منذ 17 عاماً نشرت الصحف أخبار المفاوضات بين المسئولين عن متحف الأرميتاج في لينينجر ومسئولي الفنون في ألمانيا حول مصير الأعمال الفنية التي نقلت إلي روسيا خلال الحرب العالمية الثانية عند هزيمة النازية في ألمانيا.. فقد كان الجيش الأحمر يكتشف خلال تقدم قواته العديد من الأماكن السرية التي أخفيت فيها لوحات الفن الحديث التي كان هتلر يعتبرها من الفن المنحط ويقيم لها المحارق ولهذا قام المسئولون عن المجموعات الخاصة والمتاحف الفنية بإخفاء الكنوز الفنية الثمينة من فنون القرن التاسع عشر الفرنسية وحمايتها من قنابل الطائرات ودمار الجيوش المتقدمة. واستولي الضباط والجنود الروس علي كنوز فنية عديدة قاموا بنقلها إلي روسيا. وأعيد معظمها إلي ألمانياالشرقية عقب استقرار الأوضاع في الخمسينيات.. لكن تبقت أعداد كبيرة من هذه الأعمال الفنية في الاتحاد السوفيتي. ولم يعترف أحد بوجودها لديهم إلا في السنوات الأخيرة من بينها 74 لوحة من المدرسة التأثيرية كانت ضمن مجموعات خاصة لأفراد وقد حفظت لمدة ستين عاماً بأحد مخازن متحف الأرميتاج. ولم تكن معروضة للمشاهدة. وإنما كانت تعرض من حين لآخر علي خبراء الترميم للتأكد من سلامتها. وقد خرجت لتعرض للجمهور عام 1995 من خلال معرض ضم أعمال 75 رساماً أوروبياً من المشاهير استمر ثلاثة أشهر. وجرت مفاوضات بين مدير متحف الأرميتاج في روسيا ومدير متاحف درسدن في ألمانيا ولم تسفر المفاوضات عن نتائج مقبولة لأي من الطرفين. حيث يقول الألمان إن اللوحات الموجودة لدي الروس "مسروقة"!! بينما أعلن الروس أنهم نقلوها من ألمانيا بالأسلوب الصحيح اللائق بها. وأن الهدف من نقلها هو المحافظة عليها.. والدليل علي ذلك حالتها الفنية الجيدة. وطالبوا الألمان بدفع مبالغ مالية كتعويض مادي مع إعلان معنوي كما يطلبون ترك بعض هذه اللوحات لتعرض في متاحفهم.. ويلوح المفاوضون الروس بالتدمير الذي سببته الجيوش الألمانية للقصور التاريخية والمتاحف الروسية خلال الحرب العالمية الثانية والمطالبة بالتعويض المناسب وعند عرض هذه المجموعة من اللوحات كان من بينها رسوم للفنان الفرنسي "بول جوحان" و"أدجار ديجا" و"أوجست نوار" والفنان "فان جوخ" وغيرهم من مشاهير الرسامين الذين تبلغ أسعار لوحاتهم ملايين الدولارات عند عرضها في أي مزاد.