المسرحية تتناول فترة خطيرة وطويلة من فترات التاريخ العربي والاسلامي في عصر الدولة الأموية وفي أعقاب الفتنة الكبري حيث تبدأ الأحداث بمذبحة الحرة علي يد يزيد بن معاوية أثناء صراعه من أجل سيطرته علي الخلافة ويموت بعدها ثم يتولاها مروان بن الحكم وهي بهذا الشكل تبدو وكأنها أقرب الي المسلسل التاريخي منها الي المسرحية خاصة اذا علمنا أن ثمة فلاش باك عن معاوية بن أبي سفيان. أي أن أحداث المسرحية تدور علي مدار تاريخ أربعة من الخلفاء الأمويين. بالاضافة الي تفاصيل كثيرة عن الصراعات والتحالفات بين القوي المتعددة كالقيسية واليمنية والأموية والعلوية والزبيرية. كل هذه الأحداث تتبدي لنا من خلال رحلة ثلاثة من الهاربين من مذبحة الحرة طلبا لثأرهم عند بني أمية عن طريق لجوئهم الي الضحاك بن قيس والي دمشق الذي يعتبر الداعم الأكبر لقيام الدولة الأموية وهنا نصل لذروة الحدث الدرامي في المسرحية حين يتعين علي الضحاك أن يقرر الاختيار بين أن يظل داعما لهذه الدولة التي اغتصبت الخلافة من العلويين وحولتها من خلافة راشدة الي ملك عضوض وبين أن ينقلب عليها ثأرا لقومه الذين انتهكت حرماتهم في موقعة الحرة. المسرحية علي هذا النحو تجمع ما بين بنية المسرحية التاريخية التي تستغرقنا في أحداث تاريخية عديدة تكاد ترهق ذهن القاريء أو المشاهد بكثرة تفاصيلها. وبين المسرحية التراجيدية التي تعتمد علي شخصية درامية ثرية كشخصية الضحاك أثناء أزمته الوجودية التي أودت بحياته. الأمر الذي كان يجب ان تتركز عليه المسرحية دون الدخول في تفاصيل تاريخية خصوصا وأنها اعتمدت علي لغة تراثية في بعض مفرداتها وتركيبة جملها مما يشكل صعوبة ما عند أدائها او تلقيها لدي المشاهد المعاصر. علي أية حال فانها مسرحية تؤكد مقدرة كاتبها علي امتلاك أدواته الدرامية . كما تؤكد موهبتة وثقافته التاريخية وقدراته اللغوية المتميزة. التقدير الرقمي 75% خمسة وسبعون بالمائة.