أثار اعتزام الكثير من الجماعات الإسلامية المختلفة إطلاق قنوات فضائية الكثير من ردود الأفعال داخل الأوساط الدينية والإعلامية، حيث تخوف الخبراء من أن تؤدي هذه القنوات التي تمثل التيارات الفكرية المختلفة إلى صراعات بينهم وهو ما سنعكس سلبا على المشاهد العادي. قال الدكتور محمود علم الدين أستاذ الصحافة والإعلام بكلية الإعلام جامعة القاهرة أن مسالة اعتزام الجماعات الدينية المختلفة إنشاء قنوات فضائية ليست مشكلة لأنهم قد قاموا بعمل قنوات تمثل أفكار التيارات الدينية المختلفة منذ فترة طويلة وبالتالي إنشائهم لتلك القنوات ليس بالجديد ولا يستدعى الخوف مطلقا لان زيادة عدد القنوات هو أمر طبيعي في جو الديمقراطية الذي نعيشه. وأضاف علم الدين أن حالة الكبت التي كانت تعيشها هذه الجامعات في ظل النظام السابق لابد أن يتبعها انفجار، وبالتالي من الطبيعي أن يحدث تعارض وخلاف والقنوات الأصلح هي التي ستبقى، موضحا أن الخريطة الإعلامية بعد الثورة تحتاج إلى إعادة ترتيب ومن ضمنها الجانب الديني بحيث يعرض بشكل متوازي يعبر عن سماحة الإسلام، قائلا : إن القنوات من الممكن أن تكون أدوات تؤدى لإشعال الفتنة أو إلى إخمادها وتهدئة الأوضاع المهم هو طبيعة المحتوى وليس القناة نفسها. وعلق الدكتور محمد حبيب نائب المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين على القضية قائلا: إن الإسلاميين قد قهروا فيما سبق وتم إقصائهم عن الضوء والظهور في الحياة السياسية وأجواء الحرية والديمقراطية وأنه من الطبيعي وبعد التخلص من النظام الديكتاتوري فان ظهورهم هو حق طبيعي لعرض أفكارهم وتوجهاتهم حول كافة القضايا السياسية والدينية والاجتماعية والاقتصادية. وعن الاختلاف بينهم، قال حبيب: من الطبيعي أن يكونوا مختلفين لان سنة الله سبحانه وتعالى قد قامت أساسا على الاختلاف حيث قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119) . مضيفا لذلك فالاختلاف هو سنة الله سبحانه وتعالى ولا داعي للانزعاج أو الخوف والاختلاف سوف يثرى الحياة السياسية ويجعل هناك تنافس محمود والمهم هو أن لا يتحول إلى صراع وان نضع الأسس التي ستجعل الكل يتدبر هذا الاختلاف بقدر من الحكمة والعقل والرشد. ومن جانبه، قال الدكتور ناجح إبراهيم القيادي بالجماعة الإسلامية وعضو مجلس شورى الجماعة انه ينبغي على اى حركة إسلامية عندما تنشئ قناة أن لا تقصرها على الخطاب الديني الموجه لأبنائها فقط ولكن يجب أن توجهه إلى كل الأفراد والتيارات الليبرالية والعلمانية والغرب والشرق وكافة التيارات، لأنها يجب أن تمثل كل التيارات والأفكار والاتجاهات. وأشار إبراهيم إلى أنه قد سبق وتعرض للنقد في موقع الجماعة بسبب استضافته لكل التيارات الموجودة في المجتمع على صفحات الموقع، موضحا أنه قال: إننا يجب أن نمثل كل التيارات والكل يجب أن يقول رأيه بعيدا عن العقائد الدينية وعندما نتحدث عن الفكر والعقيدة فنستضيف من يتوافق معها. وأنهى كلامه أن أي قناة تعتمد على الوعظ الديني فقط فإنها ستفشل لان الوعظ الديني موجود في كل مكان فلا يحتاج لقناة خاصة ويمكن أن يقال إذاعيا. أما حسين البحيرى المستشار القانوني لجماعة الدعوة السلفية، فقال ليس هناك مشكلة أن تنشا كل جماعة إسلامية قناة فضائية تمثل فكرها لان الفكر الديني والعقيدة لدى الإخوان او الجماعة الإسلامية او الدعوة السلفية هي واحدة وهى عقيدة الدين الإسلامي ولكن الاختلاف في الفكر والعمل السياسي فقط وليس في الدعوة الإسلامية نفسها، إذا فليس هناك مشكلة في إنشاء العديد من القنوات الدينية الإسلامية ففي النهاية كلنا مسلمون والعقيدة واحدة .