الزعيم الراحل جمال عبد الناصر مع دخول موسم امتحانات الثانوية العامة فى مصر اعتادت البيوت المصرية على اعلان حالة الطوارئ والاستعداد التام لايام شاقة وعصيبة مليئة بالتوترات والخوف والحرص دائما على تجميع الدرجات التى ربما تهوى واحدة منها بصاحبها من أعلى كليات القمة إلى أدنى كليات القاع .. رعب الثانوية العامة قديم وازلى ودراجاتها عاشت وستعيش طريق يرسم خطى أصحابها .. لكن الغريب ان معظم السياسيين والرؤساء الاحزاب فى مصر لم يتخطوا حاجر ال 70 % فى الثانوية العامة بداية من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وحتى صاحب احدث الاحزاب السياسية على الساحة .. فالرئيس جمال عبد الناصر حصل على درجة البكالوريا –الثانوية العامة حاليا – في القسم الأدبي من مدرسة النهضة الثانوية بحي الظاهر بالقاهرة بمجموع قارب ال60% حيث كان مشغولا دائما بالمظاهرات و المسرح و القراءة . أما الدكتور أحمد زويل فقد حصل على الثانوية العامة من مدرسة دسوق الثانوية سنة 1962 في القسم العلمي و تحديداً علم علوم بمجموع 80% و فضل دراسة الكيمياء في كلية العلوم بجامعة الإسكندرية و حصل على البكالوريوس بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف عام 1967 ثم حصل على الماجستير من جامعة الإسكندرية. وإذا كان زويل قد حصل على 80% فإن محمد حبيب نائب المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين قد حصل على 68% ودخل كلية العلوم و حصل منها على البكالوريوس بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف .. محمد حبيب قال لنا بالحرف الواحد مكانش في دماغه حاجة غير الكورة و ماكنش يتوقع أن يبقى باحث في كلية العلوم . أما حسين عبد الرازق الأمين العام لحزب التجمع فحصل على 64.5 % بقسم علم رياضة ودخل الجامعة و كان ترتيبه ال 134 على مستوى مصر. البدري فرغلي عضو مجلس الشعب المعارض و الناشط استغرب من السؤال حول مجموعة فى الثانوية العامة و قال لنا في دهشة : أنا مرحتش ثانوية عامة أساساً .. أنا طالع من سنة سادسة ابتدائي .. و كمان معنديش عيال في الثانوية العامة أنا ماليش علاقة بالموضوع ده أنا مشغول ! د. ميلاد حنا رد وهو يعود بذاكرته مايزيد على ال 60 سنة للوراء : نعم .. افتكرت عندما وصلت في عام 1939للسنة الثالثة بالثانوية العامة أحضرت كتاباً عن النبات و الحيوان و أحضرت فئران و أرانب في البيت علشان أعمل عليهم تجارب طبية لأني كنت ناوي أدخل كلية الطب .. كان حلمي إني أبني عيادة كبيرة لأهلي في منطقة شبرا و أجعل الكشف بنصف فرنك .. المهم إن ناظر مدرسة التوفيقية ساعتها أحمد بيه نجاتي أصدر قراراً بدخول بعض طلاب القسم العلمي شعبة رياضة و البعض الآخر شعبة علوم و أنا كنت في شعبة رياضة و كنت عاوز أدخل شعبة العلوم .. حزنت جداً و طلبت من جدي الذي كان يعمل بالتجارة و لديه أطيان أن يذهب لناظر المدرسة يرجوه أن يقبلني بالقسم العلمي بحجة إنه عاوز يدخلني كلية الزراعة حتى أدير له أطيانه الزراعية .. الناظر رفض و قال له بالحرف الواحد : ليس الآن اترك الأمور للمستقبل .. لا أريد الرجوع في قراري بسرعة .. أنا زعلت جداً على زعل أمي و خالاتي و عماتي .. و أنا حلفت إني مش رايح المدرسة تاني . و دخلت كلية الهندسة بمجموع 75% بعد أن حصلت على 46 درجة من 50 في الطبيعة الفيزياء و هي أعلى درجة يحصل عليها طالب في مصر كلها في تلك الفترة .. و كانت هذه المادة مقررة على شعبتي الرياضة و العلوم بالقسم العلمي . د. ميلاد يقول إنه كان سعيد جدا عند سماعه النتيجة لأن هذا المجموع سمح له بأن يدخل كلية الهندسة و سمح له بدراسة اللغة الألمانية في الكلية والتى كانت مقتصرة في تلك الفترة على المتفوقين في الثانوية العامة .. الطريف أن دكتور ميلاد فشل في دخول كلية الطب واستطاع ان يكون أول من أسس لعلم أمراض المباني في كليات الهندسة بمصر. عبد الحليم قنديل الإعلامى الكبير ابتسم و قال لنا : إنه دخل جامعة المنصورة سنة 1974 بمجموع 91% قائلاً : ما كانش فيه حاجة اسمها 100% و مجاميع اليومين دول .. الثانوية العامة زمان كانت لها شدة و رنة .. و دلوقتي لا تزال تمثل مشكلة كبيرة لكل أسرة لكن مش زي زمان .. الكاتبة فوزية مهران تتذكر معنا مجموعها في الثانوية العامة و تقول : إنه كان 65% و حصلت عليه من مدرسة المنصورة الثانوية للبنات لذلك دخلت كلية الآداب قسم الفلسفة و أكملت دراستها به و ثقفت نفسها باللغات . الدكتور علاء صادق الناقد الرياضي المعروف و الذي عودنا دائماً على دقة و موضوعية معلوماته اكتشفنا أن دقته لا تقتصر على الرياضة فحسب بل إنه دقيق حتى في كلامه العادي حيث يقول : و الله أنا أخذت الثانوية العامة من مدرسة العباسية الثانوية بالإسكندرية في سنة 1971 بمجموع 88% .. و كان وقتها مجموع كبير طبعاً على عكس مجاميع هذه الأيام .. المهم دخلت كلية الطب جامعة الإسكندرية و الدنيا مشيت طبعاً و اتخرجت و الحمد لله .