"ضاقت ولما استحكت حلقاتها فرجت.. وكنت أظنها لا تفرج". المشهد العام في الشارع المصري يدعو للحزن والاحباط.. وما يحدث في المترو صورة مصغرة لما يحدث في الشارع عموماً.. ولا نستطيع أن نلوم أحد علي حساب أحد آخر. فيوم الأحد الماضي جاءني خبر انسحاب امناء الشرطة من المحطات كلها احتجاجاً علي تعدي البلطجية علي زملاء لهم في 3 محطات ووصل الأمر إلي الإصابة والتحويل للمستشفي.. فتركوا المحطات طلبا للحماية خاصة أن لديهم تعليمات بعدم الاحتكاك بالآخر. فمن نلوم إذاً.. نلوم الأمين أو الضابط الذي تجرأ عليه البلطجي بصورة لم نشهدها من قبل.. هل نلوم الضابط الذي انسحب ولم يستطع الصمود أمام أعمال البلطجة.. وهو من يملك السلاح والخبرة والتخصص في التعامل وإذا كان الأمين أو الضابط لم يصمد أمامهم فهل كل راكب مطالب بأن يحمل سلاحه ليدافع عن نفسه وأهله نلوم الأمين والضابط الذي إذا اتبع القانون الطبيعي وتصدي للبلطجي الذي يهدد أمن المارة.. يتم محاكمته ويتعرض لاعتداء أهل البلطجي عليه وأصحابه. نلوم من إذاً.. القوانين الموجودة التي لم يفعلها أحد.. أم الحكومة الضعيفة وأعضاءها من محافظين ورؤساء أحياء ممن لم يغيروا شيئاً من هذا الواقع الأليم منذ أيام الثورة للآن "14 شهراً" لم نجد لهم أثرا ملموساً يذكر يحل مشكلة باعة جائلين أو بلطجية فرضوا سطوتهم علي الشوارع نلوم من.. نلوم أنفسنا لأننا من حسني النية ممن يصدقون ما يقال لهم من تصريحات وأقوال.. وإذا كان هذا هو الوضع كيف نحسن الاختيار لقيادات جديدة لهذا البلد تقوده للأفضل من يضمن لنا ذلك. قيادات جديدة تعبر عن غضبها بالاعتصام والاضراب والتهديد وعدم احترام القانون!! كيف نختار ومن نختار ليخرجنا مما نحن فيه.. من فوضي وانفلات. أعود فأقول ضاقت ولما استحكمت حلقاتها فرجت إن شاء الله.