نحن نكن كل الاحترام والتقدير للأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي.. فهو أحد وزراء الخارجية العرب المشهود لهم بالكفاءة وبعد النظر في القضايا التي تهم العالم العربي.. ودائما صاحب رأي سديد ورؤي واقعية تعبر عن المصالح العليا للأمة العربية. ورغم ما نعرفه من هذه المزايا عن الأمير سعود. فقد فوجئنا نحن المصريين ببيان أصدره السيد عمرو موسي المرشح لرئاسة الجمهورية أعلن فيه أنه اتصل بالأمير سعود الفيصل لحل مشكلة الناشط الحقوقي والمواطن المصري أحمد الجيزاوي. فإذا بالأمير يبلغ السيد عمرو موسي أن الجيزاوي متورط في عملية تهريب مخدرات حيث تم ضبط 180 ألف قرص "ترامادول" داخل علب حليب مجفف بحوزته.. ثم قيل انها 21 ألف قرص!! لقد تناقلت الأنباء علي مدي عدة أيام أن الجيزاوي متهم بالعيب في الذات الملكية. وأن حكما صدر ضده بالسجن لمدة عام وجلده 20 جلدة.. ثم فجأة أنكر المسئولون في المملكة الشقيقة هذا الكلام ليلصقوا بالمواطن المصري تهمة أخري ليخرجوا القضية من مسار سياسي الي مسار جنائي. وهو ما لاينفع معه تدخلات أو شفاعات. إن المنطق والعقل والشواهد كلها تنفي هذا الاتهام عن الجيزاوي لأن حمل هذه الكمية من الأقراص لايمكن إخفاؤها عن أعين رجال الجمارك والتفتيش فهي تحتاج الي حقيبة كبيرة لاستيعابها.. ثم إن الرجل خرج سليما من مطار القاهرة ونحن نعرف جميعا دقة عمليات التفتيش في المطار بحيث لايسمح بحمل مقص صغير جدا لقص الأظافر. فكيف يخفي علي المسئولين بالمطار هذه الكمية من الأقراص المخدرة؟! ثم أين سيذهب الجيزاوي بهذه الأقراص في المملكة الشقيقة؟! هل سيقوم ببيعها للمعتمرين؟! أم أن هناك اتفاقات مع صيدليات سعودية لتهريبها اليها وبيعها للسعوديين وغيرهم؟! إن الاتهام الجديد للجيزاوي جاء بمثابة صدمة قوية ومدوية ألقيت في وجوه المصريين لادخال اليأس في قلوبهم وتثبيط هممهم. وغلق الأبواب دون الأمل في الحصول علي انفراجة في قضية هذا المواطن المصري. إننا نعتقد يقينا أن الأمير سعود الفيصل رجل نقي السريرة لايضمر للمصريين ولا لغيرهم شرا.. فهو نسل ملك حكيم كانت فترة حكمه وضاءة في تاريخ العرب.. ولكننا نعتقد أن وراء هذا الاتهام بعض صغار المسئولين السعوديين الذين يريدون افساد العلاقات بين البلدين. وهؤلاء هم الذين أبلغوا الأمير بالتهمة الجديدة ليضعوه أمام الأمر الواقع ولايتركوا له فرصة للتدخل. نحن نعلم أن عقوبة تهريب وجلب المخدرات في السعودية هي الاعدام.. فهل معني هذا الاتهام الجديد أن لسان حال الإخوة السعوديين يقول لنا: إذا كنتم قد غضبتم ولم ترضوا بحكم الجلد والسجن لمواطنكم فاننا سوف نضرب عنقه بالسيف لنخرسكم تماما!! إن قضية الجيزاوي دخلت في مسار جديد ونفق مظلم.. والعبء الأكبر في حلها يقع علي عاتق السفير أحمد قطان سفير المملكة في القاهرة. ونحن نعتب عليه بشدة لانه ركز في رده علي الوفد الحزبي والسياسي الذي استقبله في السفارة علي العبارات المسيئة التي رددها بعض الشباب المتظاهرين أمام السفارة. وكان يجب أن يدرك أن هذا رد فعل طبيعي من هؤلاء الشباب نتيجة للالتواء في عملية توجيه التهم للمواطن المصري.. لكننا في كل الأحوال وبكل اليقين ضد هذه السلوكيات المسيئة من جانب المتظاهرين. نريد أن نقول للأخوة السعوديين الأشقاء اننا مازلنا نحسن الظن بهم. ومصر ليست "بقرة" تعثرت في حفرة عميقة لتتكاثر عليها السكاكين لذبحها.. فلا تضيفوا لتلك السكاكين خنجرا أو سيفا من سيوفكم للاجهاز عليها.. مصر تمر بظروف استثنائية لن تستمر إلي الأبد. لأنها أولا وأخيرا مصر الغنية بكل الثروات وفي مقدمتها الثروة البشرية. الشعب المصري بتاريخه وعظمته متمسك بتوثيق عري الأخوة والتعاون مع الشعب السعودي وحكامه. ويوم أن تنفك هذه العري أو تنقطع لاقدر الله لن يكون شعبنا هو السبب. آخر المقال : من أعظم الصفات التي اطلقت علي رسولنا محمد صلي الله عليه وسلم هي "الصادق الأمين".. وعندما سئل الرسول عن أن المسلم يمكن ان يرتكب بعض الكبائر قال: نعم.. ثم سئل: هل المسلم يكذب؟ قال: لا .. صدق رسول الله.