كان السفر في السبعينيات من القرن الماضي إلي الصعيدمعاناة ما بعدها معاناة. فعدد القطارات قليل جداً. ومعظمها درجة ثالثة. وكان الفوز بموضع قدم في العربة أمل يحتاج إلي الكفاح والمثابرة. أما من فاز بمساحة ولو صغيرة علي الرف المخصص للأمتعة.. فهو يعتبر نفسه في رحلة جميلة. الآن تغير الوضع تماماً في الصعيد.. فبداية من الثمانينيات وحتي الآن حدثت طفرة غير مسبوقة في خدمات السفر إلي الصعيد. فعدد القطارات أصبح كثيراً جداً. وهي متنوعة من الثالثة. والثانية. والمكيفة وعربات النوم. وفي أي موعد تريد السفر سوف تجد مقعداً مريحاً. أيضاً حدث تطور في خدمة الاتصالات.. ففي السبعينيات كان التليفون أمراً بعيد المنال. ولا يتوافر إلا لدي عدد قليل. وبداية من الثمانينات حدثت طفرة هائلة. وأصبح التليفون يوجد حتي بالقرب من الأفران في البيوت. والمحمول أصبح مع كل فرد. وأتذكر أنه لم يكن عندنا في مركز ادفو بأسوان سوي مستشفي أميري واحد. الآن توجد عدة مستشفيات وبها مختلف التخصصات.. بل انتشرت كليات الطب في الصعيد.. ووجودها يُعد رمزاً وعلامة للطفرة الصحية التي تشهدها المناطق المحيطة بها. المناطق الصناعية.. انتشرت في كل محافظات الصعيد.. وهذا يعني توفير الآلاف من فرص العمل.. وساهم في جذب الاستثمارات إلي جنوبالوادي شق اطلرق التي تربط محافظات الصعيد بالبحر الأحمر. الصعيد شهد في السنوات الأخيرة نهضة لم يشهدها في تاريخه.