لدي كل المواطنين في مصر استعداد تام لشراء رغيف عيش طباقي بعشرة قروش أو عشرين قرشاً أو حتي 25 قرشاً بشرط أن يكون الرغيف صالحاً للاستهلاك الآدمي.. أي أن يكون حجمه ووزنه معقولين. وأن يكون خالياً من الشوائب والعيوب في العجينة وأن يكون نضجه كاملاً. أقول هذا بمناسبة موافقة بعض المحافظات علي منح تصاريح بتشغيل مخابز بلدية لإنتاج رغيف طباقي بعشرين قرشاً وآخر بعشرة قروش. وفي مقدمتها محافظة القليوبية.. في الوقت الذي امتنعت فيه عن منح تراخيص لمخابز تنتج رغيفاً مدعماً سعره خمسة قروش والاكتفاء بالمخابز الموجودة حالياً. طبعاً هذا التوجه يعني التخلي عن الرغيف المدعم شيئاً فشيئاً أو علي الأقل خفض الدعم له بحيث لا تتحمل خزانة الدولة مليارات الجنيهات التي ترصد له كل عام. ورغم ذلك فإننا من منطلق المصلحة العامة نؤيد إنتاج رغيف طباقي ليس بعشرة قروش فقط وإنما بعشرين قرشاً بالشروط التي سبق ذكرها وأن يكون متوفراً في كل مكان وفي كل وقت. سوف يقول البعض انني أتخلي بذلك عن سياسة الدفاع عن فقراء مصر وأحملهم ما لا يطيقون في ظل ارتفاع أسعار كل شيء وفي ظل ضعف الدخل للأسرة والأفراد. وأقول إن الفقراء لا يجدون الرغيف المدعم لأن الدقيق يباع في السوق السوداء وهو الدقيق الذي ينتج به حالياً "رغيف طباقي" بخمسين قرشاً تحت علم وبصر الحكومة.. رغم أنه لا يتكلف عشرة قروش ويقبل عليه كثير من المواطنين لأنهم لا يجدون غيره. إن مافيا الدقيق المدعم في مصر تفوق أي تصور.. وهي مافيا تستفحل يوماً بعد يوم.. والحكومة عاجزة عن تفكيكها.. لأنها تضم بعض موظفيها الذين حققوا منها ثروات كبيرة. ونحن كمواطنين مستعدون أن نتحمل عشرة قروش أو عشرين قرشاً سعراً لرغيف صالح للاستهلاك الآدمي ونستطيع الحصول عليه بسهولة بدلا من أن نشتري رغيفاً ب50 قرشاً كنا نحصل عليه حتي وقت قريب بعشرين قرشاً فقط. وما لم يكن هناك حل لمشكلة رغيف الخبز سوف نشتريه قريباً بجنيه وهو بنفس الحجم و نفس المواصفات الحالية !! وسوف يلحق بأسعار اللحوم البلدية التي استقرت عند 65 جنيهاً للكيلو والسكر الذي استقر عند سبعة جنيهات وغيرهما من المواد الغذائية.