التبعية المطلقة في الانتخابات تغيب في كافة شرائح المجتمع المصري وتسود فقط في صفوف جماعة الإخوان وإلي حد كبير بين صفوف السلفيين والجماعات الدينية الأخري. فليس من المتصور ان تظل حركة الذين صوتوا للثلاثة الكبار المخفقين في انتخابات الرئاسة مقيدة بحركات وتوجهات وإشارات من أيدوهم سواء "حمدين صباحي" أو "أبوالفتوح" أو "عمرو موسي" وليس معني انحياز أبوالفتوح ل "مرسي" والإخوان ان يتبعه انحياز من قبل أنصاره والمتعاطفين معه لمصلحة "مرسي" والإخوان لكن من الممكن أن تشهد جولة الإعادة بين "مرسي" و"أحمد شفيق" نوعاً من التصويت الانتقامي والعقابي ضد "شفيق" لكن بدرجة ليست كبيرة أو مؤثرة والمتوقع ان تذهب كافة الأصوات التي راحت ل "موسي" إلي الفريق "شفيق" وهي ليست بالقليلة. يجب ان نعترف بأن الذين صوتوا لمصلحة الثلاثة الكبار المخفقين في الجولة الأولي قد تحرروا تماماً من أي التزام أدبي وليس عاطفياً تجاه هؤلاء. وان إرادتهم الحرة التي صوتوا بها لمصلحة هؤلاء مازالت ملك يمينهم وعليهم ان يقرروا بإرادتهم الحرة أيضاً مع من وخلف من سيقفون في جولة الإعادة لأن مصر تحتاج إلي كل صوت حر. والعزوف والإحجام عن التصويت معناه ترجيح كافة الإخوان صراحة أو هو تصويت لمصلحتهم وليس العكس. الأمر المدهش بعد إعلان نتيجة الانتخابات هو محاولة البعض الترويج لفكرة تنازل "مرسي" لمصلحة "حمدين صباحي" ولا أعرف بأي منطق وبأي حجة يدافع أصحاب الفكرة عن هذا الطرح العبثي. ولماذا يتنازل "مرسي" لمصلحة "حمدين"؟! ولماذا لم يتدارك هؤلاء الموقف قبل فوات الأوان؟! السؤال الأهم: الذين يطالبون بتنازل "مرسي" يوجهون طلبهم ل "مرسي" أم لجماعة الإخوان التي بيدها القرار؟! مبدئياً قضية التنازل مهدومة من الأساس وفات أوانها والذين روجوا لها إنما حاولوا رد ما قد فات ل "حمدين" لتعاطفهم ومعه وليس بحثاً عن مصلحة الإخوان ومصر كما يزعمون!!