أخيراً انفرجت أزمة المدارس القومية.. بعد أن قضت محكمة القضاء الإداري الليلة الماضية بوقف قرار وزير التربية والتعليم رقم 475 لسنة 2010 في القضية رقم 6150 لسنة 65ق المرفوعة ضد وزير التربية و التعليم أحمد زكي بدر من ولي أمر طالبة للمطالبة بإلغاء قرار الوزير بتحويل مدرسة ابنته من كلية النصر للبنات القومية إلي مدرسة تجريبية. استمعت المحكمة إلي أقوال الشهود من مدرسي المدرسة وطالباتها وبعض الإداريين.. وكانت المفاجأة حضور عدد من مدرسي المدارس التجريبية الأخري التابعة لوزارة التربية والتعليم طواعية للإدلاء بشهادتهم عن مدي تدهور العملية التعليمية بالمدارس التجريبية وليس كما يقال انها مدارس متميزة. عمت فرحة غامرة الآلاف من الطلبة وأولياء الأمور بالمدارس الثلاث القومية وهي مدرسة النصر للبنات "E.G.C" ومدرسة النصر للبنين "E.B.S" ومدرسة ليسيه الحرية.. والذين نظموا مظاهرة حاشدة بها أكثر من 5 آلاف من أولياء أمور الطلاب منذ الساعة التاسعة صباحاً وحتي الساعة السابعة مساء موعد صدور حكم المحكمة الإدارية. ظلت طالبات مدرسة "E.G.C" طوال الليل في اعتصام مفتوح أمام مدرستهم وفي الصباح ذهب الآلاف من أولياء الأمور إلي منطقة سموحة أمام محكمة القضاء الإداري بينما بقت الطالبات أمام المدرسة ورفضوا المغادرة خوفا من دخول لجنة من وزارة التربية والتعليم إلي المدرسة والاستيلاء عليها.. وظل اعتصام الطالبات وأولياء أمورهن حتي صدور الحكم.. ثم انقلبت إلي أفراح في كل مكان. وعلي جانب آخر تقدم 16 من أعضاء مجلس الشعب بطلب احاطة عاجل إلي وزير التربية والتعليم بخصوص القرار رقم 475 لسنة 2010 لتحويل المدارس القومية إلي تجريبية.. وذلك للطعن بعدم مشروعيته وصدوره في وقت غير ملائم مما يضر بمصالح الطالبات والطلبة وأولياء أمورهم. أكد عبدالحليم علام وكيل اللجنة التشريعية والدستورية بمجلس الشعب والنائب عن الإسكندرية أن د.أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب أحال الطلب المقدم من أعضاء مجلس الشعب ضد وزير التربية والتعليم إلي لجنة مشتركة من التعليم والتشريعية بمجلس الشعب لبحث ودراسة مدي قانونية القرار الذي أصدره وزير التربية والتعليم.. وأشار علام إلي انه فور تقديم طلب الاحاطة العاجل تقدم وزير التربية والتعليم إلي مجلس الشعب بمستندات تؤيد من - وجهة نظره - ملكية وزارة التربية والتعليم للمعاهد القومية حيث ان المستندات منسوبة إلي عام ..1973 وفي المقابل تقدم أعضاء مجلس الشعب بالإسكندرية بمستندات تؤكد أن المعاهد القومية ملك للجمعيات التعاونية وليس لوزارة التربية والتعليم.. موضحاً أن اللجنة المشتركة ستقوم بدراسة وبحث المستندات المقدمة من كلا الطرفين . ويقول رمضان جاويش المحامي وولي أمر الطالية جويرية رمضان جاويش بأنني قمت برفع الدعوي القضائية للمطالبة بإلغاء قرار وزير التربية والتعليم رقم 475 لسنة 2010 ووقف بجانبي العديد من المحامين أولياء أمور الطالبات وكذلك المحامون المتطوعون وعلي رأسهم علي القسطاوي المحامي حتي صدر بفضل الله حكم المحكمة الإدارية بوقف تنفيذ قرار وزير التربية والتعليم المطعون فيه وما يترتب عليه من آثار لحين الفصل في الشق الموضوعي وأحكام القضاء الإداري واجبة النفاذ وحكم المحكمة يعني إعادة الحال إلي ما كان عليه قبل القرار. وقد أقر الحكم أن البادي من مطالعة هذه المخالفات ليست علي قدر من الجسامة علي نحو يبين للوزير سلطة حل وتصفية الجمعية التعاونية لمدارس النصر القومية وتحويلها إلي مدارس تجريبية متميزة وهذا يكون إعدام للشخصية القانونية لها. أكد أيمن سالم مصطفي المحامي وولي أمر طالبة بالمدرسة انه من أسباب الطعن علي القرار أن هذا القرار يشمل أسباب هدمه لأنه لم يبن علي أسس قومية سليمة حال كون القرار الإداري كائنا ما كان له غاية لا يحيد عنها وهي مراعاة الصالح العام فاذا اصطدم القرار مع الصالح العام أصبح قراراً جائراً منطويا علي تعسف قرار السلطة جدير بالغائها. وأشارت منار عوض محامية وولية أمر طالبة إلي أن الوزير لم يثبت المخالفات التي نسبها إلي مجلس إدارة المدارس القومية والتي اتخذ بشأنها وضدها الإجراء القانوني ولم يقدم لنا ما هو الإجراء الذي اتخذه ضد هؤلاء المخالفين وهل انتهت التحقيقات إلي إدانتهم وهل صدرت أحكام ضدهم. أكد رمزي السيد محاسب قانوني بعد صدور الحكم ان القضاء المصري الشامخ قال كلمته الحق وأنصفنا وقبل الطعن المقدم ضد وزير التربية والتعليم والحمد لله بعد أن غمرتنا الفرحة جميعا بعد الضغوط النفسية والعصبية الشديدة التي تعرضنا لها وأولادنا من القرار. وعلي سياق متصل شهدت مدرسة النصر للبنات أفراحاً عارمة وزغاريد وألعاباً نارية عبرت الطالبات وأولياء الأمور بها عن فرحتهم الغالية والتي وصفوها بأنها جاءت بعد عذاب وتعب وحرق أعصاب وأكد أولياء الأمور بأنهم طوال الخمس أيام الماضية لم يذوقوا خلالها طعم النوم وتشتت تفكيرهم ومنهم من انقطع عن العمل تضامنا مع أبنائهم الذين وصفوهم بالمناضلين لأنهم لم يملوا أو يكلوا في الدفاع عن حقهم المشروع. وتعانقت الطالبات مع بعضهن وكل منهن تهنئ الأخري كأنه يوم عرسها واحتفل أولياء الأمور والطلبة والطالبات حتي ساعة متأخرة من الليل بمظاهر عديدة من الفرح وغنوا بالانجليزية والعربية ورددوا شعارات النصر مشيدين بالقضاء "زكي بدر.. زكي بدر حكم القضاء هو العدل" وناشد أولياء الأمور بعضهم بأداء صلاة الجمعة في المدرسة وبعدها يجتمعوا لتحديد أدوار مجلس الآباء والجمعية العمومية وإدارة المدرسة.