أكدت القوى السياسية أن المشاركين في مظاهرات الأمس المعروفة إعلاميا ب"جمعة الغضب الثانية" بلغت ربع مليون متظاهر، مشددة على أنها نجحت في تحقيق أهدافها. جاء ذلك ردا علي ما بثته قناة العربية حول فشل ثورة الغضب المصرية الثانية في حشد المتظاهرين لأول مرة منذ 25 يناير، حيث لم يشارك أكثر من 45 ألف متظاهر. وشددت الاتحادات والائتلافات والأحزاب السياسية المختلفة المشاركة في الثورة أن تظاهرة الأمس نجحت في تحقيق أهدافها الإستراتيجية علي أرض الواقع، مدللة على ذلك بفرض مبدأ الاعتصام على المجلس العسكري الحاكم، علاوة اعتراف الإعلام المصري بنجاح مطالب المتظاهرين والتي تصدرت الصفحات الأولى في كل الجرائد القومية والخاصة، مشيرا إلى أنه ما زال هناك المئات من المعتصمين بالميدان حتى الآن. طالب المتظاهرون بميدان التحرير أمس بإعدام الرئيس المخلوع حسنى مبارك ووزير الداخلية الأسبق اللواء حبيب العادلي بتهمتي الخيانة العظمى وقتل شهداء الثورة, كما طالبوا بإقالة نائب رئيس الوزراء الحالي يحي الجمل. كما طالبوا بمحاكمة المستشار جودت الملط رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات؛ لقيامه بإخفاء تقارير فساد الرئيس السابق وأعوانه، وكذلك منعه للرقابة على رئاسة الجمهورية ووزارة الداخلية ومجلس الوزراء وعدم قيامه بإبلاغ النائب العام بأي تقارير فساد على مدى 12 عاما طوال فترة رئاسته للجهاز . وكذا طالبوا بمحاكمة الفريق أحمد فاضل رئيس هيئة قناة السويس بسبب ما تردد عن تخصيص عائدات الهيئة لصالح رئاسة الجمهورية, حسب تعبيرهم. وردد المتظاهرون هتافات "إحنا شباب مصر الجايين.. قلبنا جامد مش خايفين"، "الشرعية من التحرير.. لسه الثورة ليها مطالب"، وتعتبر أبرز مطالب جمعة الغضب الثانية: تطهير البلاد من رموز الفساد والتعجيل بالمحاكمات العلنية وإقالة رؤساء الجامعات والمحافظين من النظام السابق وإصدار قرارات سريعة تساعد على حل مشكلة البطالة ورغيف العيش وأنابيب البوتاجاز. يذكر أن العديد من الأحزاب والتيارات السياسية قد عارضت مظاهرات "جمعة الغضب الثانية" ومن بينها جماعة الإخوان والتيار السلفي والجماعة الإسلامية وحزب الوفد، وحزب السلام الديمقراطي، وتحالف ثوار مصر، وشباب ثورة مصر الحرة، وائتلاف العاملين بالدولة، وجمعية محبي مصر السلام، والجماعة الإسلامية، وحزب شباب التحرير،ومجلس أمناء الثورة، واللجنة التنسيقية للثورة.