تمر جماعة الإخوان المسلمين بمرحلة حذرة تشهد خلالها الجماعة الكثير من الانتقادات والتحذيرات خاصة أنها تعتبر في الوقت الحالي الأقوى على الساحة السياسية في مصر، وكان آخر أزمة واجهتها الجماعة هي عدم مشاركتها في جمعة الغضب، حيث تحدث البعض عن وقوع انشقاقات داخلها من قبل فريق كبير من الشباب الذين يسعون لإحداث تغيير على سياسة الجماعة. نفى نائب المرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين» في مصر الدكتور رشاد بيومي حدوث انشقاقات داخل الجماعة، خصوصاً بين شبابها، بعد قرار الجماعة الانسحاب من «ائتلاف شباب الثورة» على خلفية عدم مشاركتها في تظاهرات جمعة الغضب الثانية، فيما استغرب الهجوم الذي تتعرض له الجماعة بسبب مواقفها الأخيرة، معتبراً أنه «تجنٍ لا يليق بالنخبة». وكان ناشطون انتقدوا هجوم «الإخوان» على الداعين إلى تظاهرات «جمعة الغضب الثانية» الأسبوع الماضي التي اعتبرتها الجماعة «إما ثورة ضد الشعب، أو محاولة للوقيعة بين الشعب والجيش»، لكن مجموعات من شباب الجماعة شاركت في التظاهرات. ورأى مراقبون في هذا الهجوم محاولة من «الإخوان» للتقرب من المجلس العسكري الحاكم طمعاً في الوصول إلى السلطة. وأثار موقف «الإخوان» من «جمعة الغضب الثانية» وانسحابهم من «ائتلاف شباب الثورة» استياء لدى قطاعات من الشباب داخل الجماعة. وقال ممثل «الإخوان» في الائتلاف محمد القصاص إنه وزملاءه يرفضون الانسحاب من الائتلاف، مشيراً إلى أنه فوجئ بالقرار ولم يتبلغه من أي من قيادات الجماعة بل علم به من وسائل الإعلام. وشدد على أن «شباب الائتلاف من الإخوان لن ينصاعوا لقرار قيادة الجماعة الذي اتخذ من دون حوار مع الشباب». وإزاء تزايد الحديث عن انشقاق شباب الجماعة، قررت قيادتها تكليف نائب المرشد خيرت الشاطر بعقد لقاءات مع الشباب في مختلف المحافظات والحوار معهم في شأن مطالبهم ورؤاهم. لكن بيومي نفى أي انشقاقات داخل الجماعة. وقال: «لا يجب أن يفسر معنى خروج البعض عن قرارات القيادة بأنه انشقاق، نحن انسحبنا من ائتلاف شباب الثورة ومن لا يلتزم بالقرار فهو لا يمثل الإخوان». وأكد أن «لا علاقة بين لقاءات الشاطر مع شباب الجماعة والحديث عن انشقاقات داخلها»، موضحاً أن «مثل هذه اللقاءات يعقد دورياً». وكان مرشد «الإخوان» محمد بديع قال في تصريحات للتلفزيون الرسمي إن «الخلاف داخل الجماعة طبيعي يدل على تنوع الآراء». وأوضح أنه جلس مع أكثر من 900 من شباب «الإخوان» لتلقي اقتراحاتهم، مشدداً على «عدم وجود صفقات سياسية بين الإخوان والمجلس العسكري الحاكم... الإخوان لا يعقدون صفقات سوى مع الشعب». وحرص الجيش أيضاً على نفي «الانحياز» للإسلاميين. وشدد على أن «القوات المسلحة تتعامل مع القوى الوطنية كافة من دون انحياز أو إقصاء لأي منها لتحقيق التوافق الوطني، ولن تنحاز إلا لمن يوافق عليه الشعب من خلال صندوق الانتخابات، ولن تسمح لأي من كان بالقفز على السلطة من دون موافقة الشعب». وفي سياق آخر، نشرت شبكة «برق» الإخبارية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بيانا لشباب من الإخوان المسلمين نفوا فيه وجود قسم داخل الجماعة يسمى " شباب الاخوان". مؤكدين أنه ليس من حق أي شخص أو كيان التحدث بإسم شباب الإخوان أو إدعاء تمثيلهم . وأوضح البيان أن الشباب يرفضون رفضا قاطعا الزج باسم "شباب الإخوان" في أية خلافات داخلية كانت أو خارجية أو إقحام "شباب الإخوان" في أية مساجلات إعلامية. وأضاف الشباب في بيانهم أن الإخوان المسلمون بشر يخطئون ويصيبون , فقياداتنا تخطئ وتصيب وشبابنا أيضا يخطئ ويصيب وليس هناك من هو منزه أو معصوم عن الخطأ والفيصل في ترجيح رأي على رأي هي الشورى التي يتوجب على الجميع احترامها . ودعا الشباب جميع وسائل الإعلام إلى الالتزام بالمعايير الصحفية والمهنية السليمة والتوقف عن الحديث عن كيان وهمي غير موجود على أرض الواقع يدعى "شباب الإخوان".