فى كل عام تحتفل الكنيسة المصرية بليلة راس السنة الميلادية بدعوة نخبة من رجال الدين والسياسة من اجل إشاعة جو من البهجة والألفة والمودة ولا تخلوا هذه القائمة من شخصية محمد البرادعي مدير الوكالة الذرية السابق ورئيس جمعية التغيير لحضور القداس الأحتفالي بعيد القيامة المجيد والتى دابت الكنيسة على دعوته فيه منذ ما يقرب من خمسة أعوام متتالية لكن هذا العام فوجىء الجميع وبلا مقدمات عن إعلان أحد كبار الأساقفة بالكاتدرائية الكبرى بالعباسية أن الكنيسة لن تقوم بتوجيه الدعوة للبرادعي هذا العام وإن كان البرادعي بامكانه حضور القداس لكن دون دعوة من الكنيسة وهو بما يعنى بأنه وما زال الحديث على لسان رجل الكنيسة سيفاجأ بالوقوف بين الناس وسط الزحام الشديد وهو ما يعتقد أن البرادعي لن يقبله . وأضاف الأسقف : أن البرادعي يستطيع أن يقدم التهئنة صباح الاحد فى المقر البابوي وهو أمر أيضا لايحتاج لدعوات .. واعتبر الأسقف أن تصريحات البرادعى التي تطالب الاقباط بالتحرر من تأثير الكنيسة فى الأمور التى تهم السياسة أو التى تلتحم بالسياسة تأتى متناقضة مع توجهه للكاتدرائية لحضور القداس .. انتهت التصريحات لكنها فتحت بابا كبيرا للجدل حول موقف الكنيسة من الرجل وطبيعة الخلفية التى بني عليها هذا الموقف خاصة مع تساؤل الكثيرين عن أسباب تغيير البابا لوجهة نظرة فى البرادعي وما ان كانت هناك ضغوطا من جهات معينة على البابا خصوصا والكنيسة على وجه العموم سواء من قبل الدولة أو رجالها. يرى الدكتور عبد الحليم قنديل رئيس تحرير جريدة العربي الناصي السابق أن الكنيسة فى مصر أصبحت تلعب دورا مزدوجا و كيانا يحتوي كل المسيحيين بجميع طوائفهم بل وأصبح المسيحيون أنفسهم دولة داخل الدولة وذو علاقات قوية جدا بالرئيس مبارك الذي أصبح عصره عصرا ذهبيا للمسحيين على حساب باقى طوائف الدولة المصرية واضاف قنديل ان الكنيسة تحافظ على فكرة سياسية تتضمن الحفاظ على مبدأ التويث مقابل المزيد من الحقوق والاهتمام وبالتالي استطيع أن أجزم ان هناك تلميحات أمنية للكنيسة بعدم توجيه الدعوة للبرادعى . وحيد الأقصري رئيس حزب مصر العربي الاشتراكى يقول أن السبب فى عدم دعوة الكنيسة للبرادعي فى احتفالات رأس العام الميلادى هو توجهات أمنية خاصة وأن الكنيسة أصبحت على علاقة قوية للغاية مع النظام المصري الذى أعطاها دورا أكثر مما كانت تحلم به وهو ما يفسر حرص الكنيسة على توثيق علاقاتها مع النظام .