ماذا يريد حازم صلاح أبوإسماعيل.. المرشح المستبعد من الانتخابات الرئاسية بالضبط؟! تصوروا.. رغم وضوح الرؤية للأعمي قبل البصير. ورغم التأكد من أن والدته أمريكية. ورغم أنه اطلع بنفسه علي الأوراق التي بحوزة اللجنة والمرسلة من الإدارة الأمريكية. ورغم أن إثبات الجنسية يكون عن طريق دولة التجنس. وليس الدولة الأم. ورغم اقتناع معظم الذين ساندوه بهذه الأوراق وبأن موقفه سييء وشكله أسوأ.. رغم كل هذا.. مازال يصر علي أن والدته لم تحصل علي الجنسية الأمريكية. ويتهم لجنة الانتخابات بالتزوير وأنه تعرض لمؤاصرة كبري ويصف الأوراق بأنها غير صححية وأن الصحيح فقط هو الحكم القضائي الصادر له.. ومازال يتوعد بأنه سيفجر مفاجأة مزلزلة تكشف زيف المدعين ويحرض أنصاره علي اقتحام مقر وزارة الدفاع وتوليع البلد. ويدعو إلي مليونية جديدة بعد غد لتنفيذ "عمل كبير"!! ماذا يعني هذا الكلام؟! يعني ببساطة شديدة.. أن الأستاذ حازم يدعو إلي مليونية للتخريب وإثارة الفوضي دونما أي اعتبار لقانون يحمله. أو لدين شب وترعرع في منزل يعلي هذا الدين.. أو لوطن أعطاه الكثير وينتظر منه ومنا جميعاً أن نرد له الجميل ونرفعه ونساعد علي استقراره ودعم أمنه. وليس تخريبه أو إسقاطه من أجل نزوات وغرور وأطماع وغباء سياسي لدي البعض. مستحيل أن نتعامل مع مصر بمنطق "أنا بعدي الطوفان".. هذا أسلوب لا يستخدمه إنسان محترم ووطني ومحب للشعب الذي هو منه. مستحيل أن نفكر تجاه مصر في هذا الوقت العصيب بأسلوب "فيها.. لأخفيها".. فهذا ضرب من الجنون.. جنون العظمة. وعشق "الأنا" الذي يؤدي حتماً إلي الهلاك. مستحيل أن نستقوي علي مصر بهذا الشكل الفج.. نحطم كل مبادئ الدين التي تدعو للخير والحب والجمال. ونعلي بدلاً منها شعارات التخريب والتدمير والفوضي. رافضين التمسك بالفضيلة المتمثلة في الاعتراف بالحق. مصرين علي موقف متعنت يحرق الأخضر واليابس عشقاً لذواتنا وذوباناً في أنانيتنا. مستحيل أن نهدر دم مئات الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم لإعلاء شعار العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.. فنحرق العيش. ونخنق الحرية. ونهدر العدالة الاجتماعية.. ونزيد بحور الدم بحوراً جديدة لا لهدف سوي الإصرار علي الفساد والإفساد في الأرض. مستحيل أن نرتضي أبداً بهذا الخبل المتمثل في السعي لإسقاط جيش مصر.. ونهدي الوطن بأيدينا للعدو المتربص بنا خلف الحدود فوق طبق من ذهب. يا أستاذ حازم.. كفاك عناداً ومراوغة.. لقد خسرت أشياء كثيرة في طريق العناد والمراوغة.. خسرت ترشيحك بالقانون. وشعبيتك بالعناد. ومصداقيتك بالمراوغة. وصورتك النقية بالغباء السياسي.. والآن أنت في الطريق لخسارة الأهم.. وطنيتك بالغرور القاتل. كن فارساً نبيلاً.. وانزل من فوق صهوة حصان العناد والمراوغة والغباء السياسي والغرور. واعترف بالهزيمة التي لن تشينك أبداً. بل تسترد بها ما فقدت.. إذ يكفي أنها اعتراف بالحق.. الذي هو فضيلة. أما إذا أصررت علي موقفك المتعنت.. فلا تلومن سوي نفسك.. لأننا ببساطة سنكون جميعاً ضدك. حفظ الله مصر وشعبها.. من المعاندين والمكابرين والمراوغين والأغبياء والمغرورين وكل من يقول "أنا وبعدي الطوفان". أو "فيها.. لأخفيها". ** آخر الكلام .. * قليل الأدب.. هو من يصف شعب مصر بأنه شعب قليل الأدب. شعب مصر مثل كل شعوب الأرض.. به الصالح والطالح.. ولكنه في النهاية شعب محترم.. ولا يصح أن يصفه بقلة الأدب.. مَن فقد الأدب.