ثورة مصر السلمية لاشك أن الثورة المصرية السلمية أثارت إعجاب العالم كله ووقف قادة العالم ليعلنوا للشباب المصري تقديرهم واحترامهم لتلك الثورة السلمية الحضارية التي تمكنت من تغيير أوضاع سياسية لم يتمكن كبار الشخصيات ولا الحشود المعارضة من تغييرها خلال سنوات طويلة من حكم الرئيس السابق حسني مبارك ، وكان من أشهر التصريحات التي جاءت معبرة عن احترام العالم للشباب المصري تلك الكلمات التي قالها الرئيس الأمريكي باراك أوباما عقب إعلان السيد عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية عن تنحي الرئيس مبارك عن الحكم ، حيث قال أوباما في الخطاب الذي ألقاه عقب اعلان تنحي الرئيس مبارك (شاهدنا ظهور جيل جديد لديه قدراته الخاصة بالإبداع والموهبة والتكنولوجيا وهذه هي قوة الكرامة الإنسانية التي لا يمكن إنكارها على الشعب المصري الذي ألهمنا بفكره أن العدالة لا تتحقق عن طريق العنف ، واستخدم الأعنف من خلال استخدامه للقوة الأخلاقية) ، وقال أيضا ( يجب أن نربي أبناءنا ليكونوا كالشباب المصري) ، فيما قال رئيس وزراء ( لا جديد في مصر فمصر دائما تصنع التاريخ ) ، وقال ستولتنبرج رئيس وزراء النرويج ( اليوم كلنا مصريين ) ، أما رئيس وزراء بريطانيا فقد قال ( لابد أن ندرس الثورة المصرية في المدارس . أما أهم التعليقات التي أعقبت نجاح الثورة المصرية التي قادها شباب مصر تحت شعار " سلمية .. سلمية " فقد جاء من هاينز فيشر رئيس النمسا الذي قال ( إن شعب مصر أعظم شعوب الأرض ويستحق جائزة نوبل للسلام ) ، حيث جاءت هذه العبارة لتفتح الدعوة لعدد من الدول وللكثير من المصريين للتصويت من أجل حصول الشعب المصري علي هذه الجائزة العالمية ، التي حصل عليها أربعة مصريين من قبل إثنين منهما في مجال السلام هما الرئيس الراحل أنور السادات عقب توقيع معاهدة كامب ديفيد مع الإسرائيليين لتنهي حالة الحرب بين مصر وإسرائيل ، فيما حصل عليها الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ، فيما حصل عليها العالم المصري الدكتور أحمد زويل في مجال الكيمياء ، وحصل عليها في مجال الأدب الأديب المصري نجيب محفوظ عميد الرواية العربي . ودعما لهذه الدعوة سارع مشتركو الموقع الاجتماعي الشهير فيسبوك في إنشاء عدد من الصفحات لدعم ترشيح مصر للجائزة الدولية ، حيث جاءت إحدى الصفحات دعوة باسم ( دعوة لترشيح شباب ثورة 25 يناير لجائزة نوبل للسلام ) ووصل عدد المشتركين فيها حوالي 2400 شخص بالرغم من إنشاءها منذ يومين ، فيما لاقي شباب الشعب التونسي الخبر بدعوة جديدة مماثلة بعد أن حظيت الفكرة باهتمام عدد كبير من الشعب التونسي الذي قام بثورة الياسمين، فبدأ مشتركي الموقع يعبرون عن رغبتهم في الترشح للحصول علي الجائزة مناصفة مع الشعب المصري . جدير بالذكر أنه لا توجد سابقة لمنح جائزة نوبل لشخصية اعتبارية ، حيث إن من أهم شروط الترشح للجائزة أن يكون شخص علي قيد الحياة ، لكن هذا لا يمنع أن يتم الترشيح رسميا من قبل جهات الترشيح المعتمدة عالمياً ، حيث أن نوبل للسلام تمنح للشخصيات أو الهيئات لمجهودهم في دعم السلام أو نزع فتيل الحرب من المناطق المشتعلة، وفي الفترة الأخيرة وسعت الهيئة المشرفة علي الجائزة من مفهوم السلام ليشمل ملفات مثل دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان ، وجائزة نوبل عبارة عن شهادة وميدالية ذهبية ومبلغ مالي، تحدد في العام 1901 بعشرة ملايين كرون سويدي ، وإذا حصل أكثر من شخص على الجائزة في نفس المجال يتم تقسيم المبلغ عليهم دون النظر إلي شرط التساوي في تقسيم المبلغ بين الفائزين بالجائزة . ويري الكثيرون من المشاركون في الجروب الجديد أن الجائزة لابد أن تمنح لشهداء ثورة مصر السلمية ، وذلك لأنهم منحوا ملايين المصريين حياة أفضل، بعد تمكنهم من تغيير نظام الحكم في مصر ، وأن دماءهم هي التي ألهبت الثورة الشعبية وأتت بمكاسبها ، كما أسهم الشهداء في إثارة النخوة لدى كل طوائف الشعب المصري. فيما رأت مجموعة أخري من المشاركين أن شهداء الثورة لم تذهب دماءهم سدي ، وأن أرواحهم ارتقت في سبيل الله وفي سبيل إصلاح الوطن ، وأن جزاءهم عند الله أعظم من جوائز الأرض كلها أياً كانت تلك الجوائز ، حتى وأن تم منحهم ملايين الجوائز من نوبل وغيرها ، وأن هذه الجوائز لن تزيدهم شيئًا بعد أن نالوا أكبر الجوائز وهي اصطفاء الله لهم ليكونوا من الشهداء ليرافقوا الأنبياء والصالحين بالجنة .