في 6 يناير سنة 1890 وقف رئيس الوزراء مصطفي فهمي باشا في ميدان قصر عابدين وقرأ برقية من الباب العالي في تركيا تقول: بناء علي ما عرضناه علي الحضرة الشاهانية من انه بمقتضي فرمان وراثة الخديوية المصرية يؤول سند الخديوية إلي حضرة عباس حلمي باشا أكبر أولاد المرحوم محمد توفيق باشا.. وقد صدرت الإدارة السنية بذلك ولزم الاخطار. وبقراءة هذه البرقية أصبح عباس حلمي خديو مصر بأمر الباب العالي في تركيا وقد تم قراءتها في حضور أعيان البلاد واصطف جيش الاحتلال البريطاني في ميدان السراي وعلي رأسه كان سردار الجيش السير جرينفيل. وفي ديسمبر سنة 1914 خلعت الحكومة البريطانية الخديو عباس بعد أن ظل جالسا علي العرش 24 سنة.. وصدر بيان من المعتمد البريطاني قال فيه: يعلن ناظر الخارجية لدي جلالة ملك بريطانيا العظمي انه بالنظر لاقدام سمو عباس حلمي باشا خديو مصر السابق علي الانضمام لأعداء الملك فقد رأت حكومة جلالته خلعه من منصب الخيديوية وقد عرض هذا المنصب السامي مع لقب سلطان مصر علي سمو الأمير حسين كامل باشا أكبر الأمراء الموجودين من سلالة محمد علي عباس. وعندما مات السلطان حسين كامل عرضت بريطانيا ملك مصر علي نجله الأمير كمال حسين ولكنه اعتذر ووبناء علي ذلك ارسل السير ريجنالد وينجت المعتمد البريطاني في مصر في 9 أكتوبر سنة 1917 رسالة إلي صاحب العظمة السلطانية أحمد فؤاد قال فيها بأمر جناب وزير خارجية حكومة صاحبة الجلالة البريطانية.. اتشرف بابلاغ عظمتكم السطلانية بأنكم الوارث الشرعي المتعين علي عرش مصر وان حكومة صاحب الجلالة البريطانية تريد ان تجدد لعظمتكم بهذه المناسبة التأكيدات التي اعطتها لسلفكم عند ارتقائه العرش بالاعتماد علي عظمتكم في العمل وعلي الصداقة التي هي شعار الحكم والذي سيكون له من المكانة في نفس الحكومة البريطانية ما لا تقل منزلته لدي عظمتكم. وهكذا كان تعيين الحكام علي مصر.. يفرضون فرضا علي الشعب حدث هذا اثناء الاحتلال البريطاني وقبله عندما جاء محمد علي إلي مصر واستطاع بدهائه اقناع عمر مكرم ومحمد الشرقاوي لكي يتولي حكم البلاد وهو الألباني الذي لا يعرف القراءة والكتابة وصدر فرمان توليه الحكم من الاستانة أيضا وبصفة عامة.. كان حكام مصر منذ العصور القديمة يهبطون علي البلاد بالبراشوت دون تدخل من افراد الشعب.. وفي العصر الاغريقي كان الحكام يفرضون من اليونان وعندما جاء الرومان.. كان تعيينهم يأتي من روما وكذلك بعد دخول الإسلام إلي البلاد كان الولاة الذين يتم اختيارهم يأتون من المدينة ومكة ودمشق وبغداد وشمال افريقيا وبعد ثورة 23 يوليو بدأ مصر تعرف الحكام المصريين الذين يتم تعيينهم بما يسمي الاستفتاء ونتائجه دائما "أربع تسعات". وفي ظل النظام السابق وتحت الضغط الشعبي تقرر ان يكون اختيار رئيس الجمهورية بالانتخاب وكانت انتخابات وهمية وبعد ثورة 25 يناير تقرر ان يكون اختيار رئيس الجمهورية بالانتخاب الحر المباشر وهي أول مرة في تاريخ البلاد يتم اختيار الحكام بمعرفة المصريين انفسهم.. ولهم حرية الاختيار والكل ينادي بأن يتم انتخاب الأصلح.. قوة وفهما وعدالة وصحة وعلاقات ورعاية إنسانية واجتماعية لكل الناس.. فهل يظهر هذا الأصلح؟