عندما أزهق من الجدل السياسي الدائر علي شاشات التليفزيون.. أقلب القنوات بحثا عن "حاجة تضحك".. فيلم لإسماعيل يس مثلا أو برنامج لتوفيق عكاشة.. واذا كانت هناك فرصة للاختيار.. أختار عكاشة دون تردد.. أكثر الله من أمثال هذا الرجل. عكاشة له أشباه في قنوات أخري لكنهم مستترون.. أما هو فواضح وصريح وبيجيب من الآخر دون لف أو دوران أو ادعاء للثورية وأنا أحترم فيه ذلك. عكاشة هو عدو الثورة والثوار.. يقول عن شباب الاشتراكيين أنهم "مقملين" أي أن شعرهم به حشرات.. ليس هذا فحسب فقد لاحظ الرجل بعينه الثاقبة ان رجلا سلفيا كان "يزقل" أي يرمي. الحجر. ثم يهرش في ذقنه التي وصلها "القمل" من شعر الشباب الاشتراكي. لا هم لتوفيق عكاشة سوي الترويج للمجلس العسكري ودعوته للسيطرة علي الحكم واحكام قبضته علي البلاد لأننا بدون ذلك لن نجد شيكارة كيماوي أو كيس سكر أو باكو شاي!! أنا مشفق علي توفيق عكاشة لأن انفعالاته ضارة بالصحة.. ولو كنت منه لكففت عن هذا الكلام وتفرغت لأمور أخري واثقا أن ما أريده سيحققه غيري في القريب العاجل. الذي يفعله تيار الإسلام السياسي من إخوان وسلفيين علي اختلاف مشاربهم. سيحقق أحلام توفيق عكاشة.. لا تتعب نفسك يا أخي فكل ممارسات هذا التيار لن تؤدي إلا الي نتيجة واحدة.. سيطرة المجلس العسكري علي الحكم واحكام قبضته علي البلاد ليعيد التاريخ نفسه. الإنسان لديه "ذاكرة" تميزه عن غيره من الكائنات.. لكن قوي الإسلام السياسي يبدو والله أعلم. انها لا تتمتع بهذه الميزة.. هذه القوي هي "لعبة الأيام" التي لا تتعلم أبدا.. عزلت نفسها بأطماعها ورغبتها في التكويش علي كل شيء وأدخلت البلاد. بفضل ذكائها السياسي الحاد. الي دائرة مفرغة لن تؤدي في النهاية إلا الي "فض الليلة" واعطاء المجلس العسكري الفرصة والمبرر القوي للرجوع عن وعده بتسليم السلطة.. كل الشواهد الآن تؤكد ذلك.. كل الشواهد تؤكد ان قوي الإسلام السياسي وتوفيق عكاشة وجهان لعملة واحدة.. علي توفيق عكاشة إذن أن يوفر طاقته وصحته ووقته ويشرب اللبن وينام مبكرا.. فكل الأمور تجري وفقا لما يريده هو وأصحابه وأسوده!!