طلعنا في قرارات مجلس الوزراء علي تخصيص مليارات الجنيهات لإنشاء خطوط تحت الارض جديدة للمترو. وهي مشاريع علي المدي الطويل تستهلك أعواما عديدة خلالها تكون المشكلة اذا ما تركت علي حالها قد استفحلت بحيث تظل اعداد السيارات فوق الارض كما هي ان لم تزد, و هو ما حدث بالنسبة لانهاء خطوط المترو الثلاثة و التي مازالت المشكلة كما هي والله أعلم بما سيكون علية الحال ان لم تنفذ هذه المشروعات. واليوم علينا ان نواجة المشكلة بحلول سريعة قصيرة المدي لكي نخفف من المعاناة اليومية للناس ولكي نوقف استفحالها الي ان تحل فوائد الحلول بعيدة المدي في طرق المواصلات تحت الارض و في غيرها من الحلول التخطيطية المتاحه. مشكلة المرور من المشاكل المعقدة لانها تشتمل علي جوانب ثقافية سلوكية وأخري اقتصادية وفنية و تخطيطيه. و جميع هذه المشاكل ابتدأت واستفحلت منذ مئات السنين. وان البداية الخاطئة في ثوابت مادية كالمباني بانواعها و علاقاتها بالشوارع تؤثر بطريقة شبة دائمة ومن الصعب تغيرها في اوضاع قائمة تتعقد فيها ماديات وسائل المواصلات وتتعدد فيها اعداد وانشطة القوي البشرية المستفيدة وتتعاظم فيها قيمة المجهود والوقت الضائع في الانتقال من مكان الي آخر لقطع مسافات آخذة في الازدياد. ولمواجهة مشاكل المرور بحلول سريعة ولكن مؤثرة يجب ان نحدد اهدافنا في انتقال الافراد والمواد من السكن الي العمل والمرافق في اسرع الوسائل واسهلها واكثرها أمنا تحت اشراف وتوجية رجال المرور وذلك عن طريق وسائل مواصلات شخصية كالمشي او عن طريق دراجات وعلي مسالك ارضية او مائية او هوائية. والمرور السليم يكون علي شبكة طرق متدرجة من دائرية محيطية حرة الي محورية تصل المحيط بالقلب ومنها الي شوارع فرعية رئيسية وحارات ومماشي. هذه الشبكة ان لم تتكامل كما هو حادث في القاهره. اصبح المرور من المشاكل التي تحتاج حلا من الحلول بعيدة المدي ومنها ما خططت لة الحكومة بخطوط المترو الجديدة. وهذا لا يمنعنا عن حلول علاجية المدي و هي مؤثرة و غير مكلفة و هدفها السريع الاقلال من زمن الرحلة وهذا يتأتي عن طريقين الاول ازالة العوائق والثاني الاقلال من وجود السيارات في الطرق في آن واحد وتنفيذ هذه الحلول سوف لا يكون عن طريق العقاب والمنع ولكن عن طريق التوجيه والترغيب. الهدف الاول يتحقق بسلاسة المرور بازالة العوائق في الطريق وقد انتشرت أخيرا الحفر و المطبات التي تسبب الحوادث واعاقة المرور خاصة في موسم الامطار. كذلك يمكن الاقلال من عوائق السرعة والتي ارتفع منسوبها وعددها حتي اصبحت مصدرا لتعطيل المرور والحوادث. كما تكون الميكروباصات والتاكسيات بوقوفها الفجائي عند استدعائها او لانزال ركابها مصادر للحوادث المعوقة للمرور وبالذات علي مداخل ومنحدرات الكباري العلوية والانفاق. كما تعطل سيارات الحوادث المرور الي ان تتم المعاينة واثبات الحالة وفك الاشتباكات. كما يجب التفرقة بين سيارات الخدمة البطيئة المجرورة بالافراد او الدواب والميكانيكية الخفيفة والثقيلة من سوزوكي وترلات وذلك بمنع مرورها علي الكباري العلوية وتخصيص الطرق الارضية التقليدية لاستعمالها في فترات الليل والصباح الباكر. وفي مثل هذه الطرق يمكن استعمال فواصل متحركة للفصل بين اتجاهي المرور بحيث تحرك لضم حارة من اتجاة الي آخر بحسب ضغط المرور صباحا او مساء في ساعة الذروة من والي مناطق السكن والعمل. ومن الاصوب بالنسبة لشرطة المرور سرعة رجوع نظام الكونستبلات علي الدراجات البخارية ليكونوا مسئولين عن ملاحقة وايقاف السيارات المخالفة بالنسبة للسرعة والاضاءة الخافتة او العالية او القيادة الثعبانية السريعة المتنقلة من حارة مرور الي اخري او مخالفة للاشارات او الداخلة من شارع فرعي الي شارع رئيسي بدون توقف او المختصرة للطرق بالسير في الاتجاة المخالف ولو لمسافة صغيرة او القيادة بدون ترخيص او الانتظار في الممنوع. النتيجة مخالفات مع سحب رخص او الغاء رخص القيادة في حالة التكرار, كما سيتم الابلاغ والتحقيق السريع عن الحوادث وكتابة التقارير بدون تعطيل حركة المرور. وبالنسبة للهدف الثاني للحلول قصيرة المدي وهو الإقلال من عدد السيارات علي الطرق وذلك بالتشجيع علي استعمال وسائل المواصلات العامة بدلا من الخاصة وهذا يتأتي بتشجيع المدارس والمصالح الحكومية والشركات علي التوسع في استعمال الاوتوبيسات الخاصة بهم وبالنسبة للطلبة سيعفي هذا النظام الآباء من توصيل ابنائهم لمدارسهم وما يحدث من تزاحم في الشوارع التي بها مدارس خاصة في ساعات المغادره. كما سيتم رفع سيارات الموظفين عن الطرق ولتكون رحلات الاوتوبيس الي الاحياء المختلفة فرصا للطلبة والمدرسين والموظفين للتعارف علي مديريهم وزملائهم المشتركين معهم في نفس الرحلة. وقد آن الأوان ان نستغل النقل النهري الذي يخترق اغلب المدن المصرية ومنها القاهرة وفيها للنقل النهري تاريخ ولدينا من المنشآت والمراسي ما يمكن ان يهيأ لمحطات تمتد من شبرا الخيمة الي حلوان ومن قمة الزمالك الشمالية الي الجنوبية ومن امبابة الي البدرشين. واللنشات تعبر القاهرة من شرقها الي غربها ومن شمالها الي جنوبها ستحقق هذه المسارات الثلاثة من المواصلات الارضية بما فيها من محدودية مساراتها وتقاطعاتها كما ان النقل الجوي اصبح ضرورة بالنسبة للحالات الحرجة لنقلها من مطارات محددة مجمعة الي المستشفيات والمطارات الرئيسية وبدونها تتحول هذه الحالات الي نهايات كان من الممكن تلافيها. هذه بعض من الحلول قصيرة المدي كروشتة سريعة لعلاج مرض تغلغل في مدننا الكبيرة, اما الحلول الجذرية فتحقيقها يكون في زمن متوسط وطويل المدي وهي تدخل في مجال التغيرات السلوكية والتخطيطية و الفنية وهي تعالج مرضا تداخل وتغلغل في المجتمع وتنتج عنة ضياع الوقت والمجهود والصحة في الانتقال من مكان لآخر حتي يكره الانسان نفسة عندما يفكر في زيارة او قضاء واجب ليعود وهو في منتصف الطريق قبل قضاء مقصده والذي اصبح الوصول اليه قريبا من المستحيل. نقلا عن جرية الاهرام