ساعات معدودة ويُكشَف النقاب عن اسم البطل الذي سيدون اسمه مرة جديدة على أمجد وأعرق كئوس الأندية بالقارة سمراء، وهل سيكون هو ممثل مصر الكبير وسفيرها الخارق الأهلي، أم سيد الأندية التونسية وأكثرها تتويجا وشعبية الترجي ؟؟ ففي السادسة والنصف من مساء السبت بتوقيت تونس السابعة والنصف بتوقيت القاهرة، سيطلق المغربي بوشعيب الأحرش صافرته معلنا بداية المعركة الأخيرة في إفريقيا هذا الموسم، وبعد 90 دقيقة أو أكثر قليلا من تلك الصافرة، سيعرف العالم أجمع من سيمثل القارة السمراء في نسخة 2012 من كأس العالم للأندية باليابان.
فبرغم صعوبة الظروف وتقلص الحظوظ بعد التعادل الإيجابي بهدف في الإسكندرية؛ ما عزز من فرص الترجي، إلا أن الفرسان الحمر طالما اعتادوا أن يكونوا رجال المواعيد الكبرى، وطالما مروا باختبارات مثل هذا الاختبار وأصعب ونجحوا فيها نجاحا باهرا، ليستطيعوا وبجدارة منقطعة النظير أن يكونوا سفراء السعادة والبهجة لعدد هائل من الشعب المصري، ويأملون أن يكون لقاء رادس يوم السبت واحدا من تلك الأيام التاريخية "وما أكثرها" في تاريخ القلعة الحمراء.
مؤكد أن لغة الأرقام في مثل هذه المواعيد تكون في غاية الأهمية، وقد تشير بشكل أو بآخر لما ممكن أن تحمله المباريات في ظل استحالة التكهن بأسبقية فريق على آخر، أو بالسيناريو الذي قد يأتي عليه اللقاء.
وبالنظر للأرقام السابقة للقاء الكبيرين فقد نجد أنها متشابكة والبعض منها يصب في مصلحة الأهلي والبعض الآخر يمنح الترجي الأفضلية.
وإذا بدأنا بالأرقام التي يتفوق فيها المارد الأحمر وتعطي عشاقه الأمل في العودة من رادس بإنجاز تاريخي بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، فنجد الآتي :
- الأهلي هو أكثر أندية القارة إحرازا للمجد الإفريقي بالتتويج بلقب دوري الأبطال بشكليه القديم والجديد في 6 مناسبات، من بينها 3 حققها خارج مصر في غانا والكاميرون وخاصة في تونس وعلى نفس ملعب رادس أمام الصفاقسي في نهائي أبو تريكة التاريخي.
- ثاني الأرقام التي تصب في مصلحة الشياطين الحمر هو التفوق التاريخي على الأندية التونسية بصفة عامة، فالأهلي واجه الأندية التونسية في 23 مباراة بينها لقاء الذهاب أمام الترجي فاز في 8 مواجهات منها وخسر 5 بينما حسم التعادل ال10 لقاءات الأخرى، وفاز بالكأس مرتين أمام أندية تونسية هي الصفاقسي والنجم الساحلي.
- رقم سلبي للترجي يصب في مصلحة الشياطين الحمر وهو أن الفريق التونسي آخر لقاءين أمام أندية مصرية أنهى لقاء الذهاب فيها بمصر متعادلا خسر إيابها في تونس أمام الأهلي في 2001 بالتعادل سلبيا في القاهرة وإيجابيا بهدف في المنزه ، والثانية أمام الزمالك في 2005 بعد أن تعادل في القاهرة بهدف وخسر بهدفين لهدف في رادس.
- آخر الأرقام التي تصب في مصلحة الأحمر هي الخبرة العريضة لدى لاعبي الفريق وقدرتهم الهائلة على العودة في المباريات ، ويكفي الإشارة إلى أن الأهلي كان خارج البطولة من دورها ثمن نهائي أمام الملعب المالي وكان يحتاج لثلاث أهداف في شوط واحد من أجل تأهل وفعلها ، ثم حقق الفوز في ربع النهائي على مازيمبي في الوقت الضائع وفاز على الزمالك بهدف في آخر ربع ساعة ، وعاد للتعادل في اللقاء الثاني بالشوط الثاني ، وهو ما فعله أمام الترجي نفسه في لقاء الذهاب وسجل هدف التعادل في الدقيقة 87 ، ما يدل على رباطة جأش وتحمل الضغوط بشكل هائل لدى الفريق قد يرجح من كفته في لقاء رادس الذي سيكون الضغط الأكبر فيه على الترجي.
على الجانب الآخر فإن أرقام أخرى تصب في مصلحة التوانسة وأبرزها :
- الترجي صاحب الكعب الأعلى في لقاءاته ال11 أمام الأهلي فلم يخسر سوى مرتين وفاز ثلاثة وحسم التعادل القاءات ال6 الأخرى ، كما أنه لم يخسر من الأهلي قط في تونس.
- الفريق التونسي توج باللقب مرتين تعادل فيهما على أرض المنافس ، ونجح في التتويج على ملعبه بتونس كانت الأولى عام 1994 أمام الزمالك حيث تعادل سلبيا في القاهرة وفاز 3-1 في المنزه ، بينما كانت الثانية العام الماضي أمام الوداد المغربي وتعادل سلبيا أيضا في الدارالبيضاء وفاز بهدف إيابا في رادس.
- الترجي مستمر في اللعب رسميا طوال العام الماضي عكس النادي الأهلي الذي لم يلعب مباريات رسميا منذ أحداث بورسعيد في فبراير الماضي باستثناء المنافسات القارية.
- متوسط الأعمار يصب في مصلحة الفريق التونسي الذي لا يتجاوز متوسط أعمار لاعبيه ونجومه بالتحديد ال25 عاما؛ ما قد يعطي أفضلية من ناحية اللياقة لأبناء نبيل معلول.
وبعيدا عن الأرقام، فإن مثل هذه النوعية من المباريات الكبرى يكون حسمها دائما على جزئيات وتفاصيل بسيطة للغاية، ولكنها كفيلة لترجيح كافة فريق على الآخر، وتبرز مشكلة الغيابات كأحد أبرز وأهم تلك التفاصيل التي لا يمكن تغافلها.
وفي هذه الجزئية فإن المشاكل الأكبر تتواجد في المعسكر التونسي المتأثر بغيابات غاية الأهمية حيث تأكد غياب ثنائي الجبهة اليمنى الدربالي والغاني أفول "صاحب هدف اللقب الماضي"؛ بسبب الإيقاف لحصول كل منهما على إنذارين ، كما أكد الترجي غياب نجم الوسط مجدي تراوي بسبب الإصابة ولن يشارك في المباراة ، بينما يظل الاسم الأبرز هو النجم يوسف المساكني الذي عاد للتدريبات الجماعية ولكن جاهزيته الكاملة لم تتأكد بعد.
أما في المعسكر المصري فيبقى الظهير الأيسر الأساسي للفريق سيد معوض هو أبرز الغائبين عن اللقاء بسبب الإصابة ، فيما ما تزال تحوم الشكوك حول مشاركة صانع الألعاب وليد سليمان الذي يعاني من إصابة بالركبة لم يتعافَ منها بشكل كامل ، بينما تخلو لائحة لاعبي الأهلي من أية إيقافات.
على الصعيد الفني فمن المتوقع أن يبدأ حسام البدري المباراة بشريف إكرامي ووائل جمعة ومحمد نجيب وأحمد فتحي ، وتبقى الحيرة في مركز الظهير الأيسر وهل سيدفع بأحمد شديد قناوي بحثا عن أداء هجومي واستغلال فراغ الجانب الأيمن للترجي أم يفضل شريف عبد الفضيل في البداية من أجل التأمين قبل البحث عن التسجيل.
وفي وسط الملعب فتبدو الأمور شبه مؤكدة بتواجد حسام عاشور وحسام غالي وعبد الله السعيد وأبو تريكة ويبقى الخيار بين وليد سليمان وبركات وربما محور ارتكاز ثالث قد يكون شهاب.
وفي الهجوم فالخيارات لدى الجهاز الفني محدودة ولكن المؤكد أن محمد ناجي جدو سيكون المهاجم الأساسي مع الإبقاء على سيد حمدي وعماد متعب على مقاعد البدلاء لوقت الحاجة.
تشكيلة الترجي لم يتم التأكد من عدد كبير من عناصرها حتى الآن حسبما صرح مدرب الفريق نبيل معلول الذي قال : "نعاني من أربعة غيابات مهمة جداً إذ بالإضافة إلى المساكني والدربالي وأفول زادت إصابة التراوي الطين بلّة".
وأضاف: "نعرف أهمية التراوي في مباريات دوري أبطال أفريقيا لقيمته الكروية عندما يكون على أرض الملعب وخبرته الكبيرة لكن يجب علينا إيجاد الحلول قبل مباراة الغد".
وكشف معلول أنه كان يفكر في الاعتماد على خالد المولهي في الجهة اليمنى بدلاً من الدربالي مقابل الدفع بالتراوي إلى جانب حسين الراقد في خط الوسط، بيد أن قال: "لكن الآن تغير الأمر بإصابة التراوي ويجب إيجاد الحل المناسب لخوض المباراة".
المهمة المصرية في رادس لن تكون سهلة بكل تأكيد ولكن في الوقت ذاته ليست بالمستحيلة ، فأبناء الأهلي يملكون كافة الأسلحة والامكانيات التي تعطيهم كامل الحظوظ لتكرار انجاز 2006 والتتويج بالكأس في قلب تونس وإسعاد المصريين. ولكن يبقى التوفيق والتركيز .. ويبقى السؤال هل يفعلها الأهلي للمرة السابعة ؟؟