لايعلم الكثيرون أن منصب وزير الدفاع فى مصر هو منصب مدنى , وكان سابقا يسمى وزير الحربيه قبل أن يقوم الرئيس الراحل أنور السادات بعد حرب 1973 بتغيير اسم الوزاره , من وزاره الحربيه الى وزاره الدفاع . والذى أعتقد أنه انتقاه من محاولته تكريس فكره السلام بالدوله , وسياستها علما بأن جيش اسرائيل اسمه جيش الدفاع وهو أكثر الجيوش عدوانيه بالمنطقه. والمقر الرئيسى لوزاره الحربيه يقع فى منطقه الوزارات بوسط القاهره بجوار وزاره التربيه والتعليم خلف ضريح سعد , والتى أصبحت الان وزاره الانتاج الحربى . أما الموقع الحالى لوزاره الدفاع بكوبرى القبه فهو مقر قياده القوات المسلحه الذى احتله جمال عبد الناصر فى يوم 23 يوليو عند قيام ثوره عام 1952. وقد كان أخر وزير مدنى هو أمين هويدى الذى خلف شمس بدران بعد حرب 1967 , وكان محمد فوزى القائد العام للقوات المسلحه , حتى اتخذ الرئيس السادات قرارا بأن يكون محمد فوزى وزيرا للدفاع وقائدا عاما للقوات المسلحه فى جمع للوظيفتين معا . واستمر الحال حتى الآن ولكنه من المتوقع بعد رحيل طنطاوى , أن تعود الامور لما كانت عليه سابقا بعوده المنصب المدنى لوزير الدفاع , وموضوع انه منصب مدنى هو شىء طبيعى لانه لايتدخل فى شئون تسيير أمور القوات المسلحه , أو أى عمليات ميدانيه , فمهمته الرسميه تتركز فى تمثيل القوات المسلحه فى مجلس الوزراء , وطلب وتحضير الميزانيه العامه المقتطعه من وزاره الخزانه أو الماليه والمخصصه للجيش , ويرد فى البرلمان على استفسارات النواب , ويلتقى بقاده القوات والاسلحه ليعرض عليهم الموقف السياسى للبلاد . واخطارهم بمهماتهم التى قد يطلبها منهم البرلمان أو الاتفاقات الدوليه. مع العلم بأن الجيش المصرى هو جيش محترف بمعنى الكلمه , وله قواعده الصارمه وقوانينه التى لاتخالف الا نادرا ويرجع معظمها الى تنظيمات الجيش الانجليزى وقواعده والتى تعتبر من أكثر قواعد الجيوش انتظاما فى العالمز والقائد العام للقوات المسلحه فى مصر بجانب قيادته لقوات مصر فهو المستشار الاول لرئيس الجمهوريه فى شئون الحرب, ولايتم تعيينه عشوائيا, أو بالمزاج بل هناك قواعد وقوانين للترقى, والاحاله للمعاش ويأتى من أفضل قيادات الجيش المصرى وبأسلوب محترف معتمد أولا على الكفاءه. أما الرئيس مبارك فقد كسر القاعده كما كسر قواعد أخرى كثيره بالبلاد , سواء باختيار أهل الثقه عن أهل الكفاءه أو باتباع سياسات التجميد لا التجديد, وكان مثال ذلك قيامه بتعيين قائد قوات الحرس الجمهورى قائدا عاما للقوات المسلحه ووزيرا للدفاع .ثم تجميد هذا المنصب لسنوات عديده, وقد كان اختياره لطنطاوى فى هذا المنصب سببا فى طلب 9 من كبار الضباط بالقوات المسلحه المصريه الشرفاء تركهم الخدمه نظرا لان جنديتهم واحترافهم لم يسمح لهم بقبول فكره تعديهم فى الترقيه. أما المجلس الاعلى للقوات المسلحه فان مهمته الرسميه وتكوينه قائم على القانون العسكرى رقم 12 لسنه 1968. وهو أساسا مكون من قاده الجيوش والافرع الرئيسيه بالقوات المسلحه. أما وزير الدفاع فمن حقه اضافه أعضاء للمجلس يرى فيهم الصلاحيه والاحتياج ,وهؤلاء هم الشخصيات الشهيره التى تراها فى الاجتماعات وتظهر فى التليفزيونات, ولكن يجب أن نعرف أن هؤلاء الاعضاء بالمجلس لايملكون سلطات حقيقيه داخل القوات المسلحه, بل لادور لهم على الاطلاق خاصه فى تحريك أى قوات, فأقصى عدد يمكن أن يحركه كل عضو منهم هم عسكرى المراسله المخصص له والسائق, فهم ضباط احيلوا الى المعاش بل ان ارتدائهم للزى العسكرى ليس من حقهم بل هو استثناء بسبب استدعائهم ولفتره محدده, وطبيعه استدعائهم هى أولا كمستشارين لوزير الدفاع تم ضمهم للمجلس العسكرى, ولقبهم الرسمى لواء معاش مستدعى وللعلم فان العديد من أعضاء المجلس العسكرى العاملين بالقوات المسلحه من قاده الاسلحه الرئيسيه لايحضرون اجتماعات المجلس أو يشتركون فى قراراته مبررين ذلك بأنهم لايحضرون الاجتماعات التى تبحث فى الأمور السياسيه ,وهى أمور ليست من اختصاصهم كعسكريين محترفين, وليس عندهم وقت لذلك وهو ماتلاحظه عند مشاهده اجتماعات المجلس فى محطات التليفزيون, ومن أعضاء المجلس الذين لهم نشاط عسكرى بخلاف رئيس الاركان هو اللواء قائد الشرطه العسكريه وهو الذى يحرك قواته لحمايه المنشآت الهامه بالبلاد حاليا وفى نفس الوقت هو أكثر قيادات المجلس كرها من قبل المتظاهرين نظرا لما عرف عن جنوده من قسوه فى تفريقهم والقبض عليهم ,وتحويلهم للنيابه العسكريه, وفى الحقيقه فان كره الشرطه العسكريه هو عامل مشترك بين المتظاهرين والعديد من الجنود فى القوات المسلحه وكل مصرى خدم فى القوات المسلحه مجندا كان يكره الشرطه العسكريه أثناء خدمته لالتزامها المتعنت للضبط والربط ,وكم من المجندين بالقوات المسلحه المصريه قضوا أجازتهم بالحجز بسبب تعنت فرد الشرطه العسكريه معهم بسبب المظهر أو الزى أو عدم وضوح تصريح الاجازه. وحيث أن المشير طنطاوى ربما يكون آخر وزير حربيه والقائد العام للقوات المسلحه فى نفس الوقت, ومع اقتراب موعد رحيله, فان المقربين منه يعلمون انه لارغبه له فى امتداد خدمته, ربما بسبب السن والمرض, أو شعوره بانتهاء مهمته الرسميه مع اقتراب تنصيب رئيس للجمهوريه . وأكثر مايحرص عليه هو خروجه الآمن, وعدم محاكمته سواء من الشعب أو القوات المسلحه, فهو يرغب فى أن تقوم أى حكومه قادمه برئيس جمهوريه جديد أن تحيله الى المعاش ,وتقوم بتكريمه ومنحه قلاده النيل كرجل حمى الثوره المصريه ,وهو ما أعتقد أن الاخوان المسلمين على استعداد للقيام به بعد ما منحهم من فرص سياسيه ,وهو أيضا الشىء الذى يمكن أن يحصنه أو يشعر القوات المسلحه بالحرج فى حاله محاكمته عسكريا بعد تكريم الشعب له. وخلال الايام القادمه سنرى تغييرا فى المهام الرسميه للمشير والمجلس والجيش