من وسط الكثير من الفتاوي التي ظهرت بعد الثورة لم تثر أية فتوى مثل ما أثارته تلك الفتوى التي تمس بنات مصر و التي يدور حولها صراع كبير بين القوى المدنية وقوى الإسلام السياسي. فبرغم نسبة العنوسة الكبيرة التي تشهدها مصر تصدر فتوى بإباحة زواج البنت عند سن التاسعة فالبعض ..فالمؤيدون يرونها بنت بالغة قادرة على الزواج وتحمل المسؤولية في حيم يعتبرها المعارضون في سن الطفولة . قامت "المراقب" بجولة لمعرفة أراء الشارع المصري حول تلك القضية .
في البداية يقول محمد رفعت حاصل علي بكالوريوس تربية رياضية: "يعني إيه بنت تتجوز وعندها 9 سنوات اللي هيتزوجها هيتبناها دي ولا إيه؟ّ! .. ومن الخطأ أن يحدث هذا فزواج البنت في هذا السن يعد كارثة" .
وأضاف محمد مجدي بأن بنت في هذا السن لا تدري أساساً معنى الزواج وزواجها سوف يترتب عليه مشاكل كثيرة .
وسخر محمد سامي - ليسانس آداب - من هذا وقال: "وشبكة بنت ال9 سنوات دي تكون مصاصة ولا إيه؟!" وأضاف أن السن المناسب لابد ألا يقل عن 16 سنة". وقالت بسمة ربة منزل أن الأم التي توافق على زواج ابنتها في هذا السن كأنها تمضي على شهادة وفاتها لأنها سوف تظلم ابنتها بهذا الزواج .
وغضب محمد حمدان - ليسانس آداب – وقال: "حرام لسه مجرد طفلة يجب أن تعيش فترة طفولتها ولابد أن يكون الزواج على 18 سنة على الأقل وأن الجهاز التناسلي عند المرأة لا يكتمل إلا بعد سن 12 وبهذا يكون هناك ظلم واقع على الفتاه المتزوجة عند سن 9 سنوات" .
أما محمد مصباح الموظف بإحدى شركات الطباعة فقال: "إن موضوع زواج البنت عند التاسعة والمادة دي اللي عملها وضع نفسه في مأزق لأن المادة دي كلها ثغرات ومن الممكن أن تحدث مشاكل كثيرة". ورد الشيخ أبو ياسين حسين على هذا الموضوع قائلاً هناك فتاوى كثيرة من بعض العلماء علي هذا الموضوع أما أنا بواضح العبارة لو عندى بنت وعمرها 9 سنوات لن أزوجها في هذا السن أبدا .
وقال عبدالعظيم بدر أحد أعضاء التيار الشعبي: "كان يحدث في الثمانيات أن يحضر الرجل الخليجي ويشترب البنت من أهلها ويقطف شبابها ويشغلها خادمة لأهله وإذا تعبت ترجع لبيت أبيها انتم نسيتوا زمان وما مشاكل زمان" وأضاف: "أما بالنسبة للزواج أساساً فهو حلال لا يقدر أن يحرمه احد طالما هناك قبول من الطرفين".
وتعجب الأستاذ أبو السعود إبراهيم نائب رئيس تحرير والمدير العام لمركز الأهرام للترجمة والنشر من هذا قائلاً :"طبعا حرام" ورفض أن تتزوج البنت في هذا السن سائلاً: "هل أعددناها لتكون أم قبل الزواج ؟!"
وفسر الدكتور/ مدحت مصيلحي بكلية الطب جامعة القاهرة قائلا:ً "أعجب ما ترى في شرع الإسلام هو شموليته وإن اختلف المفسريين وتباينت الآراء هو صفه أيجابية وليست سلبية وهذا يعطي مرونة رهيبة للمفسر فإذا كانت البنت تحيض عند سن 11 سنة فكيف نقنن الزواج بعد بلوغ 18 سنة فعلميا بويضات التخصيب في المرأة معدودة عليها ولا تتجدد مثل الرجل فهي في هذه الحالة قد فقدت حوالي 100 بويضة من العدد الذي وهبه الله لها وفي علم التوليد أصح فترة لإنجاب المرأة من سن 14 إلى 22 سنة بعد ذلك السن تكون هناك مشاكل للأم وللجنين. وأضاف أن الزواج كعلاقة اجتماعية وجنسية يختلف من فرد لآخر ومن ظروف لأخرى فمثلا في إفريقيا يمكن للبنت أن تحيض في سن 9 أو 10 سنوات وهي تمارس الجنس في سن مبكرة لإشباع رغبتها الجنسية فهل الإسلام يسمح بممارسة الجنس الحرام ونقل الأمراض وكذلك يمكن أن تفقد البنت أهلها وتكون وحيدة في سن مبكرة والزواج المبكر لها هو أفضل صيانة لها ولجسدها وعرض المجتمع ككل ويجب ألا ننسى أن أوروبا بها فتيات 14 سنة وقد فقدت عذريتها وأصبحت عرضة للضياع وللأمراض .
أما الدكتورة هالة يسري أستاذ علم الاجتماع بمركز بحوث الصحراء فرفضت بشدة أن تتزوج البنت في هذا السن وأوضحت أنه من الأهداف الرئيسية مشاركة المرأة في الإنتاج والصناعة وأن البنت في هذا السن تكون غلطاتها كثيرة مع أهلها ولا تستطيع أن تكون إمرأة قادرة أن تكون ربة منزل وشددت أن لا يتم اتخاذ الرسول (ص) مقياس لذلك لأن أيامه كانت هناك رؤوف ومقاييس مختلفة وهددت أن حدوث مثل هذا ينذر بكارثة كبيرة والرجوع إلي الوراء لأيام جهل البنات وأخيرا تعجبت ممن له الملحة وراء حدوث هذا وزيادة الجهل .