نجحت "يد ما "، وبالقطع هي يد مجرمة دموية تدرك ماذا فعلت باغتيالها احد أهم ما أنجب لبنان من "عقلية أمنية" خلال السنوات الأخيرة، وسام الحسن اسم يستحق التكوين، فهو "وسام" لكل وطني عربي قبل أن يكون لبناني، ولأهل فلسطين سيكون "وساما" دائما وهو بالفعل حسن وأحسن صنعا بما فعل في مهنته التي كتب لها النجاح بامتياز لبناني كبير، وبصدق كبير قيل اغتيال "العقل الأمني" في لبنان.. صاحب الجريمة التي نالت من تلك الشخصية التي فعلت كثيرا لتحقيق خدمة لوطنها ولشعبها، قدم خدمة جوهرية لا تقدر بثمن لدولة الكيان الاحتلالي الاسرائيلي، بوضع حد لمن يستحق بجدارة متناهية بأن يحمل لقب "صائد الجواسيس"، بعد أن تمكن من كشف أكثر من 30 خلية تجسس تعمل في لبنان منذ سنوات لمصلحة العدو الاسرائيلي، "خلايا نائمة وناشطة" نجح الوسام – الحسن ان يفك شفرتها، ويطارد رؤوسها حتى بات أكثر من حمل ملف مطاردة تلك الأوكار التي ارتكبت من الجرائم الكثير، طارد بصمت وفاعلية "حقل الجواسيس" وكان له نجاحا مبهرا، ربما يراه أهل فلسطين أكثر من "أهل لبنان"، الذين أعمى بعضهم ما قام به الرجل من خدمة لا مثيل لها بتفكيك تلك "الخلايا الأخطر" والعاملة في لبنان، وارتكبت من الجرائم الكثير..
قد ينشغل لبنان بقواه المختلفة بمن قتل وسام الحسن، وبلا شك ستجد المعارضة اللبنانية في نظام سوريا ضآلتها المنشودة لتضع على كتفها تلك الجريمة، خاصة وأن الرجل حقق نجاحا مبهرا قبل اسابيع بكشفه ما يعرف لبنانيا بمخطط سماحة – المملوك، حيث الوزير اللبناني السابق تم ضبطه متلبسا بجريمة التحضير للقيام بأعمال "تخريبية" في لبنان، كشف أمني بامتياز لمسئول فرع المعلومات بقوى الأمن، ما أصبغ على "الحسن" هالة خاصة بعد هذا الكشف المميز أمنيا، وجاء اغتياله قريبا من منزل المتهم ميشيل سماحة ليفتح باب الاتهام المباشر من كل أطراف المعارضة للنظام السوري وتبعهم من "المولاة" وليد جنبلاط.. شواهد كثيرة أعاد رسمها من يتهم النظام السوري، خاصة تماثلها مع عمليات سابقة لشخصيات سياسية أبرزها جبران التويني..
لسنا في وارد البحث فيمن ارتكب الجريمة، فكل شيء ممكن بها، من اتهام النظام السوري الذي تضرر كثيرا من "فضيحة سماحة – المملوك" التي كشفها مؤخرا الشهيد، الى دولة الاحتلال الاسرائيلي التي لاقت ضررا بالغا مما قام به الحسن وكشف "كنوزها الجاسوسية"، وهو ما سيرسخ كثيرا في "ذاكرة الشعب الفلسطيني" وكل وطني حريص على مقاومة المحتل والعدو، من ارتكب اغتيال الحسن يستحق العقاب الذي يوازي خسارة انسان بقيمة رجل حقق من النجاحات الأمنية لمصلحة بلده ما يفوق كثيرا رجال "امن ومخابرات" كانوا شهودا على اختراق "امن بلادهم" من عدو نجح في تحقيق "عمليات خاصة" دون فعل أو رد فعل..
اغتيال الحسن يشكل نجاحا وفرحة لجهاز الأمن الاسرائيلي بكل فروعه، الخلاص من وسام سيكون عيدا للفرحة والسعادة لجهاز الموساد الاسرائيلي، فأخيرا تحقق لهم ازاحة من كان سدا منيعا أمام "شبكة جواسيسهم"، واستحق فعلا لقب "صائد الجواسيس"، وقد يكون ذلك أبرز منجزات وأفعال وسام الحسن، والتي قد تضيع في زحام أزمة لبنان الداخلية، في لحظة العداوة بين أطراف منه وسوريا، وكي لا تذهب خير منجزات الحسن في مسارب الاتهامات، نذكر بها كونها خدمة مباشرة لنضال الشعب الفلسطيني في معركته الطويلة ضد دولة الكيان الاحتلالي..وساما ستبقى وسام لفلسطين قضية وشعبا..