أخذت عملية محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك شكلا أخر من أشكال الدعاية لهذا الحدث الذي أطلقو علية محاكمة القرن خاصة بعدما طالبت النيابة في مرافعتها بانزال عقوبة الاعدام بالرئيس المصري السابق حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي وستة من معاوني الاخير بعد اتهامهم بالقتل العمد للمتظاهرين خلال الانتفاضة الشعبية التي اطاحت بمبارك في الحادي عشر من فبراير الماضي .. ولم تكتف النيابة بطلب إعدام مبارك بل ألمحت الى انه لو كانت هناك عقوبة اقصى لطالبت بها النيابة اذ قالت "لا نعلم على ماذا ينص القانون عندما يكون الضحايا بالمئات هل يكون الاعدام مرة واحدة ام ماذا؟". هذا التحول الخطير ترك علامات إستفهام كثيرة حول هذه المرافعات وهل أخذت شكل من أشكال الخطاب السياسي العنتري أم أنه خطاب قضائي يستند إلي أدلة وقرائن قوية . أعتقد أن الأولي هي الأقرب للصواب خاصة بعد إعتراف هيئة الدفاع عن الشهداء أن هناك أدلة ضعيفة من وجهة نظر القانون التي تدين مبارك وأن الملف ضعيف . وبالتالي يجب القول أن مرافعة النيابة كانت عبارة عن مسكنات قد تهدئ من روع المحتجين الذين دعوا الى تجمع في 25 يناير في الذكرى الأولى لاندلاع الثورة التي أدت الى تنحي حسني مبارك وبعد أشهر من التوتر والمواجهات الدامية بين الجيش والمحتجين الذين يتهمونه بعدم تسليم السلطة الى المدنيين يحاول المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يحكم البلاد منذ سقوط مبارك القول إنه وفى بوعده بمحاكمة المسؤولين المفترضين عن قمع الثورة ويريد المجلس العسكري تهدئة الرأي العام فإما ستحكم على مبارك قبل 25 يناير واما ستحدد موعدا للمحاكمة قبل 25 يناير لكن المطالبة بإنزال حكم الاعدام لا تعني النطق بهذا الحكم. الخيوط تبدو متشابكة لكنها سوف تظهر ملامحها في الفترة القليلة القادمة ومرافعة غداالأثنين سوف تكشف الكثير مما يدور في خبايا هذه المحاكمة التي تبدو كانها لغزوحكايات تشبه كثيرا حكايات ألف ليلة وليلة . e: [email protected]