الثورة المصرية نجماً يضيء في سماء بروكسل وسط إشادات دولية

كاثرين أشتون
عبر العديد من الساسة الأوربيين والأمريكيين عن إعجابهم وانبهارهم بالثورات في العالم العربي وخاصة الثورة المصرية القائدة لتلك الثورات والشكل الحضاري الذي قدمه الشباب المصري في ميدان التحرير مستخدماً وسائل التكنولوجيا الحديثة في مواجهة وسائل النظام القمعي وأكدوا أنهم لم يتوقعوا ما حدث في مصر وتونس وما يجرى الآن في ليبيا واليمن وسوريا وأشاروا في فعاليات منتدى بروكسل السادس إلى أن الشباب العربي الذي قام بتثقيف نفسه سعى لخلق عالم أفضل وثار على النظم الديكتاتورية في العالم العربي.
ومن جانبها أكدت كاثرين اشتون ممثلة الاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية أن دول الاتحاد تهتم بما يحدث فى ليبيا وسوريا واليمن وأشارت إلى أنها بعثت بمجموعة من الرسائل إلى النظام السوري لاحترام حرية التظاهر وعدم استخدام العنف ضد المتظاهرين ،ونوهت اشتون الى امكانية مساعدة الدول العربية اقتصاديا وسياسيا ،وأشارت الى زيارتها لمصر وقامت خلال جولتها بلقاء رئيس الوزراء ووزير الخارجية ووزير المالية وأحزاب المعارضة والمجتمع المدني والشباب والأمين العام لجامعة الدول العربية.
وأشادت اشتون بشجاعة المصريين في ثورتهم التي جاءت بشكل سلمي وحضاري من اجل الديمقراطية وحرية التعبير وأشارت إلى أنها شجعت السلطات الانتقالية علي تنفيذ التزاماتها برفع حالة الطوارئ، وأكدت طلبها من المجلس العسكري علي تحديد جدول زمني واضح وخطوات للإصلاح الدستوري مما يمهد الطريق لانتخابات برلمانية ورئاسية حرة ونزيهة.
وأكدت إن الاتحاد الأوروبي على استعداد للقيام بدور في عملية الانتقال السلمي والمنظم نحو تشكيل حكومة مدنية وديمقراطية وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي يبحث مع الجهات الأخرى أفضل السبل لمساعدة مصر وتونس وعبرت اشتون عن حزنها لسقوط ضحايا في الأرواح في الدول العربية وطالبت السلطان باحترام الحريات والاستماع لطموحات الشعب دون تأخير.
وشهدت كلمة إيف لوترم رئيس الوزراء البلجيكى إشادة بما حدث في مصر وتونس وأشار وليفريد مارتينز رئيس وزراء بلجيكا الأسبق ان العالم العربي يعيش لحظات تاريخية بثورات الشباب وذلك فى اطار سعيهم عن الحرية وتحطيم أنظمة ديكتاتورية وطالب الدول الأوربية بدعم الديمقراطية في البلاد العربية من خلال تقوية المجتمع المدني وتقديم مساعدات سياسية واقتصادية للديمقراطيات الناشئة فى المنطقة العربية معبراً عن سعادته باستضافة بلاده هذا المنتدى الهام مشيراً الى ان الديمقراطية أصبحت واقع قريب فى العالم العربى وشمال أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وان الشباب في مصر وتونس قادوا ثورتهم بحثاً عن الديمقراطية وحرية التعبير ووجهوا رسالة لحكامهم أنهم لن يركعوا مرة أخرى بل سينهضوا فى سبيل الحرية وهو شبيه بما حدث فى وسط وشرق أوروبا في التسعينات من القرن الماضي .. وأكد ايف ان نتيجة تلك الثورات ستحددها حكمة المتظاهرين مضيفاً أنه يجب على أوروبا مساعدة الشعب العربي في ثورته ليس بتغيير النظم السياسية وإنما بترقيه أنظمتهم مستشهداً بما قاله المهاتما غاندى"لا يمكننا استيراد روح الديمقراطية ولا يمكن استيراد التغيير من الخارج بل من الداخل " وعبر عن أسفه لما حدث من سقوط ضحايا خاصة في ليبيا لاستخدام أسلحة ثقيلة وقصف ضد المتظاهرين .
من جانبه عبر السفير نبيل فهمى سفير مصر السابق في واشنطن وعميد الجامعة الأمريكية بالقاهرة في الجلسة التي تناولت الأوضاع في العالم العربي أن العالم كله تفاجأ بما حدث فى العالم العربي ومن حق الشعوب الحياة الكريمة وتحقيق الحرية خاصة ان أكثر من 65% من سكان العالم العربي من الشباب ولذلك فالشباب العربي قام بما عجز عنه الآخرون مستخدما وسائل التكنولوجيا الحديثة وطالب فهمي دول الاتحاد الاوربى والولايات المتحدة الأمريكية بدعم التعليم فى مصر والدول العربية وبناء القدرات لخلق اقتصاد قوى أفضل من الضغط لتحقيق الديمقراطية لان الديمقراطية ستتحقق من تعليم جيد واقتصاد قوى .
جدير بالذكر أن منتدى بروكسل السنوي السادس مؤتمرا حول العلاقات بين ضفتي الأطلسي حضره رؤساء دول ومسئولين من مؤسسات الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء وينظم المنتدى كل من بروكسل صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة مع دعم كبير من السلطات الاتحادية في بلجيكا ومعهد إيجمونت ودايملر.