لم يشغلني قول مجيد طوبيا ونحن عند باب كازينو أمفتريون بمصر الجديدة: ربما اخذت إجازة من جلستنا الأسبوعية. أريد ان اخلو إلي نفسي. حدست انه يعد نفسه لعمل يأخذ وقته . أصارحك بأني لااميل الي جلسات المقاهي. عدا مناسبات قليلة. منها ذلك اللقاء الأسبوعي الذي كنا نشرق فيه ونغرب. لانناقش قضية محددة مجرد أن نلتقي في غربتنا الاختيارية عن الوسط الثقافي اكتفيت باللقاءات الهاتفية. أهنئه بالمناسبات الدينية. وأطمئن عليه . رشحته للصديق الشاعر محمد أبو زيد في برنامج التليفزيون "صباح الخير يا مصر" تكلم بالبساطة التي الفتها. لم يبد في كلماته ولا تصرفاته. انه بدأ صراعه مع المرض القاسي. وتطوراته المزعجة . تواصلت لقاءاتنا الهاتفية. داخل صوته وهن. تناسيته حين اتصل بي في مناسبة تخصني. وتبادلنا التهنئة. ذكرت اسم مجيد طوبيا لمعد التليفزيون ايمن الحصري. باعتباره رمزا ثقافيا مهما. انتقلت الكاميرا الي بيت مجيد القريب من ميدان تريامف. وتكلم عن الكتب التي تضمها مكتبته. وصلته بالقراءة وآخر قراءاته . أبدي الحصري تخوفه من ان البرنامج قد لايعرض . لماذا ؟ لان مجيد طوبيا بكي أكثر من مرة في أثناء التسجيل. وقال لي مجيد علي الهاتف: شعرت بضيق فبكيت هذا ما حدث . ظلت لقاءاتنا الهاتفية علي تواصلها. وجدت فيها بديلا عن لقاءات المقهي. أخطر ما لاحظته. وغاب عن فهمي القاصر. توقف مقالات مجيد في الاهرام. وكان يعتز بكتابتها. يجد فيها تعميقا للصلة بينه وبين قرائه . ثم فاجأتني كلمات الصديق مصطفي عبدالله. عن المرض الذي توجست أن يكون قد تسلل بتأثيراته القاسية إلي الذهن الذي وهب الرواية العربية أجمل معطياتها . لكن ما كنت أخشاه حدث بالفعل. حاولت إخفاء الحقيقة عن نفسي. واكتفيت بأن مجيد طوبيا يرد علي مكالماتي الهاتفية. فلابأس ! يا أخي وصديقي مجيد طوبيا: إني اعتذر.