قررت محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ في جلستها المنعقدة الثلاثاء تأجيل محاكمة مهندس اتصالات أردني الجنسية يدعى بشار أبوزيد "محبوس" وضابط بجهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" يدعى أوفير هيراري "هارب" بتهمة التخابر لصالح دولة أجنبية (إسرائيل) بهدف الإضرار بالمصالح القومية لمصر ؛ وذلك لجلسة 2 يناير. وجاء قرار التأجيل في ضوء انتداب رئيس المحكمة المستشار مكرم عواد رئيسًا لإحدى اللجان الانتخابية العامة للانتخابات البرلمانية، ولم تستغرق الجلسة أكثر من 5 دقائق وعقدت داخل غرفة المداولة، وصدر قرار التأجيل لحين عودة المستشار مكرم عواد بعد انتهاء مهمته الإشرافية على الانتخابات وخرج بعدها المتهم الأردني عائدًا إلى محبسه بمعرفة قوات الأمن وهو في حالة هياج عصبي وهدد بالإضراب عن الطعام متهمًا أحد رجال الأعمال العاملين في مجال الهواتف المحمولة بمحاولة قتله داخل السجن بدس السم له فى الطعام. كانت نيابة أمن الدولة العليا قد نسبت إلى المتهمين الأردني والإسرائيلي قيامهما بتمرير المكالمات الدولية المصرية إلى داخل إسرائيل بهدف السماح لأجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية بالتنصت عليها والاستفادة بما تحمله من معلومات ورصد أماكن تواجد وتمركز القوات المسلحة وقوات الشرطة وأعدادها وعتادها وإبلاغها إلى إسرائيل على نحو يضر بالأمن القومي المصري. وأشارت النيابة إلى أن المتهمين بشار إبراهيم أبوزيد "مهندس اتصالات - أردني الجنسية - محبوس" وأوفير هيراري "ضابط بجهاز الموساد - إسرائيلي الجنسية - هارب" تخابرا مع من يعملون لمصلحة دولة أجنبية "إسرائيل" بقصد الإضرار بالمصالح القومية لمصر. وكان المتهم الأردني قد تم إلقاء القبض عليه في أبريل الماضي عقب ثورة 25 يناير وجرى التحقيق معه بمعرفة فريق من محققي نيابة أمن الدولة العليا؛ حيث جاء إلقاء القبض عليه في ضوء ما رصده جهاز المخابرات العامة من أنشطة تخابر اضطلع بها وشريكه الإسرائيلي الهارب لصالح جهاز المخابرات الإسرائيلية. كان جهاز المخابرات العامة وهيئة الأمن القومي قد رصدا عن كثب أنشطة للمتهم الأردني بشار إبراهيم أبوزيد خلال العام الماضي؛ حيث تبين أنه يعمل مهندس اتصالات ومتخصصًا في الأقمار الصناعية والشبكات وقيامه بإجراء اتصالات مع الإسرائيلي أوفير هراري الضابط بجهاز المخابرات الإسرائيلية وتعدد مقابلاتهما خارج البلاد والاتفاق فيما بينهما على تمرير المكالمات الدولية المصرية الواردة للبلاد عبر الإنترنت داخل إسرائيل؛ وذلك بغرض السماح لأجهزة الأمن الإسرائيلية بالتنصت على تلك المكالمات والاستفادة بما تتضمنه من معلومات عن كافة القطاعات بالبلاد مما يضر بالأمن القومي المصري ويعرضه للخطر. وتبين من التحقيقات أيضًا أن الضابط الإسرائيلي المتهم كلف المتهم الأردني بشار أبوزيد بالبحث عن عناصر من المصريين المتعاملين في مجال تمرير المكالمات وعرض خدماته عليهم من بيع أجهزة ومعدات إسرائيلية الصنع تستخدم في هذا الغرض لصالح أجهزة الأمن الإسرائيلية، كما وجهه بالحصول على بيانات بعض العاملين في مجال الاتصالات في مصر خاصة العاملين في شركات المحمول المصرية والتي تسمح طبيعة عملهم بالسفر للخارج وكذا السعي لإقامة عَلاقات بالمذكورين بغرض فرز الصالح منهم للتجنيد والحصول منهم على معلومات فنية متخصصة تتعلق بطبيعة عمل الشبكات والمحطات الخاصة بشركات المحمول المصرية. وأكدت التحقيقات أن المتهم الأول بشار أبوزيد قام - بناء على تكليف من الإسرائيلي أوفير هيراري - بالبحث عن عناصر تتعامل في مجال تمرير المكالمات الدولية عبر الإنترنت الإسرائيلي خاصة بدول (مصر - سوريا - السعودية - السودان) مقابل عروض مالية مغرية. كما تابع المتهم الأردني الحالة الأمنية داخل مصر خلال أحداث ثورة 25 يناير ومتابعة تطورات الأحداث ورصد أماكن انتشار أفراد ومعدات القوات المسلحة وكذا تعرض المصريين لعمليات السلب والنهب وكيفية التصدي لها من خلال اللجان الشعبية وأخطر المتهم الثاني الإسرائيلي هيرارى بكافة التفصيلات.