام عليك القيام بها . وعن الخلافات بين مصر والدول العربية، قال هيكل إن العالم العربي الآن يعيش على طريقة مطعم كانو في تل أبيب، وهو مطعم للتخسيس وزواره يتخيلون أنهم يأكلون ولا يقدم لهم طعاما، فتوضع أمامهم الأطباق الفارغة ويأكلون وهم بدون طعام، حتى يتولد لديهم إحساس نفسي بالشبع، والعرب الآن يعيشون بنفس النهج حيث يتوهمون أشياء . وأضاف هيكل: خلافاتنا مع حافظ الأسد وسوريا بدأت بسبب اعتقاد الأسد أن مصر غدرت به في حرب أكتوبر، أما خلافاتنا مع قطر فكانت شخصية بسبب غيرة سوزان مبارك من الشيخة موزة، ولايمكن أن ننكر أن هناك خلافات بيننا وبين السعودية، ولكن للأسف هناك أعضاء في النظام السابق كانت تدخل إلى مكاتبهم حقائب محملة بالأموال، ويقال لهم الشيخ بيسلم عليك ، وبالتالي لايمكن أن يتحدث هولاء عن موقف مصر بقوة، والبعض اعتقدوا أنهم حينما يدفعوا لمسئول فهم يساندون مصر .