شهدت المدينة الشبابية بالأقصر فعاليات ملتقي الشباب العربي الافريقي الدولي الثالث علي مدار الأسبوع الماضي والذي نظمه الاتحاد العربي للشباب والبيئة تحت رعاية عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية بالتعاون مع المجلس القومي للشباب والمنظمة الإسلامية للعلوم والثقافة "الايسيسكو" والشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي تحت شعار "بيئة الأنهار.. نموذج حوض نهر النيل" بمشاركة 500 شاب وفتاة يمثلون 31 دولة عربية وافريقية و15 جامعة مصرية والاتحاد العام للكشافة والمرشدات ومنظمات من المجتمع المدني العربي. أكد مجموعة من الشباب المشارك في الملتقي علي تعرفهم علي الأبعاد التاريخية والجغرافية.. لمشكلة مياه النيل وأن مهمتهم شرح هذه الحقائق ونشرها في بلادهم. أشاد كل من عبدالقادر آدم علي عبدالله سعيد "الصومال" وندا ويزي حسين "بوروندي". ومحمد عيدي علي "جيبوتي" وعبدالله عبدالرحمن وأنجد عثمان "السودان" بفكرة الملتقي خاصة انه ضمن الاحتفال بالعام الدولي للشباب وكانت فرصة كبيرة لنجتمع من 31 دولة عربية وافريقية. لنتواصل بصورة حضارية ومناقشة قضية المياه تحت شعار بيئة الأنهار.. نموذج نهر النيل فكانت فرصة للتعرف علي الأبعاد التاريخية والجغرافية لدول حوض النيل وكذلك مبادرة حوض نهر النيل التي قدمت من مصر وكيفية التكامل الاقتصادي فيما بيننا بالاضافة إلي كرم الضيافة الذي يتسم به الشعب المصري ويظهر ذلك جليا في كل مكان نزوره. قال كل من سرنج حامد تصريف "السنغال" وأحمد محفوظ "النيجر" اسحاق محمد مصطفي "نيجيريا" وفاضل منصور "تنزانيا" ورمضان عبدالرحمن حسن جامعة الأزهر. وأمل العبو. ودانية رفيق "لبنان" ان الملتقي نجح بامتياز في تحقيق أهدافه وتقريب وجهات النظر بين شباب هذه البلدان المشاركة في مشكلة مياه نهر النيل وسنكون سفراء في بلداننا لطرح الحقائق ووجهات النظر المختلفة في قضية المياه والقضايا الفرعية الأخري من خلال جلسات الدردشة فيما بيننا وأثناء زياراتنا للمعالم السياحية والأثرية في محافظة الأقصروأسوان وأهمها معبد الكرنك وحتشبسوت ووادي الملوك والملكات ومتحف الأقصر والنوبة بأسوان والسد العالي العظيم الذي انبهرنا برؤيته. ومن طلبة الجامعات المصرية أجمع كل من رامي محمود وعبدالرحمن عمرو وأحمد الشيمي ومحمود حسن وأحمد محمود محمد ورمضان عبدالرحمن حسن وياسمين بكر ونهي إبراهيم المحامية ان الحوار هو السبيل الوحيد للتعرف علي المشاكل والقضايا المطروحة علي الساحة فمثل هذه الملتقيات التي تتضمن الطابع العلمي والتعليمي والعملي بالاضافة إلي برامج الزيارات للمعالم السياحية والأثرية في الأقصروأسوان والتي تضم ثلث آثار العالم لتعريف الشعوب الافريقية والعربية بحضارة مصرنا الغالية والتراث والتاريخ الذي نمتلكه فضلا عن التنظيم الجيد لهذا الجمع الذي يضم 500 شاب وفتاة من بلدان مختلفة في العالم الذي ترك أثرا طيبا في نفوس الجميع والتمني بالعودة مرة أخري إلي مصر في ملتقيات أو بالزيارة للمعالم السياحية والحضارية التي تشهد بأن مصر أم الحضارات. ومن الكشافة المصرية شدد كل من تامر موسي وعلاء رمضان وحمدي منصور علي توصيات الملتقي حتي نزيد من الترابط بين أبناء الوطن العربي والافريقي خاصة زيادة مساحة الرقعة الزراعية والحفاظ علي البيئة بشكل عام. أكد د. سمير فرج محافظ الأقصر علي ضرورة الاندماج في التجمعات والكيانات العربية والافريقية حيث انه لا مكان للأنظمة الفردية في العالم الذي نعيشه اليوم مؤكدا ان المحافظة تضم ثلث آثار العالم وانها عاصمة الحضارة منذ 5 آلاف سنة. موقع الكتروني دعا د. مجدي علام رئيس الاتحاد العربي للشباب والبيئة إلي إنشاء صندوق لتمويل المشروعات الصغيرة في دول حوض نهر النيل للحفاظ علي البيئة والتنمية المستدامة من خلال المجتمع المدني في هذه الدول بالاضافة إلي إنشاء صندوق لآلية التنمية النظيفة لتكون هناك بيئة نظيفة دون تلوث وطالب الكشافة العربية بتشكيل فرق كشافة النيل كوسيلة للتقارب بين الشباب العربي الافريقي. ووعد علام ان الاتحاد سيتبني إنشاء موقع الكتروني بعنوان الشباب والبيئة العربي الافريقي بهدف التواصل والحوار بين هذه الدول. إلي جانب دعوة الصندوق الاجتماعي للتنمية المصرية بإنشاء صندوق تمويل للمشروعات الصغيرة في مجال ترشيد استهلاك المياه يستفيد منه الشباب العربي الافريقي. أكد رئيس الاتحاد العربي للشباب والبيئة ان هناك تنسيقاً يتم حاليا مع وزارات الثقافة والآثار في دول حوض نهر النيل بهدف التوعية بآثار وتراث شعوب هذه المنطقة وان محافظة أسوان مرشحة لاقامة متحف لحضارات حوض نهر النيل. وحرص اللواء أحمد المصاروة رئيس المجلس الأعلي للشباب والرياضة بالأردن ونائب رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب العرب علي عرض مشروع استراتيجية السياسة الوطنية للشباب العربي التي لم تقر بعد في الجامعة العربية بهدف السعي لتمكين الشباب العربي اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا إلي جانب تحقيق المرونة والتعاون بين الشباب العربي وأن يكون للعمل الشبابي مرجعية للدول العربية والافريقية مشيرا إلي التحديات التي تواجه الشباب ودور الحكومات والمنظمات الشبابية في التصدي لها وفي مقدمتها البطالة والفقر والتشغيل والحفاظ علي البيئة والانتماء والحفاظ علي التقاليد والعادات والموروثات العربية والإسلامية. أكد د. عاطف عبدالمجيد الأمين العام للمنظمة الكشفية العربية علي دعم الكشافة لأوجه التنمية في دول حوض نهر النيل من إقامة مثل هذه الملتقيات التي تكون جسرا للتواصل بين أبناء هذه الدول. ومن جانبه أوضح د. عماد الدين عدلي رئيس المنتدي الدولي لدول حوض نهر النيل ان هناك ثلاثة محاور أساسية يسعي المنتدي إلي تحقيقها بداية من الحوار والتعاون علي جميع المستويات بين دول حوض نهر النيل حتي نتفادي المشكلات التي يتعرض لها نهر النيل من أثر التغيرات المناخية والتي قد تنذر بحدوث جفاف وندرة في المياه بالاضافة إلي إقامة مشروعات مشتركة بين الدول وتنفيذ برامج محددة تدعم فكرة الدبلوماسية الشعبية. وحث د. مصطفي عيد ممثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الايسيسكو الشباب علي التحلي بالمثل والقيم الحميدة والعادات والتقاليد وعدم تقليد الغرب بما هو غير مناسب علي مجتمعاتنا العربية والإسلامية والافريقية. ورحب المهندس محمد هيبة أمين شباب الحزب الوطني بالشباب العربي والافريقي المشارك في الملتقي بمصر متمنيا لهم الاستفادة من البحوث والدراسات وورش العمل التي تقدم لهم علي مدار إقامة الملتقي خاصة ان الشباب هم أمل الحاضر وقادة المستقبل وأن تدوم العلاقات العربية العربية والافريقية العربية. حملة زراعة مليون فدان من ناحيته دعا د. الوليد سيد محمد رئيس مكتب المؤتمر الوطني السوداني بالقاهرة إلي تبني اطلاق حملة عربية افريقية لزراعة مليون فدان علي غرار الحملة الدولية للأمم المتحدة لزراعة المليار شجرة موضحا ان السودان تمتلك أكثر من 200 مليون فدان صالحة للزراعة لم يستغل منها إلا 35% فقط من هذه المساحة مشيرا إلي أن السودان سلة غذاء العالم حيث الأمطار الغزيرة والأرض الخصبة الصالحة للزراعة. طالب جامعة الدول العربية والمنظمات الشبابية بتبني هذه الفكرة حتي يتغير شعارنا اننا نزرع ليس لنأكل فقط وإنما نزرع لنأكل ونصنع ونصدر من أجل نهضة أمتنا العربية والافريقية. أكد د. سيد خليفة رئيس الادارة المركزية للتشجير والبيئة بوزارة الزراعة ان حصة مصر من مياه نهر النيل 55 مليار متر مكعب ونسبة مياه الصرف الصحي 8 مليارات متر مكعب وأن 20% من هذه النسبة يتم معالجتها فقط بما يعادل 2.8% و5 مليارات متر مكعب غير معالجة. موضحا ان الحكومة المصرية وضعت خطة خمسية من بداية عام 2007 حتي 2012 في الموازنة العامة للدولة تقدر بحوالي 55.7 مليار جنيه لمياه الشرب والصرف الصحي وإقامة الغابات الخشبية. أشار إلي أن مشروع الغابات الخشبية وفر 2000 فرصة عمل دائمة و2000 فرصة عمل مؤقتة و3 آلاف بنظام العمالة اليومية ونقدم من خلال إقامة هذا المشروع نموذجاً للمستثمرين للدخول فيه. قال د. ممدوح رشوان الأمين العام للاتحاد العربي للشباب والبيئة ان الأممالمتحدة ستجعل العام القادم عام الغابات تحت شعار انت المفتاح وسيوجه نشاط الاتحاد علي المستوي العربي في تنمية هذه الأفكار مشيرا إلي انه بسواعد شباب الملتقي في غابة الصداقة الخشبية بأسماء وفود الدول والهيئات والمنظمات الشبابية والجامعات المشاركة في الملتقي. أضاف ان الملتقي ناقش عدة محاور منها مبادرة حوض نهر النيل والعلاقات التاريخية والثقافية بين دول الحوض وكذلك سبل تعزيز التعاون الشبابي المشترك فيما بين هذه الدول والتحديات البيئية والتنموية في هذه الدول وكيفية التكامل الاقتصادي بين هذه الدول ومناقشة مجال الإعلام البيئي وأثره في الوعي المجتمعي لهذه الدول. أشار إلي أن الدول التي شاركت من دول حوض نهر النيل هي السودان وأوغندا وتنزانيا وكينيا ورواندا واثيوبيا وبوروندي والكونغو واريتريا والدولة المضيفة مصر ومن الدول العربية السعودية والكويت وليبيا وسوريا ولبنان والأردن وتونس والمغرب بالاضافة إلي عدد من دول الاتحاد الافريقي. الدبلوماسية الشعبية أوضح فتحي فرغلي رئيس الاتحاد العام للكشافة والمرشدات أهمية الدبلوماسية الشعبية بين الدول لانها تلعب دورا مهما في تنمية العلاقات والتجانس والتعاطف بين شعوب هذه الدول وتسعي إلي حل المشكلات التي قد نتعرض لها خاصة قضية المياه والحركة الكشفية تساهم بدورها كحركة عالمية في تنمية الوعي البيئي والقيام بتبني حملات الحفاظ علي نقطة المياه. أشاد ناصر المصري ممثل دولة الكويت بالملتقي بفكرة وشعار الملتقي وهو بيئة الأنهار.. نموذج نهر النيل وانه لم ير تجمعا في حياته بهذا العدد والذي بلغ 500 شاب وفتاة من 31 دولة عربية وافريقية إلا في هذا الملتقي وقدم الشكر للرئيس حسني مبارك علي قيادته الحكيمة لقضايا الأمة العربية والإسلامية وان مصر هي أم الدنيا رغم أنف الحاقدين. رحب المهندس محمد هيبة أمين شباب الحزب الوطني بالشباب العربي والافريقي المشارك في الملتقي بمصر متمنيا لهم الاستفادة من البحوث والدراسات وورش العمل التي تقدم لهم علي مدار إقامة الملتقي خاصة ان الشباب هم أمل الحاضر وقادة المستقبل وأن تدوم العلاقات العربية العربية والافريقية العربية. أكدت د. جيهان البيومي أستاذ مساعد كلية الآداب بجامعة حلوان ان هذا المؤتمر الشبابي العربي الافريقي لعب دورا ايجابيا هاما في تفعيل دور الشباب في مناقشة أهم الأمور المستقبلية التي تمس كيان الأمة العربية بأكملها فمع توضيح الجوانب الطبيعية والجغرافية والسياسية لهؤلاء الشباب الذين يستطيعون بالفعل الحفاظ علي أمتهم ونجح المؤتمر بالفعل في رسم الخريطة الجغرافية لدول حوض النيل والشباب طرح العديد من الآراء لوضع حلول للحفاظ علي مياه الشرب ومن أهم الآثار الايجابية ان هؤلاء الشباب كانت تسود بينهم روح الاخوة الحقيقية والتعاون والصداقة فكانت هناك دعوة من قبل كل الجاليات للقاءات في أوطانهم لمناقشة مختلف الأمور. قال محمد دسوقي سلامة منسق جوالة الجامعات المصرية ان الملتقي نجح في تجنب المخاطر المترتبة علي شق الصف العربي الافريقي بين الشباب المشارك ومنظمات المجتمع المدني غير الحكومية التي بدورها ستنقل ما دار في هذا الملتقي من مناقشات وحوارات وحقائق معلوماتية إلي شباب بلدانهم. وقدم المهندس الاستشاري أبوعوف حامد أبوعوف مقرر لجنة المشروعات بالاتحاد العربي للشباب والبيئة في ورقة عمل بعنوان مصر ودول حوض النيل.. المشاركة الشعبية والاستراتيجية المصرية. كما قدم د. عباس محمد شراقي مدير مركز تنمية الموارد الطبيعية بمعهد البحوث والدراسات الافريقية كما حاضر كل من اللواء منير حامد المحلل الاستراتيجي في الشئون الافريقية بالمعهد ود. وسام أحمد طه منصور والمهندس سعد نصار رئيس جمعية بناة السد العالي. حضر الجلسة الختامية للملتقي د. محمد عبدالعال عضو مجلس الشعب ومستشار الاتحاد والمهندس محمد هيبة أمين شباب الحزب الوطني وعضو مجلس الشوري ود. الوليد سيد رئيس مكتب القاهرة لحزب المؤتمر الوطني السوداني الذي وجه دعوة للمسئولين بالاتحاد لتنظيم الملتقي القادم بدولة السودان الشقيق والمهندس ممدوح رسلان نائب رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي. تضمنت الجلسة كلمات ترحيب وإشادة من رؤساء الوفود بمصر حكومة وشعبا ورئيسا وتم توزيع شهادات التقدير علي المشاركين وتبادل الدروع والهدايا التذكارية بين الوفود.
