أكد المشاركون في منتدي "تسريبات ويكليكس وأزمة حرية تداول المعلومات في مصر والوطن العربي" الذي نظمته مؤسسة عالم واحد مساء أمس أن الوطن العربي في حاجة إلي سن تشريعات وقوانين تتيح حرية تداول المعلومات في المجتمع وطرحها علي الرأي العام لتمكين المواطنين من محاسبة ومراقبة الحكومات في كل أفعالها وممارساتها . ومن جانبه أكد عبد الله خليل الخبير الدولي في مجال حقوق الإنسان أن موضوع حرية تداول المعلومات في العالم في ظل العولة التي نعيشها بات أمراً مهماً بالإضافة إلي كون حرية تداول المعلومات حق نصت عليه المادة 19 من حقوق الإنسان في القانون الدولي مشيراً إلي أن المعلومات تكتسب أهمية خاصة في تنمية الدول فنحن في مصر وغيرها من البلدان العربية لو كان لدينا معلومات لاستطعنا أن نحاسب الحكومات علي ما تقترفه من أفعال في حقنا وأضاف خليل الذي كان يدير المنتدى أن تسريبات ويكليكس التي ظهرت مؤخراً تحاول أن ترسي مبدأ جديد للتعامل العالمي مع المعلومات وهو مفاده أنه ليس هناك سرية في ظل عالم المعلومات الحالي ولا يمكن إخفاء أيه معلومات عن الرأي العام العالمي . فيما قال الخبير السياسي السيد ياسين مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن مجتمع المعلومات يقوم علي ثلاثة أسس مهمة وهي أن تكون هناك ديمقراطيو وشفافية وحرية لتبادل المعلومات وهذا ليس موجود في مصر ولا في العالم العربي حيث إنه لا توجد شفافية ولا حرية للمعلومات ولكن هذا طبيعي في ظل حالة الفساد المنتشرة بكثافة في الدول العربية ياسين أن هناك لغز في موضوع تسريبات ويكليكس لم يتم الكشف عنه حتي الآن والغريب أنه أحدا لم يسأل نفسه مؤسس ويكليكس مع من وضد من ؟ ويعمل لصالح أي جهه ؟ وهذا لم يتضح بعد لكنه سيتكشف مع الأيام والغريب أن تسريبات ويكليكس لم تتناول إسرائيل بشيء وعندما سئل صاحب الموقع عنها قال أنه سوف ينشر في المستقبل وقال الخبير السياسي أن هذه التسريبات لا قيمة لها حتي الآن فهي لا تتعلق بالوثائق المهمة كوثائق الدبلوماسيات المختلفة حيث إنها تنشر ما يدور في الغرف المغلقة بين المسئولين وهذا ليس فيه شيء يعرض مصالح الدول مما يشكك في مشروع مؤسس الموقع وهل لديه مشروع لفضح الدول الكبرى أم لا . أما المحامي والناشط الحقوقي نجاد البرعي رئيس المجموعة المتحدة للمحاماة فقال أن موقع ويكليكس تم تأسيسه عام 2007 وكان يتحدث عن فكرة حماية واحترام حقوق الإنسان عن طريق إتاحة معلومات الناس ومنها انطلقت فكرة إتاحة المعلومات لجميع الناس مشيراً إلي أن فكرة ويكليكس تقوم علي ان الجميع يتشاركون فيما يمتلكون من معلومات لنشرها وعليه أن يشارك الناس في معرفتها من خلاله كفكرة ويكيبيديا التي تقوم علي أن الجميع يقومون بكتابة التاريخ وحذر البرعي من التعامل مع تلك الوثائق علي أنها صادقة في كل ما تنشره أو يأتي فيها حيث إنها ليست كتاب مقدس ومن الممكن أن تكون مزورة أو مدسوس بينها وثائق بهدف خدمة أجندة معينه كما حذر الصحافة المصرية من اعادة نشر تلك الوثائق مرة أخري أو ترجمة ما يأتي في موقع ويكليكس مؤكداً أن ناقل الكفر في مصر كافر في إشارة منه إلي أن نقل المخالف للقانون المصري يعتبر في حد ذاته مخالفة للقانون مما يعرض المسئول عنه لخطر الحبس أو الغرامة بحسب ما تراه المحكمة . فيما أوضح الناشط الحقوقي حافظ أبو سعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان أن نقل الوثائق لموقع ويكليكس كانت له ناحيتين الأولي كانت عن أسرار حدثت في الحربين الأمريكيين علي العراق وأفغانستان وقد ألقي الجندي الذي سرب المعلومات لويكليكس تجري محاكمته الآن لكن بالرغم من محاكمته تظل الفكرة الحقيقية التي يحاول أن يرسيها في العالم الجديد وهي العصر الإليكتروني الحديث الذي لا تخفي فيه معلومات علي أحد وأضاف أبو سعدة أنه يتفق مع السيد ياسين في أن تلك التسريبات لا قيمة لها لأنه كان من الممكن أن يتم إغلاق الموقع وإغلاقه بأي شكل مهما حدث من جانب المؤسس من احتياطات وأري أن التأثير الوحيد لتلك التسريبات هو أنها ربما تؤثر علي الدبلوماسية التقليدية في العالم فالدبلوماسيين قد يتحفظوا في حواراتهم في الغرف المغلقة حتي لا تحدث مثل هذه التسريبات مرة أخري .