كنت ضيفاً علي سبتة المغربية * كنت دائماً عاشقاً لشبه جزيرة أيبيريا وهي الأندلس والمعروفة الآن بإسبانيا.. شممت رائحتها وتاريخ أجدادي عندما اقتربت منها وأنا في العاصمة مراكش. والتي أسسها الفارس العربي الكبير يوسف بن تاشفين.. بعد أن فرغت من واجبي وعملي في تغطية فاعليات الاجتماع السادس والثلاثين لمجلس المساهمين الاقتصادي والذي عقد هناك. أول ما سألت عن مدينتي "سبتة وماليليا" المدينتين المغربيتين الصغيرتين. القريبتين من مدينة "طنجة" التي تفصلها عنهما مسافة تستغرق أقل من نصف ساعة. لكنهما مازالتا تحت الاحتلال الأسباني.. اتخذت قراري وذهبت لطنجة.. مكثت ليلة هناك. وأشاروا عليّ بالحصول علي تأشيرة دخول من القنصلية الإسبانية في الدارالبيضاء.. الإخوة الطنجيون يذهبون إلي هناك بالبطاقة دون سائر المغاربة.. اصطحبت أخاً مغربياً إلي هناك وتقابلت مع الذين يعيشون في "سبتة وماليليا" وهم من العرب والبربر والأمازيغيين والإسبان والإنجليز.. العرب مازالوا يحتفظون باللغة العربية والمساجد. ويتطلعون ذات يوم إلي أنهم سوف يرجعون إلي حضن الوطن الأم المغرب. هناك مشاكل في مدينة طنجة من الأفارقة غير الشرعيين الذين يهربون من صحراء "إريتريا" عبر الحدود مع الجزائر إلي بوابة أوروبا. إسبانيا. هرباً من فقرهم. وقد سألت سؤالي التقليدي وأعرف الإجابة مسبقاً.. ولكني سألت: كيف يدخلون؟!.. أكدوا أن هناك سماسرة ومافيا ليس فقط من المغرب. ولكن من جنسيات أخري لها إقامات في المغرب يقومون بتسهيل مهمة الهروب نظير 2000 يورو أي ما يعادل 16 ألف جنيه مصري عبر مسافة 15 كيلومتراً بحراً.. وقفت في إحدي البنايات العليا المشيدة فوق تبة مرتفعة ليلاً في مدينة "سبتة" فشاهدت أنوار إسبانيا. وقتها تذكرت تاريخ أجدادي وقوتهم. الفارس العربي الكبير موسي بن نصير. والقيسيين من اليمن وعبدالرحمن الداخل "صقر قريش" وأمجاد العرب ودولتهم في إسبانيا وضعفهم عبر ملوك الطوائف وغروب الدولة الإسلامية في الأندلس. مرت الساعات والأفكار كدهر عليّ.. وكيف ضعفنا حتي أنهم استردوا الأندلس بالكامل ونصبوا محاكم التفتيش وقضوا علي كل مسلم شهد بوحدانية الله. ولم يكتفوا بذلك بل قاموا باحتلال جزء غال علينا جميعا وهو مدينتي "سبتة وماليليا" وأصبحنا ندخل بلادنا بتأشيرة من الاتحاد الأوروبي.. المغاربة يقولون إن الملك محمد السادس قادر علي أن يعيد المدينة إلي حضن البلاد بالحوار والعقلانية والقانون الدولي وقوة الإرادة لما يمتلكه من حس قومي وعربي. وأن البلاد سوف تعود ذات يوم علي يد الملك محمد السادس.. أنا واثق معهم تمام الثقة أن عدل الملك وقوته وحب أهل وطنه له سوف يرجع المدينتين عزيزتين إلي أحضان المملكة وإلي أحضان الأمة العربية فهما مدينتان عربيتان تشهدان بوحدانية الله تعالي. تقام فيهما الشعائر الإسلامية. وسوف ترجعان ذات يوم بإرادة أهل المغرب وملكها.