"عندما يثور الأطفال" قضية تناولتها في هذا المكان منذ أسابيع باعتبارها أحد إنعكاسات ثورة الخامس والعشرين من يناير علي سلوكيات أبنائنا من تلاميذ المدارس علي وجه التحديد.. إنعكاسات تجسدت في ردود أفعالهم لدرجة بلغت ببعضهم إلي رفع راية العصيان والاحتجاج إزاء بعض الممارسات غير التربوية حيالهم من بعض المدرسين .. وفي هذا السياق أشرت لواقعة حدثت باحدي المدارس التجريبية حينما قام المعلمون بوقفة إحتجاجية ضد مديرة المدرسة فما كان من التلاميذ إلا أن حذوا حذوهم وراحوا يسجلون إعتراضاتهم ويعرضون مطالبهم بكل شجاعة وجرأة.. ومن جانبي حملت سؤالي لأهل الطب النفسي كيف ساهمت ثورة يناير المجيدة في تشكيل وجدان صغارنا وما هو التعامل الأمثل مع ثورات الأطفال ليست داخل مدارسنا فحسب بل داخل بيوتنا أيضا؟ .. وجاءتني الاجابة من أهل التخصص وكما عرفتها سابقا بأن ننظر جميعا لما يحدث في مصر علي أنه حدث عام وليس خاصاً وأن نعين صغارنا علي كيفية التأقلم معه دون انتظار لما سيحدث غدا.. ثم تدريبهم علي كيفية التعبير عن آرائهم دون المساس سواء بهيبة المعلم في المدرسة.. أو الكبار في البيت. .. ما دفعني لاستدعاء هذه القضية.. مرة أخري هو الرد الذي تلقيته من إبراهيم فرج المنسق الإعلامي بوزارة التربية والتعليم تعقيباً علي ما أثرته حول أسباب التغير النوعي في سلوكيات تلاميذ المدارس حيث وافاني بأن هذا الموضوع كان محل اهتمام الوزارة وقد حرصت رئيسة الإدارة المركزية للتعليم الأساسي علي مساعدة معلمات مرحلة رياض الأطفال - باعتبارهن أكثر الفئات تأثراً بالأحداث - في كيفية تقديم الدعم النفسي لأطفال هذه المرحلة من خلال نشرة استرشادية - وزعت علي كافة المديريات - للتنشئة السياسية والقيم الخلقية عند أطفال الروضة عن العام الدراسي 2011-.2012 كذلك أعدت إدارة رياض الأطفال مسابقة للمعلمة الفعالة ودورها في تعميق روح الأنتماء والمواطنة وحرية التعبير والمساواة وتعريف الطفل بحقوقه وواجباته تجاه مجتمعه والبيئة المحيطة به من خلال توجيه المعلمات بضرورة استغلال فترة التهيئة وأخبار الصباح المدرجة في البرنامج اليومي لمناقشة الأطفال حول موضوعات الساعة التي يرغبون في الحديث عنها وتخفيف العبء النفسي الواقع عليهم من خلال الأنشطة الفنية وحلقات النقاش. * * انتهي رد الوزارة الذي لاشك يعكس دورها في إرساء دعائم المنهج التربوي المناسب لمرحلة ما بعد الثورة التي أعلت من قيم الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.. ويبقي لي تعقيب بسيط حول رد الوزارة وهو تركيزه علي أطفال الروضة فقط في حين أن القضية - موضوع النشر - كانت معنية بتلاميذ المرحلة الابتدائية الأكبر سناً وأظن ان توجيههم يختلف كثيراً عن توجيه أطفال الروضة فهل تتفقون معي؟!