سوف يذكر التاريخ بمزيد من الخزى والعار ما يحدث الان على الساحة الليبية ، حيث يقف حلف الناتو الآن على مسافة واحدة بين كل من القذافى وأبناءه حيث ليس بوسعنا أن نقول نظام القذافى لأنه لا يوجد نظام لدى القذافى بالفعل ، وكما أسماه الدكتور عزمى بشارة ب " اللا نظام الليبى " ... من ناحية ، والشعب الليبى من ناحية آخرى ، ثم تعلن فجأة الولاياتالمتحدة إنسحابها من العمليات العسكرية ضد كتائب القذافى وتقول بعدئذٍ أن قواتها تحت الطلب ...! ولا أدرى ، ولا أعرف ، حقيقة تفسيراً منطقياً مقبولاً للفظ ؛ "تحت الطلب" تلك إلا من خلال فهمى لنظرية السوق الشهيرة المسماة بنظرية ؛ " العرض والطلب " Supply And Demond ، وهى تعنى هنا الدفع مقدماً من أجل الحصول على الخدمة ، أو الدفع أيضاً مقابل عدم الحصول عليها ، والأساطيل البحرية والطائرات الحربية ، والرابضة الآن على مقربة من السواحل الليبية ، هى على أهبة الإستعداد الآن لتفيذ ، أو لنقل رعاية وإحتضان وكفالة تطبيق نظرية السوق تلك الآنفة الذكر ...! وكأن بى كل من الناتو ، والولاياتالمتحدة ، يبتزان كل من القذافى من جهة ، وشعبه من جهة آخرى ، بأقصى وأحط أنواع الإبتزاز ، فالشعب والثوار يريدان من الناتو أو الولاياتالمتحدة مساعدتهم فى تدمير أى مظهرمن مظاهر القوة المسلحة لدى كتائب القذافى التى يستخدمها فى ذبح الشعب الليبى على مرأى ومسمع من العالم كله ، وكما يدك الآن مصراته بالدبابات ، ومن قبل الزاوية والزنتان ، لكن الناتو والولاياتالمتحدة ربما يسألان الشعب الليبى ، ممثلاً الآن فى المجلس الوطنى الإنتقالى الليبى ، قائلين لهم كم أنتم مستعدون أن تدفعوا الآن من ثروات ليبيا بطبيعة الحال متمثلة فى آبار النفط والغاز الليبى فيما يسمى بالهلال النفطى ، وغيره من حقول النفط الآخرى فى الجنوب الليبى ... وربما ذلك يفسر لجؤ كتائب القافى إلى قصف تلك الآبار الآن ... مقابل ضرب وتحطيم كتائب القذافى ، بل الخلاص من القذافى نفسه إذا لزم الأمر ، من أموال سائلة أو منقولة ، وإذا لم يكن معكم ما تدفعونه الآن فلا بأس من الدفع الآجل ...؟! ويقولان للقذافى ، و فى ذات الوقت أيضاً ، كم أنت مستعد أن تدفع لنا مقابل عدم ضربك من قبل قواتنا الرابضة الآن أمام سواحلك ، والتى وجهت لك ضربات كأنها إشارات موحية فى باب العزيزية فقط لكى تعلم إننا قريبون جداً منك ، ومن ثم فنحن لا نستطيع أن نضمن لك متى وكيف ستكون الضربة القاضية الموجهة لك ولكتائبك ، ونحن كما تعلم نتمتع بغطاء قانونى دولى وأخلاقى من مجلس الأمن وجل شعوب وأحرار العالم تؤيد موقفنا فى ضربك وتأديبك ...؟! ... ولا تنسى أيضاً أن بوسعنا أن نحميك من الثوار إذا أجزلت لنا العطاء ، لأنهم كما تعلم قد قدموا عروضاً أفضل بكثير من تلك العروض التى قدمتها أنت لنا ، ولا تنسى لحظة أن بوسعنا أن نطلقهم عليك فى أى وقت ، كما يمكننا تسليحهم بأسلحة حديثة لن تقو كتائبك على التصدى لها ، كما بوسعنا أيضاً أن نقاتل بجانب الثوار إذا تطلب الأمر ذلك ، أو على الأقل دعوة الشباب العربى إلى التجنيد فى صفوف الثوار تمهيداً ليوم الزحف إلى باب العزيزية ، كما جندنا القاعدة من قبل فى القتال فى صفوف المجاهدين الأفغان ضد الغزو السوفيتى فى أفغانستان إبان الحرب الباردة.. وسوف نمهلك أنت أى القذافى والمجلس الوطنى لبعض الوقت ، وسوف نجمد خلال تلك الفترة أعمالنا وقصفنا لكتائبك العسكرية ، إلى أن نتلقى بعدئذٍ عروضكما ، ومن يكن عرضه منكما أفضل ، وأكثر سخاءاً ، من الآخر ، سوف نقف بجانبه بطبيعة الحال ، وسوف تكون كل خدماتنا الحربية ، وغير الحربية ، تحت الطلب ...! نقلا عن مدونة شروخ وطن للمدون مجدي الحداد