أكدت الخارجية الأمريكية أن مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، جيفري فيلتمان، "تلقى تطمينات" خلال زيارته الأخيرة للقاهرة ،تفيد بأن الحكومة المصرية لا تعتزم الانسحاب من معاهدة السلام مع إسرائيل. وقالت المتحدثة باسم الوزارة، فيكتوريا نولاند :"إن الولاياتالمتحدة ليست قلقة من أن تنسحب الحكومة المصرية من معاهدة كامب ديفيد أو أي شيء آخر"، مشيدة بموقف الحكومة المصرية بعد التوترات التي ظهرت على الحدود مع اسرائيل. وأشارت "نولاند" - خلال الموجز الصحفي اليومي الثلاثاء - إلى أن الحكومة المصرية أطلعت "فيلتمان" على الخطوات التي يتخذها المصريون الآن لمحاولة ضمان الأمن في جميع أنحاء مصر" وقالت :"من مصلحتنا جميعاً أن يكون الوضع الأمني على طول الحدود مستقراً وألا يقع المزيد من الخسائر في الأرواح." من جانبه قال "فلتمان" :"إن الإدارة الأمريكية على اتصال مع الجانبين المصري والإسرائيلي لاحتواء الموقف ،والتأكد من أن الوضع الأمني على الحدود سيكون مستقراً". وأضاف :"لدينا شراكات قوية مع مصر وإسرائيل ،ومن ثم فنحن على استعداد للقيام بكل ماهو مناسب للمساعدة في حل الوضع على الحدود بين البلدين". وفي سياق متصل، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلى، إيهود باراك، أن إسرائيل نجحت خلال الأيام القليلة الماضية في الخروج من "الكمين الاستراتيجي" الذي نصبه لها أعداؤها لتخسر علاقاتها مع مصر. وأكد باراك، في تصريحات نقلتها عنه صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن "أعداء إسرائيل أرادوا تدمير العلاقات بين مصر وإسرائيل من خلال هجمات إيلات الإرهابية وما تلاه من إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على الجنود المصريين المرابطين على الحدود، ولكن إسرائيل استوعبت الأمر، وبذلت الأيام الماضية جهوداً مضنية، بوساطة أمريكية، حتى لا تخسر علاقاتها بمصر "، مضيفا أنها "حريصة على استمرار هذه العلاقة ." وقال بارك :" من الحماقة أن ترضى إسرائيل بخسارة العلاقات الجيدة مع مصر أو تخاطر بفسخ اتفاقية كامب ديفيد للسلام، التى تمثل أكبر كنز استراتيجي لإسرائيل في المقام الأول، وبناء على هذا عملت القيادة الإسرائيلية على عدم السماح لأعدائها بتحميلها مسئولية تدهور الأوضاع الأمنية مع مصر، ونعمل الآن لاحتواء الأزمة مع القاهرة رغم حساسية الموقف بيننا الناتج عن الغضب الشعبي في مصر." ورداً على تراجع مصر في سحب سفيرها لدى إسرائيل ياسر رضا بعد الاعتذار الذي قدمته إسرائيل قال باراك : " إن إسرائيل لم تعتذر، وأنا أيضاً لم أعتذر رسمياً، ولكن ما حدث أنني أعربت فقط عن أسفي لفقدان حياة الإنسان نتيجة لخطأ عسكري من القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي المرابطة على الحدود المصرية، ويجري الآن التحقيق في ملابسات هذا الحادث، وجرى التنسيق مع مصر على إجراء التحقيقات الميدانية " . ولفتت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن حكومة تل أبيب تدرس بجدية في الوقت الحالي إبداء التعاون مع قوات الأمن المصرية في سيناء، ودراسة طلب مصري مقدم لها للسماح بزيادة قواتها في المنطقة الشمالية المتاخمة للحدود الإسرائيلية بهدف توسيع العمليات الأمنية ضد أي جماعات إرهابية في سيناء ، ولتأمين الحدود المشتركة بين البلدين .