الأديب إيهاب صالح الشعراوي يكتب للمراقب قصته الجديده "قارب في الماء "

برهة...........!!!
اترك الحبر ينتشر على الورق ...........................زعله يفيد.
حرية الانسان من الممكن أن تكون بين الجدران ،ربما بين أصابع يديه ،أو بين شفتيه...لا...في احساسه بالحرية ..الحرية..كيف يشعر بها ؟كيف؟ وكيف الحرية لمن لا يمتلكها؟
كلام...............قيدته أمور .الأفعال ............قيدها أمور.العقول............قيدتها أفكار.العيون.....قيدتها ذنوب ........الآذان ............قيدتها أغاني شعبان.
حتى الأغاني قيدتها كليبات ..عاريات ..كل خطوة يخطوها الانسان بحساب.
والان..............!!!!
نترك ما مضى ..نسبح في جزيرة خضراء أنوارها حمراء..زهورها بيضاء ..نقاء وصفاء...
بين المروج الخضراء والأرض المختلفة الأشكال والألوان وروائح العطر الطيبة ...وهدؤ الجزيرة ..قارب يسبح في الماء ..يرتخي جسمان صاحبه عليه ..أراه دائما ينظر لأعلى...يتهته لسانه بتهتهة لا يعيها الا سكان البحرز..يضع أصابعه في الماء ..ينظر لأسفل هذه المرة .....ويبكى دموع عينيه تسقط في الماء صانعة دوائر يقطعها القارب ..الدوائر ..تتسع..تتسع..تتسع..تزداد..تزداد..التهتهات تتهته ..جاءته بعض الاسماك في حداد تبكي
ما الأمر؟؟؟؟!!!!
سآخذ قاربا واذهب اليه لأعي ماذا يجري في الجزيرة؟
أعددت القارب ..يدى على المجداف ..أشعر بسكينة لم أشعر بها من قبل قط ...يدى أصابها شلل ..وقف القارب عندما اقتربت منه ..ولما ثبت قاربي ..انزلقت الأسماك في الماء وجففت عينيها من الماء بالماء ..ثم صعدت تتهته ،ومن بالقارب ما زال يبكي ...رآنى ...أسرع يجفف عينيه من الدموع بالماء وقال :لماذا أتيت الى هنا؟
قلت: لأعرف لماذ تبكي والأسماك؟
قال: انظر للماء..!
قلت: ملوث.