* لا أستطيع تفسير حالة الحيرة التي يعيشها الكثير من المصريين بعد إعلان نتيجة الجولة الأولي لانتخابات الرئاسة.. ففوز الدكتور محمد مرسي كما أكدت من قبل كان محسوماً لكل من يقرأ الواقع علي الأرض جيداً.. وفوز الدكتور أحمد شفيق كان أيضاً محسوماً. فكل واحد منهما وراءه قوة وقواعد لا يستهان بها. فالإخوان المسلمين قوة منظمة علي الأرض. وتجيد لعبة الانتخابات. والحزب الوطني المنحل له وجوده أيضاً ويجيد نفس اللعبة. والجولة الثانية ستشهد صراعاً محموماً بين القوتين. وبالطبع سيزداد عدد وعتاد كل قوة. وينتهي الأمر بغالب ومغلوب.. وبناء عليه رأي الكتاتني سيحدد مستقبل مصر. * أما أن نعود إلي الوراء وتصحو كل خلايا الحزب الوطني النائمة والمتربصة. لتقاوم بكل قوة أي تغيير أو محاولات لقطع دابر الفساد المستشري حتي الآن في مصر رغم قيام الثورة. وإما أن نتقدم إلي الأمام.. ونقدم نموذجاً مختلفاً قد يرضي الشعب المصري وشباب الثورة المتخوف من الإخوان المسلمين والذي لا يسلم بنتائج الانتخابات وقواعد الديمقراطية ويري أن الثورة قد تم اختطافها منه. * لابد في هذه المرحلة من حل المعادلة الصعبة وحلها سهل للغاية وهو الرضي بنتائج صناديق الانتخابات.. أياً كانت لأنها أصل الديمقراطية التي نريدها. وثار الشباب من أجلها.. فإذا نجح شفيق فيمكن القول إن الأغلبية تستحسن ما كان.. وإذا نجح مرسي فيمكن القول إن الأغلبية نسفت ما كان. وننتظر أن يكون القادم أحسن. * لا أحد يستطيع الآن أن يتوقع نتائج الجولة الثانية رغم أنها بين مرشحين اثنين ولا أحد يستطيع أن يحدد مزاج المجتمع المصري بعد كل هذا الزخم والجدل الدائر علي الساحة علي مدي عام ونصف العام. ولكن المنطق يقول: إن هناك معركة دستور. وهي المعركة الأهم لأنها هي القادرة علي تأسيس أهداف الثورة ليكون الدستور حجة ومرجعاً ضد أي قوي تحكم البلاد وتعرف أنها لن تستطيع العبث بدستور البلاد الذي ارتضاه الشعب. * إذا تم وضع دستور محترم. فلا خوف من رئيس يأتي من مرجعية دينية أو غيرها لأنه سيكون خادماً لهذا الدستور. وأي انقلاب عليه سينقلب عليه الشعب الذي خرج من قمقم الخوف وثار علي الظلم والفساد ولا خوف من رئيس ينتمي إلي أي اتجاه فكري أو ديني. لكن الخوف من رئيس حاشيته فاسدة. وحلفاؤه صانعو فساد. وأعوانه يتربصون بكل قوة لإجهاض ثورة شعب أرادت التغيير والحرية والعدالة الاجتماعية. * الشعب المصري شعب ذكي. ويستحق حياة أفضل وسيدهش العالم في انتخابات الإعادة. كما أدهشه في الثورة والانتخابات البرلمانية والرئاسية. وسيحسم أمره في الاتجاه الصحيح ووقتها لا يملك أحد إلا أن يعظم سلاماً للرئيس الجديد ولمدة أربع سنوات. سواء كان مرسي أم شفيق.