لاشك في أن نزول اللواء عمر سليمان سباق انتخابات الرئاسة في اللحظات الأخيرة قلب كل الموازين.. ليس بالنسبة للمرشحين الذين تقدموا بأوراقهم فحسب بل لكل المهتمين بهذه الانتخابات وأقصد هنا الشعب المصري.. كل الشعب.. فهناك من فرح لعودة سليمان.. وهناك من غضب واعتبرها مؤامرة علي الثورة.. بل وهناك من هدد بثورة ثانية والنزول إلي الشارع في حال فوز عمر سليمان بالرئاسة!! في البداية لابد أن نعترف أن قرار "سليمان" ترشيح نفسه في اللحظات الأخيرة أضفي جواً جديداً علي العملية الانتخابية بعد أن كانت الكفة تميل باتجاه التيار الإسلامي.. وبنزوله أصبحت الكفة متأرجحة بين هذا التيار الذي يمثله حتي الآن كل من المهندس خيرت الشاطر والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح والشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل والدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة ومعهم الدكتور محمد سليم العوا. أما التيار الثاني فيمثله اللواء عمر سليمان وأحمد شفيق وعمرو موسي وحمدين صباحي وآخرين.. وجميعهم لا ينتمون للتيار الديني.. فمنهم من أفني عمره في خدمة وطنه.. ومنهم من اختار الوقوف في صفوف المعارضة.. فهل ستكون انتخابات الرئاسة المقبلة قائمة أيضاً علي أساس ديني تماماً مثلما حدث في انتخابات مجلسي الشعب والشوري؟! دعونا نسأل أنفسنا.. هل من مصلحة مصر أن يحكمها رئيس ينتمي لتيار ديني له أفكاره وثوابته ومرجعيته التي قد لا تتفق مع آخرين ربما من نفس التيار فما بالنا بمن خارجه؟! بل وما معني رئيس "إسلامي"؟!.. حسب معلوماتي كل رؤساء مصر الراحلين والسابقين مسلمون وموحدون بالله لكنهم في النهاية كانوا يمثلون مصر كل مصر وليس تياراً بعينه.. وهذا هو مغزي تسليم السلطة لسلطة "مدنية" الذي تعهد به المجلس العسكري عقب 25 يناير ..2011 فالمجلس لم يتعهد بتسليم السلطة لسلطة دينية!! مع احترامي الشديد للتيا ر الإسلامي وما يمثله من قوة لا يستهان بها في المجتمع.. فإن مواصفات رئيس مصر تحكمها معايير أخري.. رئيس قادر علي الحفاظ علي الهوية المصرية ومدنية الدولة.. رئيس يمثل كل المصريين.. يكون ولاؤه لمصر وليس لحزب أو جماعة.. رئيس يعرف حجم المخاطر التي تهدد مصر ويكون قادراً علي مواجهتها.. رئيس يمارس الحكم بشفافية وديمقراطية فعلاً وليس قولاً.. رئيس يعرف قيمة مصر وأهميتها في التاريخ!! مع احترامي التام للمهندس خيرت الشاطر لكنني لست معه أو بمعني أدق لا أؤيده حين قال إنه استقال من منصب النائب الأول لمرشد جماعة الإخوان المسلمين فور ترشحه للرئاسة لأنه يرفض احتكار الحزب الواحد.. فهل معني ذلك أن "الشاطر" خرج من جلباب الجماعة بمجرد استقالته؟!.. وهل منصب النائب الأول لمرشد الجماعة "وظيفة" تنتهي باستقالة شاغرها؟!.. بصراحة خيرت الشاطر لم يكن "شاطر" في هذا التحول.. فهل ستشهد الأيام المقبلة مفاجآت وصعود نجم الشاطر "سليمان"؟!.. دعونا نري!!